الصفحة الرئيسية >> العلوم والتكنولوجيا

مقالة: اختبارات توصيل الإمدادات فوق جبل تشومولانغما تعكس إمكانات صناعة الطائرات المسيرة بالصين

/مصدر: شينخوا/   2024:06:27.16:06

شنتشن 27 يونيو 2024 (شينخوا) أظهرت أول اختبارات لتوصيل الإمدادات عبر طائرات بدون طيار في العالم على جبل تشومولانغما، وتحديدا في الجانب النيبالي منه، والتي أجرتها شركة صناعة الطائرات المسيرة الصينية "دي جيه آي"، أظهرت إمكانات صناعة الطائرات بدون طيار في الصين على تسهيل الوصول إلى الجبال ذات الارتفاعات الشاهقة، والإنقاذ في حالات الطوارئ، وحماية البيئة.

وقالت كريستينا تشانغ، كبيرة مديري الاستراتيجيات لدى شركة "دي جيه آي"، التي يقع مقرها الرئيسي في شنتشن بمقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين: "إن القدرة على نقل المعدات والإمدادات والنفايات بأمان بواسطة الطائرات بدون طيار بوسعها إحداث ثورة في الخدمات اللوجستية لتسلق جبل تشومولانغما، وتسهيل جهود تنظيف القمامة وتحسين السلامة لجميع المعنيين".

واستخدمت اختبارات أبريل الطائرة المسيرة "دي جيه آي فلاي كارت 30" لنقل ثلاث زجاجات من الأكسجين و1.5 كجم من الإمدادات الأخرى من المعسكر القاعدي (على ارتفاع 5364 مترا) إلى المعسكر رقم 1 (على ارتفاع حوالي 6000 متر) بأعلى قمة في العالم، ولنقل القمامة في رحلة العودة.

وخلال الاختبارات، طارت "دي جيه آي فلاي كارت 30" حتى ارتفاع بلغ 6191.8 متر على جبل تشومولانغما الواقع على الحدود بين الصين ونيبال. وكانت قادرة على حمل حمولة بوزن 15 كجم بثبات على ارتفاع 6000 متر.

وشرع فريق "دي جيه آي" في حل معضلة النقل من المعسكر القاعدي إلى المعسكر رقم 1، واللذين يفصل بينهما شلال خومبو الجليدي، أحد أخطر أجزاء التسلق على المنحدر الجنوبي للجبل.

ويمكن لطائرة بدون طيار غير معدلة أن تحمل 15 كجم بين المعسكرين في 12 دقيقة خلال رحلة ذهاب وإياب، ليلا أو نهارا. في حين أن طائرات الهليكوبتر يمكن أن تقوم نظريا بنفس الرحلة، إلا أنها نادرا ما تستخدم بسبب المخاطر الجسيمة والتكاليف الكبيرة التي تنطوي عليها.

وقالت "دي جيه آي" إن طائرات التوصيل بدون طيار التابعة لها تهدف إلى تخفيف العبء على مرشدي شيربا المحليين، الذين يخاطرون بحياتهم مرارا وتكرارا أثناء التنقل عبر شلال خومبو الجليدي الغادر.

وتقليديا، يعد مرشدو الشيربا المحليون مسؤولين عن نقل الإمدادات وإزالة القمامة من على جبل تشومولانغما، وقد يحتاجون إلى عبور الشلال الجليدي أكثر من 30 مرة في الموسم لنقل الإمدادات مثل زجاجات الأكسجين وعبوات الغاز والخيام والطعام والحبال.

وبالإضافة إلى سلامة المتسلقين ومرشديهم، أصبحت القضية البيئية أكثر بروزا في السنوات الأخيرة، حيث أن المزيد من المتسلقين يخلفون حتما المزيد من القمامة والنفايات.

وقالت تشانغ إن "دي جيه آي" تأمل أن تتمكن طائراتها المسيرة من توفير وسائل النقل للتسلق التجاري للجبل، والحد من الحوادث، وتقليل الأضرار البيئية الناجمة عن أنشطة تسلق الجبل من خلال برامج إزالة القمامة لحماية جبل تشومولانغما.

وبعد الاختبارات، بدأ مشغل نيبالي للطائرات بدون طيار في تقديم خدمات توصيل منتظمة عبر الطائرات بدون طيار إلى جبل تشومولانغما منذ 22 مايو الماضي.

وفي الصين، يتم استخدام طائرات "دي جيه آي" المسيرة على طرق التسلق التجارية الحيوية، مثل جبل قونغقا، للمساعدة في نقل الإمدادات.

واخترقت طائرات التوصيل الصينية بدون طيار حدود جبل تشومولانغما، وراكمت خبرات وبيانات قيمة لتطوير صناعة المركبات الجوية بدون طيار في البلاد، حسبما قال جين وي، نائب سكرتير عام التحالف الصيني لابتكارات صناعة الطائرات بدون طيار.

وقال جين إنه بسبب قيود الاتصالات والطاقة، اقتصرت الطائرات التي تحلق فوق ارتفاع معين على الطائرات المزودة بمحركات توربينية أو المروحيات، والتي لها تكاليف شراء وصيانة عالية وقيود تشغيلية.

وأوضح جين: "أعتقد أن المزيد من طائراتنا بدون طيار ستستخدم في البيئات القاسية مثل المناطق المرتفعة والمتجمدة والصحاري والمحيطات، مما يساعدنا على إنجاز العمل وتحقيق اختراقات في المزيد من السيناريوهات".

وقال تساي يونغ، مهندس كبير في جامعة شرق الصين للمعلمين: "يمكن للطائرات بدون طيار أن تحل محل طائرات الهليكوبتر كوسيلة نقل منخفضة المخاطر نسبيا للتزود بالإمدادات على الهضبة، مما سيوسع بشكل كبير مجال استخدام الطائرات بدون طيار".

وقال تشو هانغ، الأستاذ في كلية الهندسة الميكانيكية والفضائية بجامعة جيلين، إن اختبارات النقل الناجحة على ارتفاعات عالية ستحفز التطور السريع للمراحل الأولية والنهائية لصناعة الطائرات المسيرة المدنية وتعزز من توسيع سيناريوهات التطبيق والطلب السوقي لاقتصاد الارتفاعات المنخفضة، مما يضع الأساس لاقتصاد الارتفاعات المنخفضة بالصين لاكتساب ميزة مبكرة.

وبلغ متوسط النمو السنوي لصناعة الطائرات بدون طيار في الصين أكثر من 20 في المائة في السنوات الأخيرة، لتصبح محركا جديدا لثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال جين إنه في السنوات الأخيرة، تم استخدام المزيد من الطائرات الكهربائية بدون طيار في الزراعة والغابات، وفحص خطوط الكهرباء، والخدمات اللوجستية، والإنقاذ في حالات الطوارئ، وسيساعد كل اختراق كبير في توفير الموارد البشرية والمادية وحماية سلامة الأرواح والممتلكات.

وقال تشي جيون تونغ، رئيس شركة "إي إف واي المحدودة لتكنولوجيا التحكم الذكي (تيانجين)"، والمتخصصة في صناعة الطائرات بدون طيار، إن سياسات الصين بشأن اقتصاد الارتفاعات المنخفضة، وإدارة المجال الجوي على ارتفاعات منخفضة، وتطوير سيناريوهات التطبيق ستعطي بالتأكيد دفعة قوية أخرى لصناعة الطائرات بدون طيار.

صور ساخنة