غزة 5 يناير 2025 (شينخوا) قتل 17 فلسطينيا على الأقل يوم الأحد في غارات جوية إسرائيلية على قطاع غزة في إطار تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته على القطاع بالتزامن مع تجدد المساعي في الدوحة من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار، وفق مصادر فلسطينية.
-- قصف مكثف وغارات عنيفة
وقال الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن 17 فلسطينيا على الأقل قتلوا في هجمات جوية إسرائيلية منذ ساعات صباح اليوم.
وأضاف بصل أن خمسة فلسطينيين قضوا جراء غارة جوية على منزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما قتل أربعة آخرون في غارة مماثلة استهدفت تجمعا للنازحين في جباليا شمال القطاع.
وفي خانيونس جنوب القطاع، قتل خمسة فلسطينيين وأصيب عشرات في قصف إسرائيلي استهدف مركز شرطة تابع لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فيما قتل ثلاثة فلسطينيين في غارتين منفصلتين في مدينة رفح.
وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان ل((شينخوا)) إن الجيش الإسرائيلي كثف هجماته في قطاع غزة بعد ساعات من تهديدات وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
وهدد كاتس الأربعاء الماضي بشن ضربات في غزة "بقوة لم تشهدها منذ فترة طويلة" إذا لم تطلق حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سراح الرهائن واستمرت في إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل.
ووصف شهود عيان الغارات بأنها "الأعنف"، وقالوا إن حدة القصف تضاهي تلك التي كانت بالأيام الأولى للحرب على القطاع.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أنه هاجم أكثر من 100 هدف في قطاع غزة خلال نهاية الأسبوع الماضي، وقضى على "العشرات" من عناصر حركة حماس.
وقال الجيش في بيان إن طائرات حربية ومسيرة هاجمت نهاية الأسبوع المنصرم في عمليات مشتركة بين سلاح الجو والقيادة الجنوبية "أكثر من 100 هدف إرهابي في أنحاء قطاع غزة، حيث قُضي خلال الغارات على عشرات الإرهابيين من حماس".
وأضاف البيان أن الجيش "رصد عدة نقاط إطلاق تم استخدامها لإطلاق بعض من القذائف الصاروخية التي أطلقت نحو إسرائيل في الأيام الأخيرة وقام باستهدافها".
فيما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي الذي تديره حركة حماس في غزة في بيان مساء السبت أن الجيش الإسرائيلي نفذ أكثر من 94 غارة خلال الـ72 ساعة الماضية استهدفت مدنيين عزل ومناطق سكنية في قطاع غزة في تصعيد "خطير ولافت".
وتابع أن الهجمات أسفرت عن مقتل 184 شخصا، بينهم عشرات لم تصل جثامينهم إلى المستشفيات نتيجة تعذر الوصول إليهم تحت الأنقاض.
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت تجددت فيه مساعي التوصل لاتفاق لوقف وقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل في الدوحة.
-- استئناف مفاوضات الهدنة
وأعلنت حماس استئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل في قطر يوم الجمعة الماضي.
وقالت الحركة في بيان إن جولة المفاوضات الجديدة ستركز على أن يؤدي الاتفاق إلى وقف تام لإطلاق النار وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، بالإضافة إلى تفاصيل التنفيذ وعودة النازحين إلى بيوتهم التي أخرجوا منها في كل مناطق القطاع.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ((شينخوا)) إن حركة حماس أبدت مرونة فيما يتعلق بإتمام الاتفاق.
وتابعت المصادر أن هناك ضغوطا تمارس على الأطراف من قبل الوسطاء للتوصل إلى صفقة قبيل وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الجاري.
من جهتها، نقلت صحيفة ((يديعوت أحرونوت)) العبرية عن مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات قوله إن ما يجري الحديث عنه حاليا الآن هو "صفقة جزئية صغيرة جدا ومحدودة هدفها إنجاز شيء ما".
وذكرت الصحيفة أن رئيس الموساد ديدي برنياع سيتوجه الاثنين إلى الدوحة للانضمام إلى الوفد الإسرائيلي المفاوض، مما سيعطي زخما أكبر للمحادثات.
وتوجه وفد إسرائيلي الجمعة إلى الدوحة في إطار جهود التوصل إلى صفقة تبادل بعد 10 أيام من وقف التفاوض بين الطرفين، بحسب الإذاعة العبرية العامة.
وذكرت الإذاعة أول أمس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ناقش مع الوفد قبيل المغادرة "قضية المخطوفين والتفويض الممنوح لهم".
وقبيل ذلك بأيام، بحث رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني مع وفد من حركة حماس برئاسة خليل الحية، في الدوحة "آخر مستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وبحث سبل دفعها إلى الأمام بما يضمن الوصول إلى اتفاق واضح وشامل يضع حدا للحرب المستمرة في القطاع"، وفق وزارة الخارجية القطرية.
ومع استئناف مفاوضات الهدنة، يأمل الفلسطينيون في غزة في نجاح جهود الوساطة في هذه الجولة.
-- أمل في نجاح جهود الوساطة
وقال الفلسطيني سمير العامودي، وهو نازح في مدينة خانيونس جنوب القطاع لـ((شينخوا)) "نأمل أن تنجح الجهود هذه المرة، وألا تكون مثل سابقاتها".
وتابع العامودي البالغ من العمر (40 عاما) "كل يوم تستمر فيه الحرب يعني مزيدا من الدماء والجرحى والدمار، وعائلات بأكلمها تمحى من السجل المدني"، مؤكدا ضرورة إنهاء الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها بأسرع ما يمكن.
من جهته، أعرب الفلسطيني أحمد الهمص عن مخاوفه من فشل هذه الجولة.
وقال الهمص الذي نزح من مدينة رفح إلى خانيونس جنوب قطاع غزة "لا شيء يدعو للتفاؤل، فالحديث كله يدور عن صفقة جزئية، وإسرائيل لا تريد وقف إطلاق نار بشكل كامل بل مؤقت".
وأضاف أن معاناة الناس تتفاقم يوما بعد يوم، وتزداد المعاناة والصعوبات مع فصل الشتاء.
وتابع الهمص "أن كل أسباب الموت موجودة في غزة الآن، فمن لم يمت بالقصف والهجمات يمت جوعا أو بردا أو قهرا، دون أن يكترث أحد لوقف هذا الجنون".
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا واسعة النطاق ضد حركة حماس في غزة أدت إلى أزمة إنسانية ودمار واسع في البنية التحتية، بعد أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أدى، وفق السلطات الإسرائيلية، إلى مقتل أكثر من 1200 إسرائيلي واحتجاز رهائن.
وقالت السلطات الصحية في غزة في أحدث حصيلة للحرب الإسرائيلية المستمرة اليوم إن عدد القتلى الفلسطينيين ارتفع إلى 45805، والجرحى إلى 109064 شخصا.