بيروت 2 يناير 2025 (شينخوا) أكد مؤسس جمعية طريق الحوار اللبناني الصيني وارف قميحة أن منطقة شينجيانغ الويغورية ذاتية الحكم بشمال غربي الصين تتميز بالتنوع القومي والثقافي الذي يجعلها ملتقى حضاريا يمثل نموذجا في دمج التاريخ مع الحداثة.
وقال قميحة في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا بعد زيارته لمنطقة شينجيانغ إنها تتمتع بطبيعة خلابة وتنمية حضرية مذهلة، وهو ما يعكس رؤية الحزب الشيوعي الصيني في تعزيز التنمية.
وشدد على أن التجارب التنموية في شينجيانغ يمكن أن تكون مصدر إلهام للعالم العربي لتطوير سياساته التنموية، كما أنها تفتح آفاقا واسعة للتعاون والتعلم المتبادل بين شينجيانغ والعالم العربي في مختلف المجالات.
وأعرب عن انبهاره بحداثة البنية التحتية في شينجيانغ، والتي تعكس الجهود الواضحة المبذولة لتحويل المنطقة إلى مركز اقتصادي وتنموي.
وأشار إلى أن "واحدة من أكثر اللحظات تأثيرا كانت زيارتي لمنزل مزارع ويغوري يدعى عثمان عبد الله في كاشغر، حيث استضافني في منزله التقليدي وتناولنا خبز نان الطازج والحلويات التقليدية، وحدثني عن حياته اليومية وتجربته في الجمع بين الزراعة التقليدية واستخدام التكنولوجيا الحديثة".
وذكر أن هذا اللقاء منحه "فرصة لفهم كيفية حفاظ السكان المحليين على هويتهم الثقافية مع مواكبة التحولات السريعة التي تشهدها المنطقة".
ووصف قميحة ثقافة شينجيانغ بأنها "غنية ومتنوعة"، كما أشاد بـ"الحرف التقليدية التي تمثل مهارات متوارثة عبر الأجيال"، معربا عن إعجابه بـ"الرقصات الشعبية التقليدية التي تجمع بين الموسيقى الحية والأداء الإبداعي وتعكس روح المنطقة والارتباط العميق بالتراث".
وأوضح أن زيارته لشينجيانغ غيرت فهمه ونظرته للمنطقة وسكانها "بشكل جذري"، معتبرا أن ما شاهده هناك قصة نجاح تنموية تستحق الدراسة.
وأضاف أن "مشاهدة التنوع الثقافي والانسجام بين المجموعات العرقية المختلفة، إلى جانب الحفاظ على التراث الغني للمنطقة، أظهر لي أن شينجيانغ ملتقى حضاري يعكس غنى التراث الإنساني والتناغم الثقافي".
وتابع أن "مشاريع الطاقة المتجددة التي تظهر التزاما بالاستدامة إضافة إلى التنمية الاقتصادية التي تستفيد من موقعها الإستراتيجي، تظهر جانبا مشرقا في شينجيانغ لا يتم تسليط الضوء عليه بما يكفي".
وقال إن "دوري ككاتب وباحث وإعلامي هو تقديم صورة متوازنة، تظهر التحديات ولكن مع تسليط الضوء أيضا على الإنجازات التي حققتها المنطقة".
وشدد على أن "قصص التجارب التنموية يمكن أن توفر نماذج ملهمة للعالم العربي لتطوير سياساته التنموية"، مضيفا أن فرص التعاون والتعلم المتبادل بين شينجيانغ والعالم العربي تتمثل في العديد من المجالات من بينها الطاقة، حيث أن شينجيانغ تتميز بخبرة واسعة في استخدام مصادر الطاقة المتجددة.
وأيضا في الجانب الزراعي، حيث أوضح الخبير اللبناني أن "التقنيات الحديثة التي تطبقها شينجيانغ لتحسين الإنتاج الزراعي تمثل نموذجا يمكن الاستفادة منه في العالم العربي لتعزيز الأمن الغذائي".
وأكد قميحة أن "شينجيانغ ليست مجرد قصة تنمية، بل هي قصة نجاح يمكن أن تعمق الروابط بين شعوبنا"، مشددا على أهمية الإعلام كمنصة للتعاون عبر إطلاق مبادرات مشتركة تسلط الضوء على قصص النجاح والتحديات التي تواجه الجانبين، بما يعزز الحوار والتفاهم المتبادل".