الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

تحقيق إخباري: لقاء رائع بين الشباب الأمريكي والثقافة الصينية

/مصدر: شينخوا/   2024:04:01.10:09

واشنطن 29 مارس 2024 (شينخوا) بمجرد عودته إلى منزله في ولاية واشنطن الأمريكية، كان إشعيا دانيال لونغ متلهفا بشدة إلى أن يتحدث مع أفراد عائلته وزملائه في الصف عن اللحظات التي لا تُنسى التي عاشها خلال رحلته إلى الصين.

"إنه شيء لا يمكن لكتاب مدرسي أن يعلمك إياه...إنها فرصة لا تحدث إلا مرة واحدة في العمر، وستغير حياتك بالتأكيد"، هكذا قال الطالب بمدرسة لينكولن الثانوية بحماسة وهو يتذكر لقاءه مع رياضة تاي تشي، أحد الكلاسيكيات الثقافية التقليدية، في جبل وودانغ، وهو محراب لفنون الدفاع عن النفس في مقاطعة هوبي بوسط الصين.

على مدى 11 يوما ابتداء من 17 مارس الجاري، زارت مجموعة مؤلفة من 24 طالبا أمريكيا من المدارس الثانوية، من بينهم لونغ، بكين ومدن صينية أخرى في إطار برنامج التبادلات والدراسة الذي سيدعو 50 ألف شاب أمريكي إلى زيارة الصين على مدى السنوات الخمس المقبلة، وهي مبادرة اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته للولايات المتحدة في أواخر العام الماضي.

كان لونغ يعد الأيام حتى حط في النهاية في الصين. فهو والعديد من زملائه الأمريكيين مفتونون بفنون الدفاع عن النفس الصينية. فقد ارتدوا بدلات رياضة تاي تشي وتسلقوا جبل وودانغ وصولا إلى معبد بُني قبل مئات السنين ومارسوا فنون الدفاع عن النفس الصينية مع الممارسين المحليين.

لقد تأثر كثيرا بحالة السلام والصفاء السائدة بين الأشجار المعمرة والعمارة العتيقة، حيث قال إن كل ذلك دفعه إلى "إتخاذ خطوة للتعمق في معرفة التاريخ" و"فهم ما كان عليه الناس في ذلك الوقت".

من جانبها قالت ماكينا كيلبمان، وهي طالبة من مدرسة ستيلاكوم الثانوية، الواقعة في ولاية واشنطن أيضا إن "رياضة تاي تشي رائعة للغاية. لقد كانت ممارستها صعبة حقا. لكنهم أبلوا بلاء حسنا حقا في أدائها، وهم يتدربون كثيرا".

باعتبارها أحد فنون الدفاع عن النفس الصينية التقليدية التي يعود تاريخها إلى العصور القديمة، تتألف رياضة تاي تشي من سلسلة من التدريبات المعتدلة التي تهدف إلى خلق التناغم بين العقل والجسم، وعلى مر العصور، أصبحت أكثر تركيزا على تعزيز الصحة وإعادة التأهيل.

لطالما تطلعت كيلبمان، وهي لاعبة كرة قدم ومصارعة وبطلة غولف في واشنطن، إلى تعلم فنون الدفاع عن النفس الصينية، والتي لم تأخذ لمحة عنها إلا من خلال أحد أفلامها المفضلة: كونغ فو باندا.

أثناء إقامتهم في بكين، حاولت كيلبمان الطيران بالأسلاك مثل فتاة تتحلى بالشهامة في الأساطير الصينية، وذلك بمساعدة أعضاء فريق فنون الدفاع عن النفس في جامعة العاصمة للتربية البدنية والرياضة.

وبعد أن جربت ممارسة رياضة تاي تشي، توصلت إلى استنتاج مفاده أن المصارعة تدور حول محاربة الخصم، في حين أن فنون الدفاع عن النفس تدور حول تقوية جسد المرء وعقله.

خلال الرحلة، قام الطلاب الأمريكيون بتكوين المزيد من الصداقات مع أصدقاء صينيين. فقد أرادت الطالبة آلي بيرل ماكغينيس بمدرسة ستيلاكوم الثانوية كتابة اسمها الصيني على مروحة الخيزران الصينية خاصتها، وطلبت من صديقها الصيني أندرو المساعدة. وكما لو كان الحظ لعب دورا في هذه الصدفة الجميلة، فقد أصبحا صديقين: آلي تحب التزلج بالمزلاجات فيما يحب أندرو التزلج بالألواح.

قالت آلي "لقد كنا متشابهين في نواحٍ كثيرة، بعد أن كنت اعتقد أننا مختلفين جدا"، تبادل الاثنان، شأنهما شأن كثيرين لآخرين، أرقام الويتشات وقررا أن يظلا على اتصال.

قبل سفره إلى الصين، كان لونغ يفكر في العودة إلى الوطن بعدد من الهدايا لأخواته، ونسخة إنجليزية من الرواية الصينية ((رحلة إلى الغرب))، لنفسه -- فهو من عاشقي الأساطير الصينية. ولم يمنحه البرنامج المكثف للرحلة أي فرصة للخيال، لكنه كان أكثر من سعيد لدى علمه بأن مدرسته قد أُهديت نسخة منها.

والآن وقرت في نفسه خطة جديدة بأن يدرس في جامعة بالصين، حيث قال "أرى أنها بالتأكيد أعظم طريقة يمكن أن تتشكل بها ملامح هذه التبادلات في المستقبل".

وأشار لونغ إلى أن "بناء علاقات أمر مهم حقا، خاصة إذا كان شخص ما ليس من منطقتك، وليس من بلدك".

صور ساخنة