مسؤول تنفيذي في شركة ألمانية: هدف النمو الاقتصادي للصين للعام 2025 يظهر ثقتها بالتنمية المستقرة وعالية الجودة

برلين 9 مارس 2025 (شينخوا) قال مسؤول تنفيذي في شركة استشارية عالمية هنا إن هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين المحدد بنحو 5 في المائة للعام 2025 يعكس ثقتها بالاستقرار الاقتصادي والتزامها بالتنمية عالية الجودة.

وأضاف دينيس ديبو، مدير عام شركة الاستشارات الاستراتيجية الألمانية رولان بيرغر، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أن إجراءات السياسة العامة، التي أوضحها تقرير عمل الحكومة المقدم إلى المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني يوم الأربعاء، تدعم مواصلة التحول الاقتصادي في الصين وتخلق فرصا جديدة للشركات الأجنبية.

وقال تقرير عمل الحكومة إن الصين ستعمل على تحقيق الاستقرار في التجارة الخارجية وتشجيع الاستثمار الأجنبي بقوة. ووصف ديبو التعهد بأنه رسالة طمأنة قوية للمستثمرين الأجانب بشأن التزام الصين بانفتاح السوق والشفافية التنظيمية.

وأضاف "سيؤدي ذلك إلى زيادة تعزيز ثقة المستثمرين وجذب المزيد من الشركات العالمية لتوسيع وجودها في السوق الصينية".

وعلى الرغم من عدم اليقين الجيوسياسي، أكد ديبو أن الصين لا تزال وجهة جذابة للغاية للاستثمار الأجنبي، لا سيما في التحديث الصناعي والأتمتة والبرمجيات والتقنيات الخضراء.

وقال "بالنسبة للشركات متعددة الجنسيات، فإن الصين لا تعد جزءا أساسيا من سلاسل التوريد العالمية فحسب، بل تعتبر أيضا سوق رئيسية للابتكار والنمو طويل الأجل"، موضحا أن "حجم البلاد (السوق) والاستقرار الاقتصادي والريادة في الرقمنة والاستدامة كلها عوامل تجعلها سوقا لا غنى عنها للشركات العالمية".

وأكد أنه في الوقت الذي تتطور فيه العولمة وتستمر التوترات الجيوسياسية، لا تزال العلاقات الاقتصادية بين الصين وأوروبا قوية، حيث يعتمد الجانبان بشكل كبير على بعضهما البعض في التجارة والاستثمار.

وقال ديبو إن ألمانيا حافظت وجه الخصوص على مكانتها كشريك تجاري مهم للصين في أوروبا منذ عقود، مشيرا إلى أنه يرى فرصا مستمرة للتعاون في مجالات مثل الابتكار التكنولوجي والطاقة المتجددة والتكنولوجيا الخضراء.

وأردف أن الصين لم تعزز مكانتها كقوة صناعية فحسب، بل برزت أيضا كمحرك رئيس للاتجاهات العالمية في الرقمنة والاستدامة وصناعات التكنولوجيا الفائقة.

وضرب بالتقدم الذي حققته الصين في مجال الذكاء الاصطناعي مثالا، قائلا إن شركات مثل "ديب سيك" حققت اختراقات في تقليل تكاليف الحوسبة، مما يمَكن من اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق أوسع وإعادة تشكيل صناعات بأكملها.

وحول هدف نمو الناتج المحلي الإجمالي للصين بنسبة 5 في المائة في عام 2024، قال ديبو إنه أظهر "نجاح الصين في التعامل مع الرياح المعاكسة العالمية"، مشيرا إلى أن الصين تمر بتحول هيكلي عميق نحو اقتصاد عالي القيمة ومدفوع بالابتكار.

وبالنسبة لعام 2025، وصف ديبو مفهوم "القوى المنتجة الجديدة عالية الجودة" بأنه محرك رئيس للنمو الاقتصادي في الصين.

وقال "هذا يعكس تصميم الصين على تحديث صناعاتها والتحول نحو القيادة الاقتصادية ذات القيمة المضافة".

وأضاف ديبو أن تقرير عمل الحكومة عزز أيضا تركيز الصين على الاستدامة، واصفا التنمية الخضراء ومنخفضة الكربون بأنها ضرورة استراتيجية.

وأردف "التزام الحكومة الصينية الثابت بإزالة الكربون يدل على أن أهداف الإصلاح طويلة الأجل لا تزال ثابتة. التحول الأخضر في الصين ليس ضروريا من أجل تنميتها عالية الجودة فحسب، بل أيضا من أجل جهود الاستدامة العالمية".

وأورد ديبو أن الصين تسرع انتقالها نحو نموذج اقتصادي أكثر استدامة وحداثة رغم حالة عدم اليقين التي تكتنف الاقتصاد العالمي.

وتابع قائلا، "ما زلت واثقا من مرونة الصين وقدرتها على الابتكار. وسيستمر تأثير الصين المتزايد في المشهد الاقتصادي العالمي في خلق فرص جديدة للشركات الدولية".