قيادة الحزب الشيوعي الصيني تعقد اجتماعا للنقد والنقد الذاتي

بكين أول يناير 2025 (شينخوا) عقد المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني يومي 26 و27 ديسمبر الماضي اجتماعا للنقد والنقد الذاتي لدراسة وتطبيق فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد. وركز الاجتماع على توطيد وتعميق نتائج دراسة الانضباط الحزبي والتثقيف به وإفساح المجال بشكل شامل لما تضطلع به قواعد الانضباط الحزبي من دور تثقيفي وتقييدي يقدم الضمانات والحوافز. واتخذ الاجتماع أحوال دراسة وتطبيق اللائحة التأديبية وتنفيذ قاعدة النقاط الثماني لتحسين سلوك الحزب والحكومة باعتبارها محتوى هاما للفحص. كما تضمن الاجتماع إجراء الفحص الذاتي وتحليل الوعي الحزبي والقيام بالنقد والنقد الذاتي من خلال الدمج بين الأفكار الشخصية وحالات العمل.

وترأس الاجتماع شي جين بينغ، الأمين العام للجنة المركزية للحزب، وألقى كلمة هامة.

وقامت جهات ذات صلة بتحضيرات جادة قبل الاجتماع. وأجرى أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب تبادلات ومناقشات مع المسؤولين في الهيئات ذات الصلة، واستمعوا إلى آرائهم واقتراحاتهم، ومن ثم أعدوا الخطوط العريضة للكلمات. وفي البداية تم استعراض تقرير حول تنفيذ المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب لقاعدة النقاط الثماني لتحسين سلوك الحزب والحكومة في عام 2024 وتقرير عن أعمال تصحيح الشكليات لتخفيف العبء على الوحدات القاعدية في العام ذاته. وألقى أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب كلمات واحدا تلو الآخر، حيث قاموا في إطار موضوع الاجتماع بفحص شامل وتحليل عميق وفقا لـ"اللائحة التأديبية للحزب الشيوعي الصيني" و"العديد من قواعد المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن تعزيز القيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب والحفاظ عليها" و"الإجراءات التفصيلية لتنفيذ المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لقاعدة النقاط الثماني للجنة المركزية للحزب"، وتحدثوا بصراحة وصدق في جو جاد وحيوي. وحقق الاجتماع النتائج المنشودة.

وركزت كلمات أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب على خمس نقاط رئيسية. أولا، أصبحوا أكثر حزما في حماية سلطة اللجنة المركزية للحزب وقيادتها الممركزة والموحدة. ثانيا، عززوا التزامهم بالسعي وراء القيمة المتمثلة في خدمة الشعب وتحقيق النفع له. ثالثا، أصبحوا أكثر تصميما في تنفيذ القرارات والترتيبات التي اتخذتها اللجنة المركزية للحزب. رابعا، أصبحوا أكثر حزما في المبادرة إلى دراسة قواعد الانضباط الحزبي ومعرفتها وإتقانها والالتزام بها. خامسا، أصبحوا أكثر حزما في الوفاء بمسؤولياتهم السياسية المتمثلة في إدارة الحزب وحوكمته بصرامة.

وأكد الاجتماع أنه في ظل التحديات الناجمة عن الأوضاع المحلية والخارجية في عام 2024، تضافرت جهود اللجنة المركزية للحزب في قيادة الحزب بأسره والشعب من جميع المجموعات الإثنية في شتى أنحاء البلاد، لمواجهة التغيرات بهدوء وتنفيذ سياسات شاملة، مما حقق الأهداف والمهمات الرئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بشكل سلس، بينما قطعت البلاد خطوات ثابتة جديدة في عملية التحديث الصيني النمط، حيث تم ضمان معيشة الشعب بقوة والحفاظ على استقرار الوضع الاجتماعي، وتحقيق إنجازات جديدة في دفع بناء الديمقراطية الاشتراكية وسيادة القانون، وفتح آفاق جديدة في دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، ودفع تعميق حوكمة الحزب بصرامة على نحو شامل، فيما لم تتحقق هذه النتائج بسهولة.

وتوافق جميع أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب على أن القيادة الممركزة والموحدة للجنة المركزية للحزب ونواتها الرفيق شي جين بينغ هي الضمان الأساسي لجميع هذه الأعمال، وهو ما يؤمن ملاحة سفينة التحديث الصيني النمط عبر الرياح والأمواج لتبحر على نحو مطرد تجاه المستقبل. وأوضحوا أنه يجب على الحزب بأكمله أن يدرك بعمق الأهمية الحاسمة لـ"إقرار أمرين" (إقرار مكانة الرفيق شي جين بينغ باعتباره نواة للجنة المركزية للحزب وكل الحزب، وإقرار مكانة فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد كمرشد)، وتعزيز "الوعي بأربعة أمور" (الوعي السياسي والوعي بالمصلحة العامة والوعي بالنواة القيادية والوعي بالتوافق)، وتثبيت "الثقة الذاتية بأربعة جوانب" (الثقة الذاتية بطريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية)، وتنفيذ "صون أمرين" (صون مكانة الأمين العام شي جين بينغ كنواة للجنة المركزية للحزب وكل الحزب بثبات لا يتزعزع، وصون سلطة اللجنة المركزية للحزب وقيادتها الممركزة والموحدة)، وتطبيق سياسات اللجنة المركزية للحزب وترتيباتها حول الأعمال بلا تردد. وأشاروا إلى أن العام 2025 هو العام الأخير لـ"الخطة الخمسية الـ14"، ويجب الالتزام بتوجيهات فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في العصر الجديد، والتنفيذ الشامل لروح المؤتمر الوطني الـ20 للحزب الشيوعي الصيني والجلستين الكاملتين الثانية والثالثة للجنة المركزية الـ20 للحزب، والتمسك بالمبدأ العام للعمل المتمثل في إحراز التقدم مع الحفاظ على الاستقرار، وتطبيق الفكر التنموي الجديد بشكل كامل ودقيق وشامل، وتسريع تشكيل النمط التنموي الجديد ودفع التنمية عالية الجودة بثبات، والاستمرار في تعميق الإصلاح على نحو شامل، وتوسيع الانفتاح رفيع المستوى، ودفع مواصلة انتعاش الاقتصاد وتطوره، ومواصلة رفع مستوى معيشة الشعب والحفاظ على انسجام واستقرار المجتمع، والالتزام بحوكمة الحزب بصرامة على نحو شامل، وإنجاز الأهداف والمهمات المرسومة في الخطة الخمسية الـ14، لوضع أساس سليم لإطلاق بداية جيدة للخطة الخمسية الـ15.

وعلّق شي جين بينغ على كلمات أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب حول الفحص الذاتي واحدا تلو الآخر، وطرح طلبات لكل منهم، وقام بالتلخيص. وأشار إلى أن اجتماع النقد والنقد الذاتي هذا الذي عقده المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب كان فعالا للغاية، وحقق أهدافه الرامية لإجراء تبادل للآراء والبحث عن المشاكل ومراجعتها وتوضيح الاتجاه، ما يسهم في تعزيز الوحدة وتحسين الأعمال والاضطلاع بالرسالة بالنسبة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب.

وأكد شي جين بينغ على أن الحملة الأخيرة لدراسة الانضباط الحزبي والتثقيف به عالجت بشكل فعال القضايا التي يواجهها بعض أعضاء الحزب والمسؤولين والمتمثلة في عدم المبالاة بقواعد الحزب وانضباطه أو الافتقار إلى المعرفة بها أو الفشل في إتقانها. وقد دفعت الحملة المنظمات الحزبية على جميع المستويات وفرق قيادتها إلى تشديد الانضباط الحزبي بشكل صارم وحفزت أعضاء الحزب والمسؤولين على الالتزام بالولاء والنزاهة والمسؤولية، وبالتالي حققت تقدما ملحوظا. وقد أظهر أعضاء الحزب والمسؤولون وعيا متزايدا بالانضباط والقواعد والنزاهة والانضباط الذاتي، إلى جانب اكتسابهم حافزا متجددا لتحمل المسؤوليات والمضي قدما في أعمالهم. وأصبحت المبادئ والتدابير والمناخ أكثر صرامة. وقد حققت أعمال تصحيح الشكليات لتخفيف العبء على الوحدات القاعدية فعالية أكبر.

وأشار شي جين بينغ إلى أن الوعي الحزبي السليم والقوي يؤدي إلى دراية أعمق بالالتزام بالانضباط الحزبي. ويجب على المسؤولين أن يعتبروا تعزيز وعيهم الحزبي والسياسي مسعى مدى الحياة إضافة إلى التعلم والتحسين المستمرين طوال حياتهم. ومن الضروري إعطاء الأولوية للإعداد السياسي في جهودهم لتعزيز الوعي الحزبي، وتغذية الوعي الحزبي من خلال نظريات الحزب المبتكرة، والنظر إلى دراسة دستور الحزب وقواعده وانضباطه ومراعاته وتنفيذه كجزء رئيسي لتعزيز الوعي الحزبي. ويجب على أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الاستمرار في التمسك بمعايير صارمة تناسب السياسيين الماركسيين، وأخذ زمام المبادرة في دراسة نظريات الحزب المبتكرة، وممارسة المركزية الديمقراطية، وممارسة النقد والنقد الذاتي، والالتزام الصارم بانضباط الحزب وقواعده، والمضي قدما بتقاليد الحزب وسلوكياته الجيدة. ويتعين عليهم مواصلة الاستمساك بمُثلهم ومعتقداتهم، وأن يظلوا موالين للحزب قلبا وقالبا، وأن يكرسوا أنفسهم بلا أنانية لقضية الحزب والشعب.

وشدد شي جين بينغ على أن الانضباط الحزبي لا يعمل كقوة تثقيفية وتقييدية فحسب، لكنه يضطلع أيضا بتوفير الضمانات والحوافز ويتماشى مع مبادرات تعزيز العمل، حيث أن الانضباط لا يحدد فقط الحدود غير القابلة للتفاوض، بل يقدم أيضا مبادئ توجيهية تمكن أعضاء الحزب والمسؤولين من العمل بنزاهة وشجاعة. ومن خلال الالتزام بالانضباط، سيتمتع أعضاء الحزب بحرية واسعة ومساحة كبيرة للمضي قدما في مبادرات تعزيز العمل. ويلزم أن يكون أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب مثالا ونموذجا في مراعاة القواعد والانضباط، وكذلك في مبادرات تعزيز العمل. ومن المتوقع منهم أيضا أن يحددوا اتجاها واضحا ويشجعوا أولئك الذين يرغبون في تحمل المسؤوليات، مما يعزز بيئة ديناميكية حيث يكون الجميع مغامرين ويسعون جاهدين للتميز.

وأشار شي جين بينغ إلى أن الانضباط الحزبي يحدد الخط الأدنى وينشئ المنطقة المحظورة لممارسة السلطة بشكل صحيح ومنع إساءة استخدامها لأغراض شخصية، وهو بمثابة شبكة حماية تساعد أعضاء الحزب والكوادر على الحفاظ على الاستقامة والنزاهة. وإن احترام الانضباط والالتزام به يمنحان أعضاء الحزب الحصانة من التآكل. وطالما أن التربة الخصبة والظروف المناسبة للفساد لا تزال قائمة، فإن المعركة لمكافحة الفساد ستستمر. ومن الضروري الحفاظ على صفاء الذهن والموقف الحازم بشكل استثنائي بشأن مكافحة الفساد، دون أي مجال للرضا عن الذات أو التساهل. ونظرا للمسؤوليات الثقيلة الملقاة على عاتق أعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب، يجب عليهم تطبيق متطلبات أكثر صرامة على أنفسهم، وممارسة قدر أعظم من الحكمة في استخدام السلطة الموكلة إليهم. كما يجب عليهم تحسين أسلوب عمل الحزب والحفاظ على النزاهة بشكل فعال في المجالات التي يشرفون عليها أو في المقاطعات أو المناطق التي يشغلون فيها مناصب قيادية، واتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة النزعات غير السليمة والفساد بأي شكل من الأشكال، وتعزيز التثقيف والانضباط لأفراد أسرهم والموظفين القريبين منهم.

وشدد شي جين بينغ على أن الالتزام الصارم بالانضباط الحزبي وحمايته مسؤولية مشتركة لكل الحزب. ويجب على لجان الحزب ومجموعات الحزب القيادية على جميع المستويات تحمل مسؤولياتها الرئيسية، وعلى أمناء المنظمات الحزبية الوفاء بواجبات المسؤول الأول، وعلى أعضاء القيادة الآخرين الاضطلاع بمبدأ "منصب واحد، مسؤولية مزدوجة"، ومع إشراف كل مستوى على المستوى الذي يليه مباشرة، يمكن للحزب ضمان التقدم المستمر في البناء الانضباطي. وينبغي لأعضاء المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب أن يتحملوا بجدية مسؤولياتهم السياسية في البناء الانضباطي للحزب، وأن يبقوا على اطلاع كامل بتطورات البناء الانضباطي في المجالات التي يشرفون عليها أو في المقاطعات أو المناطق التي يشغلون فيها مناصب قيادية، وأن يعالجوا القضايا ضمن نطاق المسؤوليات بشجاعة وعزيمة وصرامة، ومن واجبهم قيادة وتنفيذ وتعزيز الجهود الرامية إلى البناء الانضباطي للحزب.

وأكد شي جين بينغ في ختام كلمته على أنه من المتوقع أن تكون مهام تعزيز الإصلاح والتنمية والحفاظ على الاستقرار شاقة للغاية في عام 2025، ويجب على المسؤولين على مختلف المستويات النزول إلى الوحدات القاعدية والوقوف بين صفوف الجماهير، وتعزيز إجراء التحقيق والدراسة، بغية معرفة المشاكل الملحة والمستعصية التي تشكو منها جماهير الشعب والقضايا البارزة في الوحدات القاعدية التي تتطلب حلولا عاجلة، ومعالجتها بإجراءات مستهدفة.