أحمد ردمان الشميري، صحفي يمني
يؤسس مفهوم بناء مصير مشترك للبشرية دلالات فلسفية وتاريخية واستراتيجية عملية ناهيك عن الدلالة الأخلاقية والإنسانية، فالتشارك في بناء مستقبل أفضل للمجتمع الذي يسعى إلى تعزيز قيم التسامح والاحترام المتبادل والتعاون بين مختلف ثقافات الشعوب يشجع على التضامن والتعاون الإنساني في مواجهة التحديات المشتركة، ويعد هذا المفهوم امتداداً لتاريخ التعاون الإنساني عبر العصور والذي يعزز قيم الحوار والتفاهم بين مختلف الحضارات التي تسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
إن فلسفة هذا الشعار تقدم رؤية جديدة للعلاقات الدولية التي تؤكد على وحدة المصير الإنساني وضرورة التعاون لتجاوز الأزمات وتركز على التعاون للتنمية المشتركة التي تعزز قيم التعددية والعدالة والمساواة بين جميع الدول وشعوب العالم.
وفي ظل العولمة، أصبح العالم أكثر ترابطًا من أي وقت مضى، حيث تواجه البشرية تحديات مشتركة كالأوبئة والتغير المناخي والفقر والحروب، ولا يمكن لأي دولة حلها بمفردها دون الإيمان بمفهوم بناء المصير المشترك الذي يعد إطاراً للعمل الدولي الذي يُمكن من خلاله معالجة التحديات المشتركة التي تشجع على إقامة علاقات تعاونية بين الدول في مختلف المجالات التي تسهم في بناء عالم يشع بالإيجابية وأكثر سلاماً وازدهاراً للأجيال القادمة.
وعلى مر العصور تعد الأمم التي تتبنى مفهوم مصير مشترك هي من تقود شعوب العالم بأسرة لاسيما أنها تشارك الجميع مختلف الظروف القائمة على الكسب المشترك والتعاون في الازمات. واليوم نجد الصين تطلق المبادرات العالمية والمنتديات وتتبنى أنشطة مختلفة التي تعزز هذا المفهوم بل وتترجمه على أرض الواقع ليكون إطارًا للتعاون بين الدول لبناء عالم أفضل للأجيال القادمة. ونستطيع القول إن دلالة "بناء مصير مشترك للبشرية" تتجلى في بناء عالم أكثر عدلًا وسلامًا وازدهارًا مستدام للبشرية جمعاء.