11 مارس 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في مدينة رابغ الساحلية جنوب غربي السعودية، دخل مشروع تحلية مياه البحر ذروة عمليات الإنشاء. ويعتبر المشروع المرحلة الرابعة من مشروع تحلية مياه البحر في رابغ، وتشرف على تنفيذه شركة صينية.
ومن المتوقع بعد تشغيل المشروع، أن تتدفق 1.5 مليون طن من مياه البحر يوميًا إلى غرفة ضخ المياه عبر خط أنابيب. حيث ستخضع المياه لعدة مراحل معالجة تشمل المعالجة المسبقة، وزيادة الضغط باستخدام مضخة الضغط العالي، وتحلية مياه البحر باستخدام التناضح العكسي، والمعالجة اللاحقة، لينتج في النهاية 600 ألف طن من المياه المنزلية النظيفة، ما يعود بالنفع على آلاف الأسر.
في موقع البناء، تم ترتيب مرافق ومنشآت ضخمة، 42 مرشح ضغط ثنائي الوسائط بسعة 1100 متر مكعب لكل منها. وتغطي محطة التناضح العكسي ذات الهيكل الفولاذي مساحة تقارب 12 ألف متر مربع، ويبرز طولها وضخامتها بشكل لافت. كما تقف ثمانية خزانات مياه بقطر 100 متر وارتفاع 19 مترًا جنبًا إلى جنب. كما تم إنزال جهاز سحب المياه إلى قاع البحر من خلال رافعة زاحفة بقدرة 750 طن، تمهيدا للمرحلة التالية من البناء.
أوضح فنغ تشونتاو، مدير المشروع في شركة شاندونغ الثالثة لبناء الطاقة الكهربائية، وهي شركة تابعة لشركة بناء الطاقة الكهربائية الصينية، أن جوهر تقنية تحلية المياه بالتناضح العكسي يكمن في غشاء التناضح العكسي. وأشار إلى أن مياه البحر تمر عبر معالجات ترشيح متعددة قبل دخول محطة التناضح العكسي، حيث تعترض رفوف القمامة والمرشحات الدوارة في غرفة مضخة سحب المياه الحطام الذي يزيد حجمه عن 5 ملم. بعد ذلك، تُضاف المواد المخثرة والمواد المتخثرة لتكثيف المواد العالقة والغرويات في مياه البحر إلى كتل يسهل تصفيتها، ثم تُرسل المياه إلى مرشح ضغط مزدوج الوسائط، يحتوي على الحصى ورمل الكوارتز والخفاف ومواد أخرى، لإزالة الشوائب غير القابلة للذوبان.
لمعالجة الشوائب التي قد تتسرب من خلال الشبكة، أشار فنغ تشونتاو إلى صف من الأسطوانات القائمة، موضحًا أنها مرشحات أمان مزودة بعناصر ترشيح دقيقة بفجوة لا تتجاوز 5 ميكرونات، مما يضمن حماية فعالة لغشاء التناضح العكسي. وشرح دوان وينشواي، كبير مهندسي المشروع، تقنية التناضح العكسي بتشبيهها بجهاز تنقية المياه المنزلية، موضحًا أن مياه البحر المضغوطة تخضع لمعالجة من خلال نظام تناضح عكسي ثانوي لضمان أن تلبي المياه النهائية معيار محتوى الملح.
يعد استهلاك الطاقة تحديا كبيرا لمشاريع معالجة المياه. لكن شركة شاندونغ الثالثة لبناء الطاقة الكهربائية نجحت بالتعاون مع الشركة السعودية الدولية للكهرباء والمياه، في حل هذه المشكلة من خلال تبني تقنيات متقدمة قللت استهلاك الكهرباء لكل طن من المياه المنتجة إلى 2.773 كيلووات ساعة فقط، وهو أدنى مستوى في هذه الصناعة. حيث قامت الشركة بتركيب سدادات على أنابيب إنتاج المياه في الأغشية الثالثة والرابعة، وإرسال المياه قليلة الملوحة المنتجة من الأغشية الثلاثة الأولى مباشرة إلى نظام التناضح العكسي الثانوي، ما أدى إلى التقليل من الحاجة إلى الضغط الإضافي وتقليص استهلاك الطاقة بشكل كبير.
وأشار فنغ تشونتاو إلى أن الشركة تتمتع بخبرة واسعة في مجال تحلية مياه البحر، حيث نفذت بنجاح عدة مشاريع سابقة مثل المرحلة الثالثة من مشروع رابغ، والمرحلة الثانية من مشروع الجبيل، وغيرها من المشاريع التي لاقت استحسان الملاك وساهمت في ضمان إمدادات المياه في المملكة العربية السعودية.