قوانغتشو 6 مايو 2025 (شينخوا) خلال الدورة الـ137 لمعرض الصين للاستيراد والتصدير المعروف أيضا باسم معرض "كانتون"، والتي اختتمت فعالياتها يوم الاثنين الماضي في مدينة قوانغتشو حاضرة مقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين، قد وجد التاجر العربي ديفيش خاتري فرصا تجارية جديدة. ولم يشهد هذا المعرض تطورات شركة أسرته خلال أكثر من 30 سنة فحسب، بل شهد أيضا تبادلات اقتصادية وتجارية متزايدة بين الصين والدول العربية.
وقبل أكثر من 30 سنة، توجه والده جاغديش خاتري الذي كان يعمل بائعا في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى معرض كانتون بعد حصوله على معلومات ذات صلة من رجل أعمال صيني، حيث اكتشف فرصا تجارية هائلة.
وبعد ذلك، أنشأ جاغديش خاتري شركته في تسعينيات القرن العشرين. وبفضل موردين ممتازين من المعرض وفوائد التجارة الحرة في دبي، تطورت الشركة من شركة عائلية إلى شركة تمتلك علامة تجارية خاصة بها.
وقبل أكثر من عشر سنوات، جاء ديفيش الذي كان قد تخصص في إدارة الأعمال في الجامعة، إلى معرض كانتون مع والده لأول مرة وكان مندهشا بالمنتجات المتنوعة صينية الصنع.
وقال ديفيش: "كان الحجم الهائل والابتكار للمعروضات يفوق خيالي، ولأول مرة، مكنني ذلك من ربط نظرية سلسلة التوريد في الكتب بعالم الأعمال الحقيقي"، مضيفا أن هذا "التعليم العملي" جعله يشعر بشكل مباشر بالقدرة التنافسية الدولية للمنتجات صينية الصنع التي تراوحت من قطع غيار الأجهزة إلى الأجهزة المنزلية الذكية ومن الحرفية التقليدية إلى التكنولوجيا المتطورة.
وقال: "المنتجات الصينية الشاملة تلبي احتياجات السوق العالمية بمختلف الأنواع والمستويات".
ويشتغل ديفيش الآن مدير توسيع الأعمال للشركة ويأخذ المعرض باعتباره "شريان الحياة" للشركة، قائلا إن 99 بالمائة من موردي الشركة من معرض كانتون.
وفي كل مرة، يقوم الأب والابن بالتواصل مع أكثر من 30 موردا قديما وجديدا عند مشاركتهما في المعرض لتقييم المنتجات الجديدة والتوقيع على التعاون، حيث قد تؤثر كل مفاوضة خلال المعرض على اتجاه استراتيجي للشركة في غضون السنوات المقبلة.
وفي رأي ديفيش، يجمع المعرض كل حلقات السلسة الصناعية ويعمل أيضا مثل "البنك العقلي" الذي يمكن من خلاله اتباع الاتجاهات وتوسيع شبكة الشركة وإعادة تشكيل الأنماط التجارية.
وتعد هذه الشركة واحدة من شركات عديدة في منطقة الشرق الأوسط ترتبط بمعرض "كانتون" منذ سنوات طويلة.
وبدأت شركة أسامة محمد الرفاعي التجارية من المملكة العربية السعودية مشاركتها في المعرض في عام 1995 لأول مرة. ووصف ذلك أسامة الرفاعي، المدير العام للشركة في الصين، بأنه مثل "علامة فارقة" وجلب فرصا كبيرة للشركة.
وقال الرفاعي إن الشركة ظلت تحافظ على التعاون الوثيق مع الصين منذ 30 سنة وتواصل توسيع عدد الشركاء من خلال المعرض لفتح قنوات تعاون جديدة.
وخلال الدورة الـ136 للمعرض التي عقدت خلال شهر أكتوبر الماضي في مدينة قوانغتشو، توصلت هذه الشركة إلى تعاون جديد مع شركة صينية لتوريد منتجات الرُّضَع. ويقوم الجانبان حاليا بإعداد بنود تعاون لتطوير علامة تجارية جديدة لمنتجات الرضع، ساعيين إلى تخطيط أكثر من 80 موقع بيع في السعودية عبر وكلاء محليين.
ومن وجهة نظر الرفاعي، فإنه على الرغم من اشتداد حالة عدم اليقين بشأن الوضع الاقتصادي والتجاري الدولي، إلا أن الصين وقعت على اتفاقيات ثنائية لتبادل العملات مع عدة دول في الشرق الأوسط مثل دولة الإمارات والسعودية، قائلا إن هذه الاتفاقيات مكنت الجانبين من تقليل اعتمادهما على الدولار الأمريكي، ما يفتح طريقا جديدا لتعميق الشراكة الاقتصادية. وقال: "في الوقت الراهن، نستفيد بشكل كامل من منصات التداول المختلفة لتحقيق معاملات أكثر سلاسة وكفاءة".
ويخطط الرفاعي لجمع عدد من الشركات السعودية المحلية لاستيراد البضائع من الصين مع شركته كمنصة أساسية، معربا عن رغبته في العمل مع جميع أنواع الشركات الصينية لتعزيز الترابط والتواصل ودفع العلاقات ذات المنفعة المتبادلة والمربحة للجانبين.
وأظهرت بيانات رسمية أن عدد المشترين من دول الشرق الأوسط خلال الدورة الـ136 للمعرض وصل إلى 34 ألف شخص، بزيادة 32.6 بالمائة عن الدورة الأسبق، فيما مثل المشترون من الشرق الأوسط الذين سجلوا مسبقا لدى الدورة الـ137 للمعرض 14.3 بالمائة من إجمالي المشترين حتى يوم 8 أبريل الماضي.
وبعد إضافة منطقة للمعروضات المستوردة منذ عام 2007، قد تطور كانتون من معرضا مخصصا لعرض المنتجات صينية الصنع إلى منصة مهمة لتعزيز التجارة العالمية، حيث استغل مزيد من العارضين هذه المنصة لاكتشاف فرص تجارية عالمية. وشاركت 736 شركة من 50 دولة ومنطقة في الدورة الـ137.
وبدأت شركة "فاميلي هوم" المصرية مشاركتها في المعرض لأول مرة في العام الماضي من خلال أحد مورديها في مقاطعة قوانغدونغ. واستفادت الشركة من كفاءة جذب العملاء في المعرض خلال العام الماضي، الأمر الذي جعلها تقيم جناحين لها خلال المعرض لهذا العام مقارنة مع جناح واحد في العام الماضي. وتخطط الشركة للتقدم بطلب للحصول على أربعة أجنحة خلال العام المقبل.
وقال شعبان شافعي، الرئيس التنفيذي للشركة، إن الشركة تبيع منتجاتها بشكل رئيسي في مصر حاليا وترغب في توسيع الأعمال في الأسواق المجاورة، مضيفا: "جاءت معظم موادنا الخام ومعداتنا للإنتاج من الصين ونوسع أسواقنا في العالم بنشاط من خلال معرض كانتون لبيع منتجاتنا حول العالم".