مقالة: حتى في غير موسمها... رياضات الجليد والثلج تستهوي المزيد الصينيين وتدفع عجلة الاقتصاد

بكين 27 أغسطس 2024 (شينخوا) خلال هذه العطلة الصيفية، ازدهرت رياضات الجليد والثلج داخل الصين بشكل كبير، حيث عزز كثير من المناطق في البلاد التكامل المتنوع بين الترفيه الثلجي وأنشطة السياحة الثقافية والأحداث الرياضية، مما وسع سلسلة صناعة رياضات الجليد والثلج.

واستقبلت حلبة وانشيانغتشنغ للتزلج في حي مينهانغ ببلدية شانغهاي في شرقي الصين 340 شخصا في المتوسط يوميا خلال هذه العطلة الصيفية، بزيادة ملحوظة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ويمثل الطلاب الشباب حوالي 80 في المائة من المستهلكين، حيث يأتون للتدرب على رياضات التزلج على الجليد وهوكي الجليد وغيرها من الألعاب الرياضية. وبالإضافة إلى سكان شانغهاي، هناك أيضا سياح من تشجيانغ وجيانغسو وأماكن أخرى يتوافدون على الحلبة.

وأصبح "اللعب في الثلج خارج الموسم" خيارا جديدا لكثير من الناس للترفيه والتسلية. ففي مقاطعة هوبي بوسط الصين، استقبل مركز ووهان للجليد والثلج الذي افتتح مؤخرا أكثر من 20 ألف زائر.

وخلال فصل الصيف، ارتفعت شعبية حلبة رشيويتشيجي المغطاة للتزحلق في مدينة شيآن بمقاطعة شنشي في شمال غربي الصين، حيث استقبلت الحلبة أكثر من 15 ألف زائر في يوليو الماضي، 50 بالمائة منهم من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و 35 عاما.

وعلى منصة "سيتريب"، زاد عدد عمليات البحث عن المنتجات المتعلقة بالتزحلق في يوليو الماضي بنسبة 89 في المائة مقارنة بشهر يونيو الماضي، حيث زاد عدد طلبات التزحلق داخل الصالات المغطاة بنسبة 70 في المائة. وتظهر بيانات من شركة "تشيوينار" أنه منذ يوليو الماضي، زاد عدد الحجوزات للتزحلق والتزلج على الجليد وممارسة هوكي الجليد داخل الصالات المغطاة وغيرها من المنتجات السياحية لرياضات الجليد والثلج بأكثر من 40 في المائة مقارنة بشهر يونيو الماضي.

وقال شياو بنغ، الباحث في معهد "تشيوينار" لأبحاث البيانات الضخمة، إنه بعد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، لم يستمر اقتصاد الجليد والثلج في شمالي الصين في التطور فحسب، بل نما تدريجيا في جنوبي الصين أيضا على نطاق واسع، وخاصة بين المقيمين في شانغهاي وقوانغدونغ وتشجيانغ والمناطق الجنوبية الأخرى، الذين يفضلون أنشطة الجليد والثلج الصيفية "في غير موسمها"، مما عزز الاستهلاك خلال العطلة الصيفية، وساهم في توسيع المرافق وجعل المنتجات أكثر وفرة من أجل "اغتنام" الطلب الجديد على الاستهلاك.

وأضاف شياو أنه من ناحية، أدى تكرار ظواهر الطقس الحار في الصيف بشكل كبير إلى زيادة طلب الناس على قضاء العطلة الصيفية في مكان بارد، مما زاد من اهتمام الناس ومشاركتهم في رياضات الجليد والثلج. ومن ناحية أخرى، أصبح توريد منتجات مشاريع الجليد والثلج أكثر وفرة، مما يلبي الاحتياجات المتنوعة لعشاق الجليد والثلج.

ووضع التوسع المستمر في مرافق الجليد والثلج أساسا متينا لنمو استهلاك الجليد والثلج. ففي الوقت الحالي، هناك ما يقرب من 20 من حلبات التزلج على الجليد وحلبات التزحلق في ووهان، ويستمر عدد الأشخاص المشاركين في التزلج على الجليد والتدرب على هوكي الجليد في النمو على مدار السنة. ويوجد في شانغهاي بالفعل حوالي 10 حلبات ثابتة للتزلج على الجليد وعشرات من حلبات التزحلق المغطاة، ويشارك أكثر من 3.8 مليون شخص في مختلف أنشطة الجليد والثلج كل عام.

وأشار شن هوا، الأمين العام لجمعية شانغهاي لرياضات الجليد والثلج، إلى أن شانغهاي ستستضيف عددا من فعاليات رياضات الجليد والثلج هذا العام لجذب المزيد من المواطنين، وخاصة الشباب، للاهتمام بالرياضات الجليدية والثلجية.

واقترح داي بين، رئيس أكاديمية السياحة الصينية، أنه من أجل تقديم الدعم لتطوير قطاع "الجليد والثلج +"، يجب إعداد عدد من مصنعي معدات سياحة الجليد والثلج المبتكرين، ومنتجعات سياحة الجليد والثلج ذات الإبداع الثقافي، ومشغلي المتنزهات الترفيهية، ومؤسسات الاستثمار الثقافي القوية في الجليد والثلج ومشغلي فعاليات الجليد والثلج ومقدمي خدمات الحياة المهنية لتزويد المستهلكين بخدمات "شاملة" و"موجهة نحو الحياة".