تقرير إخباري: حيوية قوية للسياحة العابرة للحدود في الصين خلال عطلة عيد العمّال

6 مايو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ شهدت الصين خلال عطلة عيد العمال لهذا العام، طفرة ملحوظة في حركة السياحة الداخلية والخارجية. وأظهر تقرير صادر عن تطبيق "ويشات"، ازدهارًا في الاستهلاك السياحي والثقافي العابر للحدود. فقد ارتفعت عدد معاملات الدفع عبر "ويشات" في الرحلات الخارجية بنسبة 37% مقارنة بالعام السابق، كما تضاعف حجم وعدد معاملات الإنفاق من قبل الزوار الأجانب داخل الصين، وكذلك من سكان هونغ كونغ القادمين إلى البر الرئيسي، ما يعكس زخمًا متناميًا في سوق السياحة والاستهلاك العابر للحدود.

وعلى صعيد أنماط الإنفاق خلال العطلة، تصدّرت شنغهاي وقوانغتشو وبكين المراتب الثلاث الأولى من حيث النشاط الاستهلاكي، تلتها مدن مثل تشنغدو وتشونغتشينغ، مما شكل مشهدا استهلاكيا نابضا بالحيوية.

وسجّلت قطاعات النقل والمطاعم أداءً لافتًا، حيث زاد حجم معاملات شراء تذاكر القطارات عالية السرعة بأكثر من 10% على أساس شهري. وارتفعت عدد المعاملات في قطاع المطاعم بنسبة 12% سنويا، مع تزايد الإقبال على العلامات التجارية المحلية مثل "ميشيو بينغ تشنغ" و"لاكين كوفي".

من جانب آخر، بات الدمج بين الجانبين "الاجتماعي والاستهلاكي" نمطا متصاعدا في سلوكيات قضاء العطل. إذ ارتفع متوسط نشر مقاطع الفيديو القصيرة المتعلقة بالسفر على "الحسابات المصورة" بنسبة 29%، بينما قفز عدد الطلبات في متاجر"ويشات" بنسبة 62% مقارنة بالعام الماضي. وقد سجلت الطلبات على هدايا المجوهرات قفزة بنسبة 160% شهريًا، مما يشير إلى تحوّل ثقافي نحو استخدام الهدايا كوسيلة جديدة للتعبير والاحتفال.

أما السياحة الخارجية، فما تزال في حالة انتعاش متواصلة، حيث تستقطب وجهات مثل هونغ كونغ وماكاو واليابان وكوريا الجنوبية وجنوب شرق آسيا أعدادًا متزايدة من السياح الصينيين، بفضل المزايا المتمثلة في سهولة الوصول والتنوع الثقافي. وساهمت السياسات التفضيلية والانتشار الواسع للأدوات الرقمية في تسهيل هذا النمو، فعلى سبيل المثال، أدى اتفاق الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين الصين وماليزيا إلى زيادة بنسبة 200% في زيارات البرمجيات الصغيرة الماليزية، بينما شهدت كوريا الجنوبية ارتفاعًا بنسبة 50% في عدد معاملات "ويشات باي".

وفي منطقتي هونغ كونغ وماكاو، بات استخدام الدفع عبر الهاتف المحمول مدمجا في تفاصيل الحياة اليومية. وقد ارتفعت معاملات دفع السياح من البر الرئيسي عبر تطبيق "ويشات" لركوب سيارات الأجرة في هونغ كونغ بنسبة مذهلة بلغت 643%، كما ساهمت خاصية "رمز الرفيق" الجديدة التي تتيح عبور أكثر من شخص عبر بوابة المترو باستخدام نفس الكود، في رفع عدد المعاملات عبر "ويشات باي" بنسبة 55% خلال عطلة عيد العمال.

من اللافت أيضًا الارتفاع الكبير في أعداد سكان هونغ كونغ الذين توجهوا إلى البر الرئيسي خلال العطلة، حيث أظهرت البيانات أن استهلاكهم في البر الرئيسي تضاعف مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مع تزايد الإقبال على فئات مثل مشروبات الشاي الجديدة والألعاب الحديثة. وامتد الاهتمام إلى مدن من خارج النطاق التقليدي للسياحة، مثل تيانجين وهانغتشو وتشنغدو، وحتى مدن في الشمال مثل تشيتشيهار وهولونبوير. وقد تبنّى الزوار القادمون من هونغ كونغ أدوات النقل الذكية على نطاق واسع، حيث تضاعفت قيمة المعاملات عبر رموز الاستجابة السريعة في وسائل النقل العام في مدن مثل شنتشن وتشانغشا خلال اليوم الأول من مايو الجاري.

ويرى محلّلون أن النشاط السياحي والاستهلاكي القوي خلال عطلة عيد العمال لا يعكس فقط تعافي قطاع السياحة الثقافية، بل يؤكد أيضا كيف أن الأدوات الرقمية قد أصبحت عنصرا حاسما في تسهيل الاستهلاك العابر للحدود. ومن خلال هذا الزخم، يتجلى بوضوح مدى حيوية واتساع نطاق سوق الاستهلاك الصيني.