الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

رسالة من الشرق الأوسط: من العجلات إلى توربينات الرياح...الشركات الصينية تعزز مسيرة التنمية في المغرب

/مصدر: شينخوا/   2025:05:12.09:24
رسالة من الشرق الأوسط: من العجلات إلى توربينات الرياح...الشركات الصينية تعزز مسيرة التنمية في المغرب
اشخاص يتعرفون على منتجات الشاي القادمة من مقاطعة جيانغشي الصينية خلال فعالية "الشاي من أجل التناغم: صالون ياجي الثقافي"، في العاصمة المغربية الرباط، في 9 مايو 2025. (شينخوا)

الرباط 11 مايو 2025 (شينخوا) في مصنع ((سيتيك ديكاستال)) المجموعة الصينية المختصة في إنتاج قطع غيار السيارات من الألومنيوم، بمدينة القنيطرة الساحلية شمال غربي المغرب، ينهمك العمال في تشغيل معدات حديثة بدقة وانتظام.

ووسط ضجيج الآلات، تُصهر سبائك الألومنيوم وتُشكّل وتُعالج وتُطلى لتتحول في نهاية المطاف إلى عجلات معدنية لامعة جاهزة للطرح في الأسواق.

ويضم المصنع حاليا منشأتين لإنتاج عجلات الألومنيوم، إلى جانب منشأة ثالثة مخصصة لسبك الألومنيوم.

وصُنّف هذا المصنع كأول "منارة صناعية" في إفريقيا من قبل شبكة المنارات العالمية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي، وهي شبكة تكرّم المنشآت الصناعية المتقدمة على مستوى العالم.

وقال تشو هونغ جي، نائب رئيس المصنع، خلال عرض تقديمي عن المنشأة في إحدى قاعات الاجتماعات "يجسد هذا المصنع المستوى المتقدم في تصنيع عجلات الألومنيوم على الصعيد العالمي".

وأضاف "أن هذا التصنيف يؤكد أن الشركات الصينية قد نجحت في نقل التكنولوجيا الصناعية المتطورة إلى المغرب".

وشهدت صناعة السيارات في المغرب نموا سريعا في السنوات الأخيرة بفضل التخطيط الصناعي الاستراتيجي للبلاد، حتى أصبحت صادرات السيارات وقطع الغيار محركا رئيسيا لنمو الاقتصاد المغربي.

وقد ساهمت الشركات الصينية، بما فيها سيتيك ديكاستال، في تطوير قطاع السيارات في المغرب بشكل فعال.

ويقع المغرب في شمال غرب إفريقيا، ويطل على كل من المحيط الأطلسي والبحر المتوسط، ما يمنحه موقعا جغرافيا إستراتيجيا يجعله جسرا يربط بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط.

وقد أسهم هذا الموقع المتميز، إلى جانب السياسات الوطنية الاستباقية، في تحويل المغرب إلى وجهة جاذبة للاستثمارات، ليس في قطاع صناعة السيارات فحسب، بل أيضا في مجالات البنية التحتية والطاقة والنقل.

وفي هذا الإطار تقترب شركة ((أيولون)) المحدودة للتكنولوجيا، وهي شركة خاصة صينية متخصصة في مجال تصنيع شفرات توربينات الرياح ومقرها في شانغهاي، من إتمام بناء أول مصنع لها خارج الصين في مدينة الناظور شمال شرقي المغرب.

ووفق شيوي ون جيون، نائب المدير العام لمصنع أيولون بالمغرب، سيبدأ المصنع التشغيل التجريبي في نهاية مايو الجاري، ومن المتوقع أن يوفر حوالي 3000 فرصة عمل محلية.

واستعدادا لتشغيله تصطف شفرات التوربينات العملاقة التي يبلغ طولها عشرات الأمتار داخل المصنع الواسع، حيث يقوم العمال الصينيون والمغاربة بتنظيف أسطحها بعناية.

وقالت أميمة، وهي موظفة مغربية جديدة في المصنع "العمل هنا تجربة مميزة بالنسبة لي"، مضيفة أن "المغرب والصين ملتزمان بالتنمية الخضراء. هنا، لا أتعلم مهارات جديدة فحسب، بل أكتسب أيضا تصورا لما يحمله المستقبل من فرص واتجاهات".

ويمر المغرب حاليا بمرحلة حاسمة من مسار التنمية مع إمكانات هائلة للتعاون مع الصين، وفق ما قال السفير الصيني بالمغرب لي تشانغ لين.

وفي إطار رؤيته المستقبلية، يسعى المغرب إلى ترسيخ مكانته كمركز إقليمي للتنمية. وبصفته إحدى الدول الثلاث المستضيفة لكأس العالم لكرة القدم 2030، إلى جانب البرتغال وإسبانيا، أطلقت المملكة مشاريع بنية تحتية طموحة، من بينها تمديد خط السكة الحديد فائق السرعة الذي يربط طنجة والقنيطرة حاليا ليصل إلى الدار البيضاء ومراكش عبر خط جديد يبلغ طوله 430 كيلومترا.

وفي العاصمة المغربية الرباط، يجري العمل على تشييد عدة ملاعب رياضية ومشاريع فندقية كبرى. وعلى الطريق الرئيسي الرابط بين الرباط والدار البيضاء، تتحرك المركبات الهندسية ذهابا وإيابا، في مشهد يجسّد الطفرة العمرانية التي تشهدها البلاد.

ومع هذه الطفرة التنموية، شهدت أعمال الشركات ازدهارا وتوسعا ملحوظا، ومن بينها شركة سينوتراك الصينية الرائدة في تصنيع الشاحنات الثقيلة، والتي أدخلت إلى السوق المغربية منتجاتها المميزة.

وفي صالة عرض للشركة بالقرب من الدار البيضاء، دعانا وانغ تشاو، المدير الإقليمي لقسم إفريقيا لشركة سينوتراك، إلى الصعود إلى مقصورة إحدى الشاحنات.

قال وانغ، وهو يعدد مزايا الشاحنة "لقد صُممت بشكل يشبه سيارة الركاب، مع ناقل حركة عمودي. المقعد يُخفف من إرهاق السائق، كما أن هناك ثلاجة صغيرة بجانبه".

وباعت شركة سينوتراك نحو 200 شاحنة خلط خرسانة في المغرب بسعر 1.1 مليون درهم مغربي (حوالي 120 ألف دولار أمريكي) لكل شاحنة في العام الماضي، وفقا لوانغ.

وأضاف وانغ، الذي كان يرتدي بدلة زرقاء داكنة ونظارات، بنبرة واثقة "العملاء المحليون يدركون مزايا منتجاتنا. شاحنات الخلط لدينا تناسب الظروف المحلية بشكل أفضل من الطرازات الأوروبية، مما يساعد على تقليل تكاليف النقل".

وقد أدى الطلب القوي إلى حدوث نقص مؤقت في بعض الطرازات، فيما أوضح وانغ أن الشركة تخطط لتوسيع شبكتها إلى عشرة مواقع في مختلف أنحاء المغرب بحلول نهاية العام، بهدف جعل خدمات البيع والصيانة وقطع الغيار أقرب إلى العملاء.

وختم وانغ حديثه قائلا "بيانات مبيعات المركبات الهندسية تعد مؤشرا اقتصاديا مهما لأي بلد، ويعكس أداؤنا التحسن المطرد الذي يشهده الاقتصاد المغربي".

وأعربت شادية المنصوري، شريكة توزيع سينوتراك في المغرب، عن تأييدها لهذا التفاؤل، قائلة "تتميّز منتجات سينوتراك بجودتها العالية وفعاليتها من حيث التكلفة، ومبيعاتنا في تزايد مستمر". وأضافت بثقة "أنا أؤمن بأن الصين تمثل المستقبل".

صور ساخنة