على هامش ندوة الشركات الخاصة التي عقدت في 17 فبراير الجاري وحضرها الرئيس شي جين بينغ، لفت رائدا أعمال شابان الأنظار بشكل خاص. أحدهما وانغ شينغ شينغ، مؤسس شركة يوني تري روبوتيكس للتكنولوجيا، مواليد عام 1990؛ أما الثاني فهو ليانغ ونفنغ، مؤسس شركة "ديب سيك"، ومن مواليد عام 1985. حيث مثلا الجيل الأصغر من رواد الأعمال الصينيين، ومثلت شركاتهما أيضًا معايير للصناعات الناشئة في الصين.
"يوني تري روبوتيكس"، "ديب سيك"، "جايم سينس"، "برين كو"، "منيكور تك"، "ديب روبوتيكس"، هي شركات ناشئة ورائدة. كانت بمثابة النجوم اللامعة في سماء التكنولوجيا الصينية خلال السنوات الأخيرة، وقاسمها المشترك، هو وجود مقرّاتها الرئيسية بمدينة هانغتشو.
وقد أطلق مستخدمو الإنترنت على هذه الشركات الست لقب "تنانين هانغتشو الستة". ومن الروبوتات البشرية التي لفتت الاهتمام خلال حفل مهرجان الربيع إلى نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة التي فاجأت العالم، جعلت الاختراقات التكنولوجية القادمة من هانغتشو تسمية "التنانين الستة" تنتشر في مختلف أنحاء العالم.
لفترة من الوقت، بدأت بعض المدن الأخرى في التفكير في "سبب عدم ظهور التنانين الستة " واستكشفت العديد من الجوانب بما في ذلك بيئة الأعمال، وخدمات المواهب، والاستثمار في الابتكار، والتوجيه الحكومي.
إن ظاهرة "التنانين الستة " في هانغتشو تظهر أولا أن الشركات الصينية والشعب الصيني لديهم القدرة على الريادة العالمية في المجالات العلمية والتكنولوجية الأكثر تقدمًا. وتغطي "التنانين الستة" مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات وواجهات الدماغ والحاسوب وأنظمة برامج التصميم السحاب وتطوير الألعاب.
كل من هذه الصناعات تمثل "تكنولوجيا صلبة"، وهي لا تعمل على تعميق وتوسيع الإنجازات القائمة فحسب، بل تستكشف أيضًا المناطق المجهولة في العلوم والمعرفة. في مواجهة الصعوبات المختلفة المتمثلة في "حواجز براءات الاختراع" و "الاختناقات التقنية"، أظهرت "التنانين الستة" مرة أخرى أن الصين لديها القدرة والثقة الكافية على اختراق الجدران العالية وكسر الحواجز وتحقيق القفزات بشكل مستقل.
وقد سمحت هذه الظاهرة للعالم برؤية الإمكانات والحيوية التي تمتلكها السوق الصينية. حيث تمثل "التنانين الستة" دفعة جديدة من الشركات الصينية الخاصة التي يقودها الشباب والمليئة بالحيوية المبتكرة. وتأتي استمرارا للإنجازات التي حققتها الصين نتيجة للعمل الجاد للأجيال المتعاقبة.
يعكس صعود تنانين هانغتشو الستة أيضا، سير الصين الثابت على طريق التنمية الذاتية وتحقيق المنفعة للعالم. حيث تمكن نموذج الذكاء الاصطناعي الصيني "ديب سيك" مفتوح المصدر من خفض عتبة تطبيقات الذكاء الاصطناعي. وتمكنت روبوتات شركة "يوني تري روبوتيكس" من كسر حواجز الأسعار المرتفعة في بعض البلدان. ومن المتوقع أن يستفيد عدد لا يحصى من المرضى من التقدم الذي أحرزته شركة " برين كو" في تكنولوجيا واجهة الدماغ والحاسوب. إضافة إلى ذلك، تجسد التنانين الستة التزام الصين بالابتكار والتقدم التكنولوجي في مواجهة تحديات التعافي الاقتصادي العالمي واحتدام الصراعات الجيوسياسية وممارسات فك الارتباط وكسر سلاسل التوريد.
من جهة أخرى، تترجم ظاهرة تنانين هانغتشو الستة تحول المنافسة بين المدن الصينية، من "التنافس على فوائد السياسات" إلى "التنافس على أنظمة الابتكار". حيث تتميز هانغتشو ببيئة متميزة لتأسيس الشركات وريادة الأعمال، وهو ما يجذب إليها المواهب الشابة للعمل والتطور.