نانتشانغ 13 مارس 2025 (شينخوا) منذ منتصف مارس، دخلت مدينة وويوان التي يعد ريفها من بين أجمل المناطق في الصين، موسمها الأكثر سحرا.
تمتد عبر التلال المتموجة مساحات مذهلة تبلغ 6700 هكتار من أزهار بذور اللفت، التي ترسم المناظر الطبيعية بألوان ذهبية نابضة بالحياة.
مع وصول الأزهار إلى ذروتها، تتدفق موجات من الزوار من جميع أنحاء البلاد لمشاهدة هذا المنظر الطبيعي الخلاب، مما حول وويوان، الواقعة في مقاطعة جيانغشي بشرقي الصين، إلى ملاذ صاخب من الجمال والسحر الثقافي.
لم يشجع نمط الحياة المثالي السكان المحليين على العودة فحسب، بل جذب أيضا العديد من الأجانب للاستقرار. من بينهم إدوارد جاون، أول مواطن بريطاني يفتح نزلا ريفيا في وويوان.
"هناك أشجار وجسور ومياه متدفقة ومنازل جميلة على طراز هويتشو. هكذا تخيلت أن تبدو الثقافة الصينية التقليدية".
مع توسع شبكة السكك الحديدية عالية السرعة في الصين، أصبح الوصول إلى المناطق الريفية التي كانت نائية في السابق أمرا سهلا، مما جذب اهتمام المسافرين الأجانب بـ وويوان.
تعد قصة وويوان مثالا بارزا على كيفية قيام الصين بتغيير حياة سكان الريف عن طريق تخفيف حدة الفقر وجهود النهوض الريفي.
كانت المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 300000 نسمة في حالة ركود اقتصادي، وقد شهدت تحولا ملحوظا من خلال الإصلاح الزراعي والتخفيف من حدة الفقر وتحديث البنية التحتية.
منذ عام 2000، تبنت وويوان نموذج تطوير "التكامل بين الزراعة والسياحة"، حيث يجمع بين الزراعة التقليدية والسياحة لتطوير صناعات مميزة مثل زراعة بذور اللفت والأقحوان.
حفزت المبادرة نمو النزل الريفية، مما رفع متوسط دخل الفرد السنوي إلى أكثر من 26000 يوان (حوالي 3626 دولارا أمريكيا) في عام 2023 من أقل من 3000 يوان في عام 2002. وفي عام 2023، استقبلت وويوان أكثر من 28 مليون زائر، مما عزز مكانتها كوجهة سياحية من الدرجة الأولى في المناطق الريفية في الصين.
مع اكتساب النهوض الريفي في الصين زخما، تعمل وويوان على تحويل مواردها المحلية إلى صناعة سياحية مزدهرة ومتنوعة. على سبيل المثال، أصبح مركز تعليم الطبيعة الذي تديره مجموعة من الخريجين الشباب بمتوسط أعمار أقل من 30 عاما، وجهة رائجة، حيث يقوم المشاركون المتحمسون بحجز أماكنهم قبل ثلاثة أشهر.
من استكشافات الأراضي الرطبة وبناء أعشاش الطيور إلى مراقبة البكتيريا تحت المجاهر، تأسر الأنشطة العملية في المركز التعليمي الأطفال والآباء على حد سواء.
تنبع هذه الإنجازات من نظام "المحمية الطبيعية المصغرة" الرائد في وويوان، والذي تم إطلاقه في أوائل التسعينيات. اليوم، تفتخر المقاطعة بـ193 محمية من هذا القبيل، تمتد على مساحة 43600 هكتار وتحمي الأنواع النادرة. وقد أدت جهود الحفاظ على البيئة إلى زيادة النمو الاقتصادي، حيث حققت سياحة مراقبة الطيور وحدها أكثر من 100 مليون يوان في عام 2023.