25 مارس 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ ينعقد الاجتماع السنوي لمنتدى تنمية الصين لعام 2024 في بكين تحت شعار "التنمية المستدامة للصين" في الفترة من 24 إلى 25 مارس الجاري، حيث تناقش قادة المنظمات الدولية الكبرى ورؤساء أكبر 500 شركة وخبراء بارزون دوليا، ويتبادلون وجهات النظر حول مواضيع مختلفة مثل التنمية المستدامة في الصين. ويُذكر أنه في منتدى هذا العام، شاركت الولايات المتحدة بأكبر وفد أعمال عالمي يتضمن 34 من أصل أكثر من 85 مديرًا تنفيذيًا. وقال ضيف المنتدى البروفيسور جيفري ساكس، أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة كولومبيا: "على الرغم من أن السياسيين الأمريكيين يسعون إلى المواجهة وترك انطباعاً دائماً عند الناس، إلا أن مجتمع الأعمال الأمريكي يريد الحفاظ على علاقة جيدة ومنفتحة مع الصين، وكذلك الشعب الأمريكي. وهذا هو السبب وراء حضورنا هنا."
منتدى تنمية الصين هو منتدى على المستوى الوطني يستضيفه مركز بحوث التنمية التابع لمجلس الدولة الصيني وتستضيفه مؤسسة بحوث التنمية الصينية، وغالبًا ما يُنظر إليه على أنه يركز على إطلاق إشارات لانفتاح الصين على العالم الخارجي. ويتضمن منتدى هذا العام العديد من الندوات المواضيعية، التي تركز على إدارة المناخ العالمي، والذكاء الاصطناعي، وصناعة الصحة الكبيرة. ومن المعلوم، أن أكثر من 110 ضيفًا من المنظمات الدولية وشركات مدرجة على قائمة أقوى 500 شركة على العالم، ومجتمع الأعمال العالمي قد حضروا للمشاركة في منتدى هذا العام، بما في ذلك تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة آبل، وألبرت بورلا رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة فايزر، وشوارزمان رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة بلاكستون، وغيرهم.
وحضر حفل افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى تنمية الصين لعام 2024 المنعقد يوم24 مارس الجاري، رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ وألقى كلمة رئيسية، جاء فيها، أن موضوع هذا الاجتماع السنوي هو "الصين مع التنمية المستدامة"، وهو ليس وصفا موضوعيا للتنمية الاقتصادية طويلة الأجل في الصين فحسب، بل يعكس أيضاً اهتمام وتوقعات جميع مناحي الحياة بشأن الاستقرار الاقتصادي والتنمية طويلة الأجل والتنمية عالية الجودة في الصين. ولقد أصبح الاقتصاد الصيني اليوم مندمجا بشكل عميق مع الاقتصاد العالمي. كما ستواصل الصين خلق بيئة أعمال موجهة نحو السوق وقانونية ودولية من الدرجة الأولى، ومواصلة تعميق الإصلاحات في المجالات الرئيسية والروابط الرئيسية، والسعي لتحسين كفاءة الخدمات الحكومية، وحماية الحقوق والمصالح المشروعة لمختلف الشركات وفقا لـ القانون، وتعزيز الانفتاح المؤسسي بشكل مطرد ومواصلة ربط العالم بمستوى أعلى من الانفتاح.
كما أعرب العديد من رؤساء المنظمات الدولية وممثلي الأعمال المشاركين في المنتدى، عن تفاؤلهم بشأن الاقتصاد الصيني.
"نرى انتعاش اقتصاد الصين بقوة في عام 2023 بعد الوباء، مع نمو يتجاوز 5%، وعلى المدى المتوسط، ستستمر الصين في كونها مساهما مهما في النمو الاقتصادي العالمي، ورغم أن انخفاض نمو الإنتاجية والشيخوخة السكانية من شأنها أن تعمل على تثبيط النمو الاقتصادي، إلا أن الفرص قائمة أيضاً." قالت كريستالينا جورجييفا المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي، في كلمتها:" إنه ووفقاً لتحليلنا، فمن خلال حزمة شاملة من الإصلاحات الداعمة للسوق، سوف يكون معدل النمو في الصين أعلى كثيراً من معدل الحفاظ على الوضع الراهن."
قال ماساتسوجو أساكاوا، رئيس بنك التنمية الآسيوي، في كلمته أمام المنتدى، إنه سعيد للغاية برؤية التعافي المستمر للاقتصاد الصيني، كما يعد النمو القوي للصين مساهمًا رئيسيًا في نمو منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وهو ما يمثل لأكثر من نصف النمو في المنطقة. "نشعر أن الصين سيكون لديها مسار نمو مستقر للغاية في عام 2024." وقال إنه بالنسبة للصين، يعد الدعم القوي للسياسة المالية والنقدية ضروريا، بما في ذلك معالجة التحديات في سوق العقارات واتخاذ خطوات لتخفيف عبء الديون على الحكومات المحلية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك ثلاثة مجالات رئيسية تشكل أهمية بالغة بالنسبة للصين لتحقيق تنمية عالية الجودة: أولا، بناء القدرة على الصمود. ثانيا، تعبئة الموارد المحلية. ثالثا، توفير الدعم للسكان المسنين.
قال سكوت كينيدي، كبير المستشارين في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الأمريكي، إنه نقل خطاب الزعيم الصيني السياسات الاقتصادية الحالية للصين، كما ذكر التحديات التي تواجهها، وضخ الثقة في الجمهور لحل المشاكل. ويعتقد سكوت كينيدي أنه بالنظر إلى أن الصين لا تزال مركز التصنيع العالمي وجزءًا من النظام البيئي للابتكار العالمي، فإن حضور المزيد من مديري الأعمال الأمريكيين المنتدى هو لفهم سياسات الصين ومحاولة إيجاد طرق للتعامل مع التحديات.