مقالة: الشركات ذات التمويل الصيني تعزز حضورها في مصر بفضل تعميق التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدين

قوانغتشو 6 مايو 2025 (شينخوا) كان محمد الطباخ مدير المبيعات لشركة "إيجيبت فان يانغ" المحدودة لطباعة وصباغة المنسوجات، الذي يتقن اللغات الصينية والإنجليزية والعربية، مشغولا باستقبال المشترين من مختلف الدول خلال الدورة الـ137 لمعرض الصين للاستيراد والتصدير المعروف أيضا باسم "معرض كانتون".

وشاركت 23 شركة من مصر في هذه الدورة من معرض كانتون، حيث برزت الشركات ذات التمويل الصيني التي تتخذ من مصر مقرا رئيسيا مثل شركة "إيجيبت فان يانغ"، ما يعكس حيوية التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين ومصر.

-- توسيع السلسلة الصناعية: من بناء مصنع إلى تعزيز تجمعات صناعية

قال وانغ تشن هان، المدير العام لشركة "إيجيبت فان يانغ" إن والده قام ببناء مصنع صغير للمنسوجات المنزلية في مصر عام 2012 من أجل تحسين كفاءة الإنتاج وتلبية الطلبات من العملاء الرئيسيين في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، ثم عزز وانغ ووالده استثمارهما في مصر اعتبارا من عام 2017، مضيفا: "في البداية، كنا نخطط لبناء مصنع طباعة وصباغة فقط، لكننا اكتشفنا الحاجة إلى صناعات داعمة".

وحتى الآن، لدى وانغ ووالده شركتان وخمسة مصانع تشكل سلسلة صناعية متكاملة من النسيج والصباغة إلى المنتجات النهائية في مصر. ومع إدخال المعدات تدريجيا طور الإنتاج، من المتوقع أن يصل حجم المبيعات للعام الجاري إلى 20 ألف طن، مع تجاوز إيرادات المبيعات 100 مليون دولار أمريكي، وفقا لما ذكر وانغ.

ومن جانبها، قالت تشو بي هوا، نائبة المدير العام لشركة "كا آند آي" الدولية المحدودة، وهي شركة ذات تمويل صيني لأدوات المطبخ في مصر، قالت إن الشركة جذبت أكثر من عشر شركات من القطاعات المرتبطة بها لتطوير سلسلة صناعية متكاملة لأدوات المطبخ في مصر، مضيفة أن الشركة تبيع 300 ألف قطعة من أدوات المطبخ شهريا، وتخطط حاليا لزيادة استثماراتها وبناء المصنع الرابع لها لتوسيع الإنتاج في مصر.

-- تعزيز التنمية المحلية: خلق فرص عمل وإعداد أكفاء

وجلب تزايد حضور هذه الشركات ذات التمويل الصيني فوائد تنموية ملموسة لمصر. وقال محمد الطباخ: "إن الشركات ذات التمويل الصيني توفر المزيد من فرص العمل. كنت أعمل مرشدا سياحيا في السابق، والآن أصبحت مدير مبيعات في قطاع التصنيع". أما جنة محمد صلاح الموظفة المصرية لدى شركة "كا آند آي"، فأكدت أن وظيفتها توفر لها دخلا فوق المتوسط المحلي.

ومع وجود نحو 250 موظفا في شركة "كا آند آي"، فإن الغالبية العظمى من العمالة المحلية. وأوضحت تشو بي هوا أن الموظفين المصريين أصبحوا بعد التدريب قادرين على تولي مهام مختلفة من البحث والتطوير إلى الإنتاج، ولم يعد هناك سوى عدد قليل من الموظفين الصينيين.

-- فرص جديدة: الاستفادة من مصر للوصول إلى الأسواق العالمية

وركزت الشركات ذات التمويل الصيني في البداية على السوق المصرية وأسواق الدول المحيطة بمصر، لكن معرض كانتون كشف عن اتجاه جديد تمثل في تزايد اهتمام العملاء الأمريكيين. وقال وانغ: "الطلبات الأمريكية المحتملة وحدها يمكنها استيعاب طاقتنا الإنتاجية البالغة 30 ألف طن سنويا". كما لاحظت تشو زيادة ملحوظة في استفسارات المشترين الأمريكيين خلال المعرض.

ويعكس هذا الاتجاه ميزات مصر كبوابة رئيسية لمبادرة "الحزام والطريق"، فضلا عن الرؤية الاستراتيجية للشركات ذات التمويل الصيني في التخطيط العالمي. ومن خلال المزايا الجمركية والبنية التحتية الصناعية في مصر، تبني الشركات ذات التمويل الصيني نموذجا تجاريا جديدا يغطي أوروبا وآسيا وأفريقيا.

واختتم المعرض يوم الاثنين الماضي، حيث أعلن المنظمون عن مشاركة أكثر من 288 ألف مشتر من الخارج، بزيادة قدرها 17.3 في المائة عن الدورة السابقة، مسجلا بذلك مستوى قياسيا جديدا. وبلغ إجمالي عدد المعروضات 4.55 مليون معروض، بما فيها 1.02 مليون منتج جديد و880 ألف منتج أخضر ومنخفض الكربون و320 ألف منتج ذكي.

ويقام معرض كانتون، الذي تأسس عام 1957، مرتين سنويا في مدينة قوانغتشو. وهو الأقدم من بين العديد من الفعاليات التجارية الدولية الشاملة في الصين، ويتم الاحتفاء به باعتباره مقياسا للتجارة الخارجية للصين.