الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

تجارة حدودية تنشط مدينة صغيرة في الصين

/مصدر: شينخوا/   2025:01:02.09:31

بكين 2 يناير 2025 (شينخوانت) تثابر الصين على مواصلة تعزيز بناء الاقتصاد العالمي المفتوح، مما أتاح مساحات واسعة للتنمية، وحقق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك مع الدول الأخرى. وتعد المناطق الحدودية الخطَ الأمامي لانفتاح البلاد على الخارج، وهي نافذة هامة لعرض إنجازات بناء التحديث الصيني النمط، ولها مكانة إستراتيجية هامة في مسيرة الإصلاح والتنمية والاستقرار الوطني. وفي ظل التوجيهات التي تدعو إلى الانفتاح على الخارج بشكل أوسع وأعمق، أصبحت المدن الحدودية الصينية مفعمة بالحيوية. ومع اقتراب عيد الربيع الصيني التقليدي لعام 2025، نأخذكم في جولة بهذه المدن الحدودية الصغيرة لنتعرف على القصص التي تحدث هناك.

تعد مدينة دونغشينغ الواقعة في منطقة قوانغشي الذاتية الحكم لقومية تشوانغ المدينة النهرية الوحيدة الصينية التي ترتبط بفيتنام عن طريق النهر والبر. وفي هذه المدينة الصغيرة، تنشط التجارة الحدودية بين الصين وفيتنام، وتجري التبادلات بين الأفراد بشكل مكثف.

وتشتغل السيدة ليانغ يو تشوي في شركة اتصالات بمدينة دونغشينغ. وعندما قابلها مراسل وكالة أنباء شينخوا، كانت تعرض بطاقات هاتف على اثنين من الزبائن الفيتناميين. وقالت للمراسل إنه منذ استئناف عبور الحدود في عام 2023، فإنها تستقبل حوالي عشرة زبائن فيتناميين في كل يوم عمل، حيث يحتاجون إلى استخدام تطبيق "ويشات" وربط بطاقاتهم المصرفية، وبالتالي يحتاجون إلى أرقام هواتف صينية للتسجيل في "ويشات" وربطها بالحسابات المصرفية لتسهيل التجارة والتحويلات المالية.

وتتاخم مدينة دونغشينغ مدينة مونغ كاي في فيتنام عبر نهر بيلون. ويربط جسر نهر بيلون الذي يبلغ طوله 125 مترا ضفتي النهر، وبعد استكمال الإجراءات الجمركية، يمكن للناس عبور الجسر سيرا على الأقدام، مما يجعل السفر إلى الخارج مريحا كما لو كان زيارةً لأقارب. ولم تيسر هذه السهولة في التنقل فقط حركة التجارة بين البلدين، بل خلقت أيضا فرصا للعمالة العابرة للحدود. وعلى سبيل المثال، تعمل الفتاة الفيتنامية شيوه يوان شيون في أحد المطاعم بمدينة دونغشينغ. وتذهب إلى الحدود الفيتنامية بدراجة كهربائية كل صباح، وبعد عبور الجسر بسهولة، تمشي عشر دقائق لتصل إلى المطعم حيث تعمل. وقالت للمراسل إنها كانت تريد تحسين مستواها في اللغة الصينية، وتقدمت للعمل عندما رأت إعلانا عن وظائف على منصات التواصل الاجتماعي. وبعد ثلاثة أشهر من العمل في المطعم، شعرت أن مستواها في اللغة الصينية قد تحسن بشكل كبير.

وجعلت سهولة العبور العديد من الفيتناميين يختارون العلاج الطبي في مستشفيات بمدينة دونغشينغ. ويعمل سو ويهاي رئيس قسم الطوارئ في مستشفى مدينة دونغشينغ، وهو يتقن اللغة الفيتنامية وقد استقبل العديد من المرضى الفيتناميين. وفي عام 2016، افتتح أول ممر طبي عبر الحدود بين الصين وفيتنام، حيث يمكن للمرضى الفيتناميين المصابين بأمراض خطيرة الذين يحتاجون إلى علاج عاجل العبور عبر نقاط التفتيش في دونغشينغ بسرعة، والوصول مباشرة إلى مستشفات بمدينة دونغشينغ. وقال سو ويهاي للمراسل إن "سيارة الإسعاف 1369" التي سُمِّيت باسم علامة الحدود بين الصين وفيتنام، كانت تحتاج إلى أكثر من ساعتين لعبور الحدود، والآن يمكن إتمام العبور في ثلاث إلى خمس دقائق، مما يوفر وقتا ثمينا لإنقاذ المرضى.

وتتواجد في مدينة دونغشينغ أيضا متاجر فيتنامية كثيرة مثل محل الفتاة الفيتنامية وو ثي تشينغ شين في الطابق الخامس من سوق الجملة الدولي في مدينة دونغشينغ، ويتخصص محلها في بيع الأطعمة الفيتنامية، حيث تمتلئ الرفوف بأصناف عديدة من المنتجات الفيتنامية. وقالت الفتاة الفيتنامية للمراسل إن عدد السياح الفيتناميين والصينيين قد ازداد بشكل ملحوظ بعد افتتاح أول خط سكة حديدية فائق السرعة بين البلدين. وخلال العطلات والمناسبات، تصبح أعمالها أكثر ازدهارا. ومع اقتراب عيد الربيع لعام 2025، تزين الشوارع في مدينة دونغشينغ بالفوانيس الحمراء، وتسود أجواء العيد. وتستعد وو ثي تشينغ شين أيضا لاستقبال أكبر تدفق للمستهلكين هذا العام. واشترت مجموعة كبيرة من السلع الجديدة، على أمل جلب الطعام الفيتنامي اللذيذ إلى موائد العطلات للشعب الصيني.

وهناك مثل صيني يقول: "كلما تزاور الأصدقاء والجيران، أصبحوا أقرب". ومع استمرار التنفيذ المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، ستشهد مدينة دونغشينغ في المستقبل مزيدا من التعاون العميق بين البلدين وأياما أفضل لشعبيهما.

صور ساخنة