2 سبتمبر2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ دخلت المزيد من شركات التجارة الإلكترونية الصينية إلى أفريقيا في السنوات الأخيرة، التي توفر قنوات جديدة للبضائع الصينية لدخول السوق الأفريقية، وتورد السلع الإفريقية المميزات إلى الصين في نفس الوقت، مما يعزز التبادلات الاقتصادية والتجارية الأوثق بين الصين وأفريقيا.
التجارة الإلكترونية عبر الحدود .. شكلاً جديدًا للتعاون مع أفريقيا
ذكرت صحيفة "التجارة في إفريقيا" مؤخرًا، أن منصات التجارة الإلكترونية الصينية تدخل السوق الأفريقية بزخم قوي. وفي يناير من هذا العام، وصلت منصة تيمو التابعة لبين دودو، العملاقة الصينية للتجارة الإلكترونية، إلى جنوب أفريقيا، لتصبح أول دخول مهم لـبين دودو إلى السوق الأفريقية. كما تستكشف منصة صينية أخرى للتجارة الإلكترونية الخارجية، وهي منصة تشين، بنشاط السوق الأفريقية. وقد افتتحت تشين مؤخرًا، متجرًا منبثقا في جنوب إفريقيا، مما جذب عددًا كبيرًا من المستهلكين.
وفي السنوات الأخيرة، دخلت شركات التجارة الإلكترونية الصينية العابرة للحدود مثل علي بابا وجيكو إلى السوق الأفريقية، مما يوفر تجربة تسوق أكثر ملاءمة وكفاءة للمستهلكين المحليين.
في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية، قالت ماو شياو جينغ، مديرة معهد غرب آسيا وأفريقيا في معهد التجارة الدولية والتعاون الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الصينية، إنه في السنوات الأخيرة، زادت التجارة الإلكترونية عبر الحدود لتصبح شكلا جديدا لتعاون الصين مع أفريقيا. مضيفة: "تتمتع البلدان الأفريقية التي تختار شركات التجارة الإلكترونية الصينية الدخول إليها، مثل كينيا وجنوب أفريقيا ومصر وغيرها، بظروف أساسية جيدة نسبيًا لتطوير التجارة الإلكترونية. وغالبًا ما تحصل الشركات الصينية على موطئ قدم في هذه البلدان ومن ثم توسع أعمالها تدريجيًا إلى الدول المجاورة. بالإضافة إلى ذلك، لا تقوم الشركات الصينية ببناء منصات التجارة الإلكترونية محليًا فحسب، بل تنشئ أيضًا نموذجًا لسلسلة صناعية كاملة بما في ذلك التخزين والخدمات اللوجستية والدفع عبر الإنترنت وخدمات الدعم الأخرى."
الصورة: موظفو شركة كيليمال يقومون بتعبئة البضائع في مستودع في مولونغو، كينيا.
وتعتبر كيليمال، أحد المنصات التجارة الإلكترونية الرئيسية التي تأسست في كينيا عام 2014، مثالا على ذلك، حيث أنشأت كيليمال مستودعات خارجية في إفريقيا وحققت مدفوعات عبر الإنترنت بنسبة 100٪. وفي الوقت الحاضر، تغطي كيليمال ثلاثة مجالات رئيسية: المعاملات الإلكترونية والدفع عبر الهاتف المحمول والخدمات اللوجستية عبر الحدود، وتخدم ما يقرب من 10 ملايين مستخدم أفريقي وتصبح واحدة من منصات التسوق المفضلة للسكان المحليين.
ومن جانبه، يرى لي مينغ تاو، مدير معهد الأبحاث في المركز الصيني الدولي للتجارة الإلكترونية التابع لوزارة التجارة، أنه بالمقارنة مع أسواق التجارة الإلكترونية التقليدية مثل أوروبا والولايات المتحدة، فإن المنافسة في السوق الأفريقية ليست شرسة بشكل خاص، فهي سوق ناشئة بشكل عام، لذلك فهي جذابة للغاية لشركات التجارة الإلكترونية الصينية العابرة للحدود لتصبح وجهة مهمة بالنسبة لهم للسفر إلى الخارج.
عوامل متعددة تدعم تطور شركات التجارة الإلكترونية الصينية العابرة للحدود في أفريقيا
أشار لي مينغ تاو إلى أن السبب وراء تحول السوق الأفريقية إلى محيط أزرق جديد استكشفته شركات التجارة الإلكترونية الصينية يعتمد على عوامل عديدة.أولاً، تتمتع أفريقيا بقاعدة سكانية كبيرة ومتوسط عمر منخفض، مما يعني أن هناك عددا كبيرا من المستهلكين المحتملين، وخاصة الشباب، الذين يتقبلون بشكل كبير الأشياء الجديدة، ومنه توفير قاعدة سوقية واسعة للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود. ثانيًا، يشهد الاقتصاد الأفريقي نموا سريعا، حيث تدعم العديد من الحكومات الأفريقية الاستثمار الأجنبي وتوفر سياسات تفضيلية، مما يخلق بيئة تنموية مواتية للتجارة الإلكترونية العابرة للحدود. ثالثًا، ارتفاع معدل انتشار الإنترنت والهواتف الذكية في البلدان الأفريقية بسرعة، وشكل المستهلكون الأفارقة تدريجيا عاداتهم في التسوق عبر الإنترنت، ويجري تدريجيا استغلال إمكانات استهلاك التجارة الإلكترونية في السوق الأفريقية.
ووفقا للتقارير ذات الصلة الصادرة عن الاتحاد العالمي للاتصالات المحمولة، فقد نمت شعبية الهواتف المحمولة واتصالات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي في أفريقيا بشكل مطرد، مما دفع التطور المستمر للتجارة الإلكترونية في أفريقيا. ومن المتوقع أنه بحلول عام 2027، سيكون هناك ما يقرب من 600 مليون متسوق عبر الإنترنت في أفريقيا.
"أولى الاتحاد الأفريقي والدول الأفريقية أهمية كبيرة لتنمية الاقتصاد الرقمي في السنوات الأخيرة، بما في ذلك التجارة الإلكترونية. وأصدرت معظم البلدان الأفريقية خطط تنمية للاقتصاد الرقمي، مما يوفر دعماً قوياً في مجال السياسات لتنمية التجارة الإلكترونية العابرة للحدود." قالت ماو شياو جينغ، إن التجارة الإلكترونية في الصين بدأت في وقت مبكر وتطورت بسرعة، واكتسبت خبرة غنية. وقد عززت الصين وأفريقيا التعاون في مجال التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، الأمر الذي لا يعزز التبادلات التجارية الثنائية فحسب، بل يوفر فرصًا جديدة لتطوير التجارة الإلكترونية المحلية في أفريقيا أيضًا. وسواء كان الأمر يتعلق بتحسين البنية التحتية ذات الصلة أو تنمية مواهب التجارة الإلكترونية الأفريقية المحلية العابرة للحدود، فإنه سيضخ زخما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة في أفريقيا.
مواصلة اكتشاف إمكانات سوق التجارة الإلكترونية الأفريقية
تظهر منصات جديدة للتجارة الإلكترونية في القارة الأفريقية مع ازدهار التجارة الإلكترونية. ووفقا للتقارير، هناك المئات من منصات التجارة الإلكترونية في أفريقيا. كما يوفر التعاون في مجال التجارة الإلكترونية العابرة للحدود بين الصين وأفريقيا زخما قويا للتجارة بين الجانبين. وفي عام 2023، وصل حجم التجارة بين الصين وأفريقيا إلى ذروة تاريخية بلغت 282.1 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 1.5%، مما يدل على المرونة القوية للتجارة بين الصين وأفريقيا.
أشار لي مينغ تاو إلى أن الدول الأفريقية لا تزال تعاني من بعض أوجه القصور في مرافق الدعم المتعلقة بالتجارة الإلكترونية العابرة للحدود مثل التخزين والخدمات اللوجستية والدفع، ويمكن للصين وأفريقيا تحسينها من خلال التعاون الحكومي الدولي واستثمارات الشركات. من ناحية، يمكن تنفيذ تعاون مشروع واسع النطاق في مجالات الخدمات اللوجستية والموانئ وغيرها من خلال التعاون بين الحكومات. ومن ناحية أخرى، تشجيع المزيد من شركات التجارة الإلكترونية الصينية العابرة للحدود على إنشاء مستودعات استيراد ومستودعات تصدير إلى الخارج في أفريقيا بمساعدة استثمارات الشركات. وأضاف لي مينغ تاو قائلاً:" بالإضافة إلى ذلك، يمكن للصين وأفريقيا تعزيز التعاون في تدريب المواهب في التجارة الإلكترونية العابرة للحدود، وتنمية الأعمال التجارية، واحتضان ريادة الأعمال وغيرها من المجالات لمساعدة أفريقيا على تحسين قدراتها المحلية في تنمية التجارة الإلكترونية وخلق بيئة أعمال جيدة.
وأدى التطور المزدهر للتجارة الإلكترونية في أفريقيا حاليًا إلى تغييرات في سلاسل التوريد التقليدية ونماذج الأعمال. على سبيل المثال، تحصل شركات الأغذية في كينيا على المنتجات الطازجة مباشرة من المزارعين لتزويد تجار التجزئة بالمنتجات الحضرية. وتعمل منصة التجارة الإلكترونية في مصر على ربط تجار التجزئة للمواد الغذائية والبقالة بالموردين، مع الاستغناء عن الوسطاء.
قالت ماو شياو جينغ: "فيما يتعلق بتغيير نماذج الأعمال التقليدية من خلال التجارة الإلكترونية، يمكن لشركات التجارة الإلكترونية الصينية العابرة للحدود تبادل تجاربها الناجحة مع الشركاء الأفارقة ومساعدة المزارعين والمستهلكين الأفارقة على الاستفادة منها بشكل أفضل. وفي الوقت نفسه، يعد التوجيه الفعال للسياسات وبيئة الأعمال الجيدة ونظام الدفع الآمن والموثوق أمرًا مهمًا جدًا لتطوير التجارة الإلكترونية. وإن تعزيز بناء البنية التحتية الرقمية وتنمية مواهب التجارة الإلكترونية في البلدان الأفريقية سيساعد شركات التجارة الإلكترونية الصينية العابرة للحدود على التطور بشكل مستدام في أفريقيا، كما سيعزز التنمية الأفضل لسوق التجارة الإلكترونية المحلية في أفريقيا."