الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تحويل الرؤية الجميلة إلى حقيقة وواقع

بقلم/ ني روتشي، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى مملكة البحرين

منذ تولي الصين الرئاسة الدورية لمنظمة شنغهاي للتعاون، اتخذت إجراءات ملموسة لممارسة شعار "تعزيز روح شنغهاي: منظمة شنغهاي للتعاون تعمل"، وعززت تعميق التعاون العملي في جميع مجالات منظمة شنغهاي للتعاون، والثقة السياسية المتبادلة، والرخاء المشترك، والتبادلات بين الناس، كما يحافظ على الأمن المشترك، ويحسن فعالية الآلية، ويوفر زخما جديدا للأمن والاستقرار والتنمية للدول الإقليمية.

وفي كلمته في قمة منظمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في أستانا، اقترح الرئيس شي جين بينغ بناء موطن مشترك يتميز بالتضامن والثقة المتبادلة والسلام والهدوء والازدهار والتنمية وحسن الجوار والصداقة، فضلا عن النزاهة والعدالة، مما رسم مخطط جديد لتطوير المنظمة. وستتخذ الصين هذا الأمر بمثابة دليل لها وتستضيف الاجتماع الخامس والعشرين لمجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون، وستواصل تعزيز التعاون مع شركائها في المنظمة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية وغيرها، والحفاظ على الوضع الجيد للتضامن والتعاون، وممارسة مفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام، وتعزيز مفهوم الحضارة القائمة على المساواة والتعلم المتبادل والحوار والتكامل، والسعي إلى تعزيز مستوى التعاون في التجارة والاستثمار والطاقة والاقتصاد الرقمي والزراعة الحديثة والتنمية الخضراء وغيرها من المجالات، وإعطاء الدور المهم لمنظمة شنغهاي للتعاون كحاجز أمني وجسر للتعاون ورابطة ودية وقوة بناءة في المنطقة.

إن "روح شنغهاي" القائمة على الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي إلى التنمية المشتركة، هي مصدر الحيوية لتنمية ونمو منظمة شنغهاي للتعاون. وعلى مدى 24 عاماً منذ إنشائها، توسعت منظمة شنغهاي للتعاون من ستة أعضاء مؤسسين أصليين إلى "عائلة كبيرة لمنظمة شنغهاي للتعاون" التي تغطي 26 دولة، مع المزيد من الشركاء وأساس أكثر صلابة للتعاون. وبتوجيه من "روح شانغهاي"، حققت الدول الأعضاء في منظمة شانغهاي للتعاون تقدماً مشتركاً من خلال التبادلات والتعلم المتبادل، وسعت إلى التنمية من خلال التكامل، وحققت المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجميع من خلال التعاون البراجماتي، وحققت قفزت من "الدفع المزدوج" للتعاون الأمني ​​والاقتصادي إلى التقدم المتعدد المجالات للصحة والأمن والتنمية والعلوم الإنسانية، ثم إلى بناء "موطن مشترك لمنظمة شنغهاي للتعاون"، للعب دور مهم في تعزيز العولمة الاقتصادية الشاملة وعالم متعدد الأقطاب متساوٍ ومنظم، وضخ زخم قوي لبناء نوع جديد من العلاقات الدولية مع التعاون المربح للجميع في جوهره. وإن الدول العربية مثل البحرين تتفق بشكل عام مع "روح شنغهاي" وتقدمت بطلب الانضمام إلى منظمة شنغهاي للتعاون، وفي الوقت الحالي، فإن ما يقرب من نصف شركاء الحوار الأربعة عشر في المنظمة هم من الدول العربية.

تولي البحرين أهمية كبيرة للأنشطة التي تتم في إطار منظمة شنغهاي للتعاون وتشارك فيها بشكل فعال. وفي عام 2022، وافقت قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند على أن تصبح البحرين شريكاً للحوار. وفي عام 2024، قدمت البحرين "خطة عمل التعاون 2024-2026" إلى أمانة منظمة شنغهاي للتعاون، مؤكدة أن "روح شنغهاي" تتوافق إلى حد كبير مع مفهوم التنمية في البحرين. وفي مايو 2024، أجرى الرئيس شي جين بينغ محادثات مع الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، الذي كان في زيارة دولة للصين وحضر افتتاح المؤتمر الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني ـ العربي، واتفق الجانبان على الارتقاء بالعلاقات الصينية ـ البحرينية إلى شراكة استراتيجية شاملة، وتعزيز التواصل والتنسيق على المنصات متعددة الأطراف، وممارسة تعددية الأطراف الحقيقية، وحماية المصالح المشتركة للعديد من الدول النامية. وفي السنوات الأخيرة، حافظت البحرين على تنسيق وتواصل وثيقين مع الصين في إطار منظمة شنغهاي للتعاون، وشاركت بفعالية في أنشطة استضافتها الصين مثل منتدى التنمية الخضراء لدول منظمة شنغهاي للتعاون ومنتدى المرأة لمنظمة شنغهاي للتعاون، مطبقةً "روح شنغهاي" بشكل مشترك، ومتعاونةً في تعزيز بناء مجتمع أوثق ذي مستقبل مشترك لمنظمة شانغهاي للتعاون.

نحن في نفس القارب، نركب الرياح والأمواج للإبحار آلاف الأميال. ستعمل الصين مع شركائها في المنظمة، بما في ذلك البحرين، على ترسيخ تقاليد التضامن والتعاون العريقة، ونهج التعاون القائم على المساواة والمنفعة المتبادلة، والسعي إلى قيم الإنصاف والعدالة، وروح التكامل والتعلم المتبادل، وتنفيذ مبادرات التنمية العالمية، ومبادرات الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية بشكل نشط، والسعي لتحويل الرؤية الجميلة لـ "موطن مشترك لمنظمة شنغهاي للتعاون" إلى صورة واقعية، وتقديم مساهمات أكبر لتعزيز السلام، والاستقرار، والتنمية والازدهار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

صور ساخنة