5 يوليو 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ بالتوجه غربًا من كاشغر في شينجيانغ، عابرًا الجبال والوديان، مرورًا بالأنهار والبحيرات، سنصل إلى طاجيكستان، المعروفة باسم "أرض الجبال".
زار الرئيس شي جين بينغ طاجيكستان للمرة الأولى في سبتمبر 2014، وبعد خمس سنوات، استذكر الرئيس شي هذه الزيارة في مقال موقع، قائلا: "لقد تركت الجبال والأنهار الجميلة والثقافة الطويلة والرائعة والشعب الودود انطباعا جميلا وعميقا لدي".
دُعي الرئيس شي جين بينغ لزيارة منزل الرئيس إمام علي رحمن في دوشانبي في إحدى ليالي منتصف خريف عام 2014، حيث تم استقباله والترحيب به من قبل ثلاث أجيال من عائلة رحمن بملابس تقليدية. ووفقاً للعادات المحلية في الترحيب بالضيوف المميزين، تم فرش السجاد الحريري، وارتدى الرئيس إمام علي رحمن شخصيًا الرداء الطاجيكي والحزام والقبعة اللبادية لاستقبال والترحيب بالرئيس شي جين بينغ.
واليوم، يُعرض هذا الرداء الأسود المطرز بالذهب في مركز إدارة الهدايا والتراث للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، ليصبح شهادة جميلة على دبلوماسية رئيس الدولة التي تقود الصداقة بين الصين وطاجيكستان إلى الأمام.
وبعد العشاء العائلي، دعا الرئيس إمام علي رحمن الرئيس شي لشرب الشاي في فناء قصر النوروز لمواصلة المحادثات.
المنظر الخارجي لقصر النوروز في دوشمبي عاصمة طاجيكستان. تصوير شينغ شيه/صحيفة الشعب اليومية
في ذلك الوقت، كان قصر النوروز قد بدأ استخدامه للتو، وكانت الجدران منحوتة بشكل معقد والأعمدة مهيبة، وذات خصائص وطنية مميزة. واليوم، أصبح القصر مكانًا تعقد فيه طاجيكستان مؤتمرات مهمة، وهو أيضًا أحد معالم العاصمة التي يزورها الناس.
وعند مغادرته، قال الرئيس شي جين بينغ: "قضينا وقتًا ممتعًا هذه الليلة، وتبادلنا وجهات النظر بشكل متعمق، وآمل أن تزدهر الصداقة بين الصين وطاجيكستان وأن تورث من جيل إلى جيل".
تعمل بارنو راشابوفا كالدليلة في قصر النوروز، وتعلمت اللغة الصينية بنفسها في خلفية زيادة التبادلات الوثيقة بين الصين وطاجيكستان. وغالباً تعرّف السياح الزائرين للقصر بالمكان الذي جلس فيه الرئيس شي عندما حضر قمة منظمة شانغهاي للتعاون وقمة مؤتمر التفاعل وإجراءات بناء الثقة في آسيا.
"على الرغم من أنني لم أقابل الرئيس شي شخصيا، لكن شعرت من خلال التقارير الإخبارية، أنه زعيم ودي ويتمتع بشخصية جذابة للغاية." قالت راشابوفا، إن طاجيكستان والصين جارتان جيدتان وتأمل في أن تصبح العلاقات بين البلدين أوثق.
مدينة جيزار القديمة، التي تقع شمال غرب دوشانبي في طاجيكستان، يعود تاريخها إلى أكثر من 3000 عام. وتعتقد بعض الدراسات أن تشانغ تشيان مر بهذا المكان في طريق عودته من مهمته كرسول إلى داوان. وتُظهر الصورة منظرًا لبوابة المدينة والبلدة من أسوار مدينة جيزار القديمة. تصوير تشو سونغ/صحيفة الشعب اليومية
ترتبط الصين وطاجيكستان بالجبال والأنهار، ولصداقتهما تاريخ طويل.
قبل أكثر من 2000 عام، قام تشانغ تشيان من أسرة هان الغربية برحلته إلى المناطق الغربية، وفتح طريق الحرير العظيم، تاركاً فصلا رائعا في تاريخ تبادلات الحضارة الإنسانية.
وفي أبريل 2019، نظم المتحف الوطني الصيني بالاشتراك مع متاحف من العديد من البلدان معرض الآثار الثقافية من متاحف دول طرق الحرير، والذي عرض العديد من مجموعات التحف من طاجيكستان.
تعتبر النقوش الرائعة المنقوشة على العديد من قطع الأواني النحاسية علامة زمنية على طريق الحرير القديم وصدى للتاريخ.
وبفضل التعاون في البناء المشترك لـ "الحزام والطريق"، يتوهج "اللقاء الثقافي" بين شعبي الصين وطاجيكستان على طريق الحرير منذ آلاف السنين بتألق جديد. وفي مايو 2019، أُقيم "مهرجان الثقافة الطاجيكية" بنجاح في بكين وشيآن، مما سمح للشعب الصيني بتقدير سحر الثقافة الطاجيكية. كما شاركت فرقة رولا الوطنية للأغنية والرقص الطاجيكية في مهرجان شينجيانغ الدولي للرقص العرقي في الصين للمرة الثالثة في يوليو 2023، حيث قدمت للجمهور حفل الأغنية والرقص "ملون وجميل".
تشبه العديد من المشاريع، مثل حماية التراث، وورشة لوبان، ومركز التعاون بين الصين وطاجيكستان في الطب التقليدي نوتات موسيقية، مشكلة سيمفونية التعلم المتبادل بين حضارتي الصين وطاجيكستان.
تكمن العلاقة بين الدول في الألفة المتبادلة بين الشعوب، وتكمن الألفة المتبادلة بين الشعوب في التفاهم المتبادل بين القلوب.
وفي السنوات الأخيرة، افتتحت العديد من الجامعات الصينية تخصصات في اللغة الطاجيكية أو مراكز أبحاث طاجيكية، كما أطلقت معاهد كونفوشيوس وفصول كونفوشيوس تدريس اللغة الصينية في طاجيكستان. كما أن كثيرا ما يزور شعبا البلدين بعضهما البعض مثل الأقارب، وأصبح توارث الصداقة من جيل إلى جيل أكثر تجذرا في قلوب الشعبين.
يتدرب طالب في ورشة لوبان في طاجيكستان. تشو بي/صحيفة الشعب اليومية
قال الرئيس شي جين بينغ خلال محادثته مع الرئيس إمام علي رحمن بدوشانبي في يونيو 2019: "أصبحت الصين وطاجيكستان جارتين جيدتين تربطهما الجبال والأنهار، وصديقتين جيدتين يثقان في بعضهما البعض بإخلاص، وشريكتين جيدتين في التعاون المربح للجانبين، وأخين جيدين يدعمان بعضهم البعض".
من المؤكد أن الصداقة بين الصين وطاجيكستان ستكتب فصلا جديدا تحت قيادة قادة البلدين.