أصبحت تسع دول تشمل روسيا البيضاء وبوليفيا وإندونيسيا وكازاخستان وتايلاند وكوبا وأوغندا وماليزيا وأوزبكستان شركاء رسميًا لمجموعة البريكس في اليوم الأول من عام 2025، ويمثل هذا علامة فارقة أخرى في تطور مجموعة البريكس، بعد التوسع التاريخي للمجموعة.
وإن نمو مجموعة البريكس الكبرى، لا يكسبها حضوراً أقوى في الاقتصاد فحسب، بل تلعب أيضاً دوراً محورياً متزايداً في تعزيز خلق عالم متعدد الأقطاب.
قال وانغ يومينغ، مدير معهد دراسات الدول النامية في معهد الصين للدراسات الدولية في بكين، إن إدراج هذه الدول التسعة كشركاء في البريكس يسلط الضوء على الزخم المتزايد للحركة العالمية لإعادة تشكيل نظام دولي غير عادل وغير منصف، لا سيما في أعقاب الصعود الجماعي للجنوب العالمي.
واستجابةً لتوسع عائلة البريكس، أصبحت بعض وسائل الإعلام الغربية قلقة بشكل متزايد، وخاصة بعد قمة البريكس في كازان، على سبيل المثال، زعمت إذاعة صوت أمريكا أن "اجتماع البريكس يسلط الضوء على التطلعات الجيوسياسية والتنافس مع الغرب"، وافترضت بعض وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين لبعض الوقت، أن آلية البريكس تهدف إلى مواجهة الغرب. في الواقع، هذا ليس هو الحال.
إن البريكس هي منظمة غير غربية، ولكنها ليست معادية للغرب، منذ بدايتها، أوضحت دورها ومهمتها بوضوح: عدم حطم القديم، عدم الانخراط في المواجهة بين المعسكرات، عدم السعي إلى استبدال الأخر. ويتجنب نموذجها للتعاون المتعدد الأطراف الألعاب ذات المحصلة الصفرية بين القوى الكبرى ويقدم نموذجا للعلاقات الدولية الشاملة. وقد دفع هذا الشمول العديد من بلدان الجنوب العالمي إلى المسارعة إلى التقدم بطلب للحصول على عضوية أسرة البريكس.
إن القوة الدافعة وراء تطور مجموعة البريكس هي الطلب المتزايد من جانب الدول النامية على نظام دولي أكثر عدالة. في العقود الأخيرة، تحمل العالم على نحو متزايد ثقل أعمال الهيمنة التي تمارسها القوى الغربية. وفي تناقض حاد، لم تحقق دول البريكس تقدما ملحوظا في تنميتها فحسب، بل ازدهرت أيضا من خلال التعاون، وكل ذلك في حين دعمت التحول نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب.
وفي الوقت الحالي، مع استمرار ارتفاع المخاطر الجيوسياسية، يقدم شركاء مجموعة البريكس لدول الجنوب العالمي بديلاً أكثر مرونة وشمولاً وقدرة على الصمود. ولا توفر البريكس فرص التعاون الاقتصادي فحسب، بل تخلق أيضًا منصة للدول النامية ليكون لها صوت وتشارك في إصلاح الحوكمة العالمية. كما يستطيع الجنوب العالمي من خلال منصة البريكس، أن يحرر نفسه من الضغوط الجيوسياسية التقليدية المتمثلة في "الانحياز إلى أحد الجانبين" والسعي إلى تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي في عالم متعدد الأقطاب.
تلوم بعض وسائل الإعلام الغربية خطر الانقسام العالمي على توسع البريكس، مما يشير إلى أن الدول يجب أن تختار بين الانضمام إلى البريكس والتعاون مع الغرب. كما أنهم يحاولون وصم مجموعة البريكس كسلاح مناهض للغرب. ومع ذلك، فإن عددًا متزايدًا من الدول تدرك أن آلية البريكس ليست كما صورتها وسائل الإعلام الغربية.
ولم تتبع مجموعة البريكس المسار الغربي المتمثل في تشكيل كتل حصرية، وإنما شقت طريقا جديدا للحوار، وليس المواجهة، والشراكة وليس التوافق.
وسط التحديات التي يواجهها النظام الدولي الحالي، توفر آلية البريكس منصة واعدة للتعاون. ومن خلال تعزيز التنمية الشاملة، والدعوة إلى التعددية، وإصلاح نظام الحوكمة العالمية، قدمت دول البريكس وشركاؤها مساهمات كبيرة في تشكيل نظام دولي أكثر عدالة. ورغم أن هذه العملية تواجه العديد من القيود المعقدة، فإن آفاقها تحمل بلا أدنى شك الأمل في خلق عالم متعدد الأقطاب.