2 يوليو 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ شهدت العاصمة الكازاخستانية أستانا، الإعلان الأول عن مبادرة الحزام والطريق. ومنها انطلقت قصة طريق الحرير في العصر الجديد. وقد ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ كلمة تحت عنون "نشر الصداقة بين الشعوب، وبناء مستقبل جميل مشترك" في أستانا 7 سبتمبر 2013، قال فيها "من أجل جعل العلاقات الاقتصادية بين بلداننا الأوراسية أوثق، والتعاون المتبادل أعمق، ومجال التنمية أوسع، يمكننا استخدام نماذج التعاون المبتكرة لبناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير بشكل مشترك. وهذا مشروع ضخم يعود بالنفع على شعوب جميع البلدان الواقعة على طول الطريق."
"يعد خطاب الرئيس شي علامة لامعة في تاريخ جامعتنا." تقول إسولو توكتوباييفا، التي حضرت خطاب الرئيس شي في كازخستان في عام 2013. وتضيف بأن الخطاب كان ملهما للحاضرين، ورأوا فيه فرص جديدة للتنمية جاءت إلى كازاخستان.
لم يكن طريق الحرير القديم طريقا تجاريا فحسب، بل كان أيضا طريقا للصداقة. وفي إطار التبادلات الودية بين الأمة الصينية والأمم الأخرى، تشكلت تدريجيا روح طريق الحرير الداعية للسلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتعلم المتبادل والمنفعة المتبادلة.
واليوم، تمضي عملية البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" في كازاخستان أشواطا عديدة نحو الأمام، وتظهر نتائج مثمرة.
في ورشة لوبان بجامعة شرق كازاخستان التقنية، يتعلم الطلاب مبادئ تشغيل معدات صيانة المركبات أثناء حصص التدريب العملي. وقد أنشأت ورشة لوبان بشكل مشترك من قبل جامعة تيانجين المهنية وجامعة شرق كازاخستان التقنية، تلبية لاحتياجات كازاخستان من المواهب المهنية والتقنية. كما أنشأت المرحلة الأولى من تخصص تكنولوجيا ومعدات النقل، والتي تشمل 5 دورات تدريب.
يوجد مثل في في كازاخستان يقول "حيثما يوجد التضامن، تكون السعادة". وغير بعيد عن هذا المعنى، التزمت الصين وكازاخستان خلال السنوات الأخيرة، بمبدأ التشاور الشامل والمساهمة المتبادلة والمنافع المشتركة، ونفذتا بنجاح عددا من مشاريع التعاون المهمة في إطار مبادرة الحزام والطريق، عادت بالنفع على شعبي البلدين.
وقد نجح البلدان في بناء شبكة ربط شاملة وثلاثية الأبعاد، فيما تمنح قاعدة التعاون اللوجستي الصينية-الكازاخستانية بليانيونقانغ المنتجات الكازاخستانية منفذا إلى المحيط الهادئ. وتواصل قطارات الشحن الصين - أوروبا التي تعبر كازاخستان أعمالها بشكل مستمر وتنوّع خطوطها. كما تم تشغيل محطة شيآن في كازاخستان في فبراير من هذا العام كإحدى مخرجات القمة الأولى بين الصين ودول آسيا الوسطى، ونُقل إليها عشرات آلاف الأطنان من البضائع.
وفي الوقت الحاضر، تعمل الصين وكازاخستان على تطوير مجالات جديدة للتعاون، على غرار تصنيع السيارات والطاقة الجديدة، إضافة إلى تعزيز التعاون العملي بين البلدين لتحقيق أهداف المعايير العالية والاستدامة وإفادة معيشة الشعب.
تروّج الصين خلال العام الحالي لـ "عام السياحة في كازاخستان". وبهذه المناسبة، سيعقد البلدان عددًا من الأنشطة المثيرة على مدار العام، غطّت معارض "القرى العرقية"، ومعارض الحرف اليدوية، ومهرجانات الطعام وغيرها.
كما حققت الصين وكازاخستان نتائج مثمرة في التعاون في مجالات التعليم والعلوم والتكنولوجيا والرعاية الطبية والثقافة والسياحة والآثار وغيرها من المجالات. ودخلت اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرة بين البلدين حيز التنفيذ، وتم التوقيع على اتفاقية إنشاء مراكز ثقافية متبادلة. بالإضافة إلى ذلك، شكل الجانبان فريقًا أثريًا مشتركًا للتنقيب في موقع رهاط الأثري بكازاخستان، وتم افتتاح 5 معاهد كونفوشيوس في كازاخستان. وفي مركز علاج الطب التقليدي الصيني بكازاخستان، تم معالجة ما يقرب من 8000 مريض. كما يتعاون الجانبان في الإنتاج السينمائي المشترك والنشر والترجمة وغيرها من المجالات الثقافية.
يقع برج بايتيريك، المعروف أيضًا باسم "شجرة الحياة"، عند المنتزه المركزي في أستانا. تصوير تساو شولين/صحيفة الشعب اليومية
خلال السنوات الأخيرة، وضع رئيسا الصين وكازاخستان بشكل مشترك هدفا جديدا للتنمية يهدف إلى بناء مجتمع مصير مشترك للبلدين، وتوفير قوة دافعة جديدة لتنمية العلاقات الثنائية. وقال الرئيس توكاييف إن بلاده شريكا موثوقا بالنسبة للصين. وعبّر عن دعمه القوي لمبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية التي اقترحها الرئيس شي جين بينغ. كما أعرب عن رغبته في تكثيف التبادلات رفيعة المستوى مع الصين وتعزيز التلاحم الاستراتيجي بين مبادرة "الحزام والطريق" وممر النقل الأوسط، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والشعبي والثقافي بين البلدين، وتحقيق تنمية أكبر وتنفيذ تعاون أوثق وأكثر كفاءة في القضايا الدولية.