ساكرامنتو، الولايات المتحدة 27 ديسمبر 2024 (شينخوا) شهدت الولايات المتحدة أعلى مستوى من التشرد في عام 2024، حيث سجلت عدة ولايات زيادات بنسب مئوية ثلاثية الرقم مع تفاقم أزمة الإسكان على مستوى البلاد، وفقا للبيانات الفيدرالية التي صدرت يوم الجمعة.
كشف التقرير السنوي الصادر عن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية أن 771480 شخصا عانوا من التشرد في ليلة واحدة في يناير 2024، وهذا يمثل زيادة نسبتها 18.1 في المائة مقارنة بعام 2023.
وحدثت الزيادات الأكثر دراماتيكية في إلينوي، وهاواي، وولايات أخرى تكافح تحديات القدرة على تحمل تكاليف السكن، والزيادات في أعداد المهاجرين الوافدين.
وقد أظهرت بيانات وزارة الإسكان والتنمية الحضرية أن إلينوي سجلت أعلى ارتفاع في البلاد، بزيادة 116.2 في المائة جعلت عدد سكانها المشردين يصل إلى 25832. وشكلت منطقة شيكاغو 91 في المائة من هذه الزيادة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تدفق المهاجرين. ووفقا للتقرير، شكل الوافدون الجدد، بمن فيهم الأسر المهاجرة والمتلمسة للجوء، أكثر من 13600 شخص في ملاجئ الطوارئ في شيكاغو.
وشهدت هاواي ثاني أكبر زيادة بالنسبة المئوية، حيث ارتفعت نسبة السكان المشردين فيها بواقع 87 في المائة ليصل عددهم إلى 11637. ولعبت حرائق الغابات في ماوي العام الماضي دورا مهما، حيث أقام أكثر من 5200 شخص في ملاجئ الطوارئ في حالات الكوارث أثناء عملية التعداد.
وسجلت ولاية ماساتشوستس ثالث أعلى زيادة بلغت نسبتها 53.4 في المائة، تليها نيويورك بنسبة بلغت 53.1 في المائة. وأشارت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية إلى أن الزيادة في عدد المشردين في مدينة نيويورك كان سببها في المقام الأول طالبو اللجوء الذين شكلوا حوالي 88 في المائة من الزيادة في حالات التشرد بالملاجئ في المدينة.
وقالت وزيرة الإسكان والتنمية الحضرية أدريان تودمان في التقرير إنه "يجب ألا يواجه أي أمريكي التشرد". وبينما أقرت بأن البيانات قد مضى عليها عام تقريبا، شددت على أهمية التركيز على الجهود القائمة على الأدلة لمنع التشرد ووضع حد له.
واحتلت ولاية كولورادو المركز الخامس في القائمة حيث شهدت زيادة قدرها 29.6 في المائة في نسبة التشرد. وأفادت الولاية بأن 18715 شخصا يعانون من التشرد، مع زيادة التشرد الأسري بواقع أكثر من الضعف بسبب ارتفاع نسبته 134 في المائة.
وشكلت كاليفورنيا وحدها ما يقرب من ربع السكان المشردين في البلاد، حيث عانى 187084 شخصا من التشرد -- ما يقرب من 48 لكل 10 آلاف ساكن، وفقا لما ذكرته وزارة الإسكان والتنمية الحضرية.
وشهدت الولاية الذهبية زيادة نسبتها 3.1 في المائة مقارنة بعام 2023، وهو ما أضاف 5685 شخصا إلى سكانها المشردين. وكان 66.3 في المائة من الناس الذين يعانون من التشرد في ولاية كاليفورنيا يعيشون في ظروف غير صالحة للسكن البشري، مثل الشوارع والمباني المهجورة والمركبات.
على الرغم من بذل الكثير من الجهد وإنفاق الكثير من المال لزيادة السكن للأشخاص الذين لا يملكون منازل، حققت لوس أنجلوس انخفاضا نسبته 5 في المائة فقط في عدد المشردين الذين لا مأوى لهم منذ عام 2023.
وكما ورد في تقرير وزارة الإسكان والتنمية الحضرية، قالت رينيه ويليس، الرئيسة التنفيذية المؤقتة للتحالف الوطني للإسكان المنخفض الدخل، "إن زيادة التشرد هي نتيجة مأساوية، ولكن متوقعة، نتيجة لنقص الاستثمار في الموارد وسبل الحماية التي تساعد الناس في العثور على مساكن آمنة وميسورة التكلفة والحفاظ عليها".
وأثرت الأزمة بشكل غير متناسب على فئات سكانية مختلفة عبر الولايات. وشهد التشرد الأسري أكبر زيادة في عام واحد على مستوى البلاد حيث بلغت نسبته 39 في المائة. وقد عانى ما يقرب من 150 ألف طفل من التشرد في ليلة واحدة في عام 2024، أي بزيادة قدرها 33 في المائة عن العام السابق.
وفي ولاية كولورادو، زاد التشرد الأسري بواقع أكثر من الضعف، فيما أفادت ولاية كاليفورنيا بتسجيل 25639 فردا في الأسر التي تعاني من التشرد.
ولا يزال الأشخاص الذين يعرفون بأنهم من السود أو الأمريكيين الأفارقة أو الأفارقة متأثرين بشكل غير متناسب، حيث يمثلون 32 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من التشرد على الرغم من أنهم لا يشكلون سوى 12 في المائة من سكان الولايات المتحدة.
وجاءت الزيادة في حالات التشرد وسط استمرار أزمة الإسكان ميسور التكلفة. وأفادت المجتمعات المحلية بأن الزيادة في عدد السكان الذين تم إيواؤهم تعكس توسيع قدرة الملاجئ، وانتهاء عمليات وقف الإخلاء وغيرها من أشكال الحماية التي تعود إلى فترة الجائحة، ونقص المساكن الميسورة التكلفة، وارتفاع أعداد المهاجرين الوافدين إلى الولايات المتحدة.