4 مارس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ خلال عطلة عيد الربيع، قاد آبينغ، سيارته الكهربائية إكس بانغ، في رحلة طويلة من شنتشن إلى لينتسانغ بمقاطعة يوننان، ثم عاد مجددا إلى شنتشن، قاطعًا أكثر من 5000 كيلومتر، وخلال كامل الرحلة، قام بشحن بطارية سيارته 15 مرة على طول الطريق. وبإعجاب قال آبينغ: "القيادة الذاتية لمسافات طويلة باستخدام الطاقة الجديدة لم تعد مشكلة!"
أما تشاو شينتشنغ، مالك سيارة "نيو"، فقد خاض تجربة مختلفة تمامًا، حيث اعتمد بشكل كامل على محطات تبديل البطاريات لإكمال رحلته التي تجاوزت 3100 كيلومتر من سونغيوان في جيلين إلى ليشان في سيتشوان. وقام بتبديل البطارية 10 مرات، أقصرها لم تستغرق أكثر من ثلاث دقائق فقط.
قبل ثلاث سنوات، كان الوضع مختلفًا تمامًا، وخلال عطلة العيد الوطني عام 2021، اضطر أحد مالكي المركبات الكهربائية إلى قضاء أكثر من خمس ساعات في شحن سيارته أثناء سفره من شنتشن إلى هونان، منها أربع ساعات في انتظار دوره فقط. في ذلك الوقت، بلغت المبيعات السنوية لمركبات الطاقة الجديدة في الصين 3.52 مليون وحدة، بينما لم يتجاوز إجمالي عدد المركبات قيد الاستخدام 7.84 مليون. ولكن خلال السنوات الثلاث الماضية، شهد القطاع قفزة هائلة، حيث تجاوزت المبيعات السنوية 12.8 مليون مركبة، وارتفع إجمالي عدد المركبات إلى أكثر من 31 مليون.
كيف يمكن حل مشكلة الشحن خلال أسفار الإجازات الطويلة؟
تكمن الإجابة عن هذا السؤال في "الخطة الصينية" لتطوير مركبات الطاقة الجديدة. فقد واصلت عدة مناطق تعزيز بناء محطات الشحن، ليصل إجمالي عدد وحدات الشحن في البلاد إلى 12.818 مليون وحدة بحلول نهاية عام 2024، مسجلة زيادة سنوية بنسبة 49%. كما تم إنشاء 35 ألف وحدة شحن على الطرق السريعة، بزيادة 14 ألف وحدة عن العام السابق، مما رفع نسبة مناطق الخدمة المزودة بمحطات الشحن من 85% في نهاية 2023 إلى 98%، باستثناء بعض المناطق المرتفعة. كذلك، تم بناء 4443 محطة لتبديل البطاريات، منها نحو 1000 محطة على الطرق السريعة.
بالتوازي مع ذلك، تسارعت وتيرة الابتكار التكنولوجي في قطاع السيارات الكهربائية والبطاريات. حيث تجاوزت كثافة الطاقة في بطاريات الليثيوم الثلاثية 300 واط/كغ، ما رفع متوسط مدى قيادة السيارات الكهربائية في الصين إلى قرابة 500 كيلومتر. إضافة إلى ذلك، انتشرت أنظمة الشحن فائق السرعة بقدرة 800 فولت، مما يوفر شحنًا سريعًا بمعدل يصل إلى 5C ، ويسمح بشحن البطارية بسرعة تكفي لقطع 256 كيلومترًا إضافيًا في دقائق معدودة.
مع ذلك، تبقى تلبية الطلب المتزايد على الشحن خلال الإجازات تتطلّب جهودًا مشتركة من مختلف الأطراف الفاعلة داخل الصناعة.
بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبحت مشكلات الشحن تُحل تدريجيًا. فقد تم اعتماد أنظمة إدارة ذكية لمحطات الشحن، وأصبحت التطبيقات الذكية قادرة على اقتراح محطات الشحن المثلى بناءً على خط سير السائق، ومستوى طاقة البطارية، ودرجة الحرارة الخارجية، وكثافة الازدحام، مما يجعل من عملية إعادة الشحن خلال الرحلات الطويلة أكثر سرعة وكفاءة.
مع هذه التطورات، بات مستقبل القيادة الكهربائية لمسافات طويلة أكثر سهولة وراحة، مما يعزز انتشار المركبات الكهربائية ويدعم التحول نحو طاقة نظيفة ومستدامة.