القاهرة 13 مارس 2024 (شينخوا) أكد خبير مصري أن التنمية الاقتصادية الصينية لا يستفيد منها المواطن الصيني فحسب، وإنما تعود بالفائدة على التنمية الاقتصادية العالمية، مشددا على أن تنمية الصين تعد قوة دافعة رئيسية للنمو العالمي.
وقال الدكتور طارق السنوطي نائب رئيس تحرير صحيفة ((الأهرام)) المصرية الرسمية، في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، إن "الصين تعد محركا رئيسيا لاقتصاد العالم، وقد لاحظنا هذا تماما وشعر العالم بهذا التأثير الكبير عندما حدثت أزمة كوفيد-19 والأزمة العالمية في سلاسل الإمداد والتوريد، ما أظهر دور الصين بشكل كبير جدا".
وأضاف السنوطي أن "ما قامت به الصين خلال هذه الفترة من دعم كبير جدا للعالم لمواجهة هذا الوباء حتى تم التغلب عليه، يؤكد أن الصين تلعب دورا محوريا جدا في الاقتصاد العالمي، وهو دور هام للغاية".
وأشار إلى أن الصين تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري مع الدول على المستوى الثنائي، وأيضا دعم التنسيق والتعاون الاقتصادي وتعزيز التجارة بين التجمعات الاقتصادية المختلفة، لافتا إلى أن الصين من خلال هذا التعاون تسعى إلى تنشيط الاقتصاد العالمي وفتح آفاق استثمارية للدول الأخرى للنفاذ إلى الأسواق الصينية.
وأوضح أن الصين شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة اقتصادية كبيرة جدا، مشيرا إلى أن هذا جاء انعكاسا حقيقيا للسياسات الاقتصادية.
وأضاف أن الصين لديها سياسات اقتصادية واضحة تبنتها خلال الفترة الماضية، تهدف إلى الانفتاح وبشكل كبير جدا على الأسواق العالمية، وكذلك فتح سبل التعاون مع جميع دول العالم على أسس واضحة من الشراكة مع هذه الدول، منوها إلى أن الصين أصبحت قلب العالم الصناعي النابض نتيجة هذه السياسات الرشيدة التي تتبعها الحكومة.
كما لفت إلى أنه كان من نتائج هذه السياسات القضاء على الفقر المدقع في الصين، معتبرا هذه الخطوة غير مسبوقة في كافة دول العالم، وأنها لم تكن لتتحقق لولا وجود سياسات اقتصادية رشيدة وحوكمة اقتصادية فاعلة في الصين.
وأكد أن التجربة الصينية تجربة مدروسة ومخططة بعناية وأن أهم ما يميز هذه التجربة هو أن لديها آليات التنفيذ، حيث قال إن الصين عندما تطرح عددا من المشاريع في الدول النامية سواء في البنية التحتية أو في التجارة والاستثمار وبناء مناطق صناعية جديدة، فإنها تضع المشروع وآليات التنفيذ له وتحدد سنوات التنفيذ ومصادر التمويل كما تُجري دراسات جدوى دقيقة له.
وقال إن الصين منفتحة على العالم وتريد أن يستفيد العالم من هذه التجربة بشكل كبير، مسلطا الضوء على أن الصين طرحت مبادرات عديدة في هذا الشأن ومن بينها مبادرة الحزام والطريق، علاوة على مفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية الذي وصفه بأنه مفهوم هام للغاية.
وأشاد الخبير المصري بمبادرة الحزام والطريق التي طرحتها الصين في إطار التوجه الصيني لدعم الدول النامية وتعزيز العلاقات معها وكذا مساعدتها على إقامة مشروعات في مجال البنية التحتية، لافتا إلى ما شاهده في الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان، ومركز هورغوس للتعاون الحدودي الدولي الواقع على الحدود بين الصين وقازاقستان، وكذلك خط السكة الحديد بين الصين وأوروبا، وما يمكن أن يؤدي إليه ذلك من دعم الاقتصاد العالمي وتعزيز التعاون بين الدول وإقامة شراكات جديدة وتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية.
ونبه إلى أن السياسة الصينية متزنة وأن السياسة الاقتصادية الصينية هي انعكاس لسياستها الخارجية التي تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وبالتالي تسعى إلى أن تكون علاقاتها بهذه الدول تقوم على تبادل المصالح والمنافع، مشيرا إلى أن هذا يجعل السياسة الخارجية والاقتصادية الصينية تحظى بتقدير العالم الذي ينظر للصين باعتبار أن لها دور فاعل وأساسي في إحداث تنمية حقيقية ليس داخل الصين فقط وإنما خارج حدود الصين أيضا.
وأعرب السنوطي عن اعتقاده بأن إقامة نظام دولي يقوم على الإنصاف والعدالة يعد قضية شائكة للغاية في ظل الهيمنة الأمريكية، لافتا إلى أن الولايات المتحدة عندما تتناول القضايا لا تتعامل من منظور واحد وإنما لديها ما يُعرف بـ"الكيل بمكيالين". وضرب مثالا على ذلك بما يحدث في قطاع غزة والموقف الهزيل والمتخاذل للسياسة الأمريكية تجاه ما يحدث بالقطاع.
وقال إنه في المقابل، فإن دولا مثل الصين عندما تتعامل مع الأمور فإنها تضع نصب أعينها مصالح الدول الأخرى، مشيدا في هذا الصدد بمفهوم مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية وغيره من المفاهيم الصينية ذات الصلة.