الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

مقابلة: ممثل صيني خاص: الصين ومنطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي تعتزمان تعميق بناء مجتمع مصير مشترك

/مصدر: شينخوا/   2025:05:13.09:23

بكين 12 مايو 2025 (شينخوا) تعتزم الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي العمل معا على دفع بناء مجتمع مصير مشترك بطريقة أعمق وأكثر جوهرية، حسبما أفاد دبلوماسي صيني كبير.

أدلى تشيو شياو تشي، الممثل الخاص للحكومة الصينية المعني بشؤون أمريكا اللاتينية، بهذه التصريحات قبيل الاجتماع الوزاري الرابع لمنتدى الصين-سيلاك (مجموعة دول منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي)، المقرر عقده في بكين غدا (الثلاثاء).

وسيلقي الرئيس الصيني شي جين بينغ، كلمة خلال مراسم افتتاح المنتدى وسيكشف النقاب عن مبادرات وإجراءات جديدة لتعزيز العلاقات بين الصين ومجموعة دول منطقة أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. ومن المتوقع أن يحقق الجانبان تقدما في نطاق واسع من المجالات من بينها الابتكار العلمي والتكنولوجي، والتجارة والاستثمار، والذكاء الاصطناعي.

وقال تشيو في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا)) إن العام الجاري يوافق الذكرى الـ10 للإطلاق الرسمي للمنتدى، ولهذا سيعمل الجانبان على إعادة تقييم طموحهما الأصلي، وتعزيز التوافق، ورسم مسار التقدم المشترك، من أجل بدء فصل جديد من التعاون الشامل بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي.

وأشار تشيو إلى أنه في يوليو 2014، أعلن الرئيس شي وقادة من دول أمريكا اللاتينية والكاريبي تأسيس المنتدى. وفي يناير 2015، عقد المنتدى اجتماعه الوزاري الأول في بكين، لتتحول بذلك رؤية التعاون الشامل إلى حقيقة.

وأضاف أن شي حضر مراسم الافتتاح، حيث قدم توجيهات وساعد في وضع أساس قوي لإطلاق المنتدى بشكل سلس وتنميته على المدى الطويل.

وقال تشيو إن شي أرسل رسالة تهنئة للاجتماع الوزاري الثاني للمنتدى عام 2018، موجها الجانبين نحو التوصل إلى توافق سياسي بشأن التعاون في إطار الحزام والطريق. وفي عام 2021، ألقى شي كلمة عبر الفيديو إلى الاجتماع الوزاري الثالث، رسم فيها مسار التنمية عالية الجودة للعلاقات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي في العصر الجديد.

وأضاف أنه بفضل الالتزام الشخصي والقيادة الشخصية من جانب الرئيس شي، وبفضل الجهود المشتركة التي يبذلها الجانبان، أصبح المنتدى أكثر نضجا.

وأشار تشيو إلى أن المنتدى أسس شبكة تعاون شاملة ومتعددة المستويات وواسعة النطاق، ليصبح بذلك منصة حيوية لتعزيز الثقة السياسية، ومواءمة استراتيجيات التنمية، وتعميق الروابط الشعبية.

وقال تشيو إن المنتدى أدى أيضا دورا مهما في دفع بناء مجتمع مصير مشترك للصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي، وفي إعلاء صوت دول الجنوب العالمي.

ويضم المنتدى آليات مؤسسية متعددة مثل الاجتماعات الوزارية، والحوارات بين وزير خارجية الصين ووزراء خارجية لجنة سيلاك الرباعية، واجتماعات المنسقين الوطنيين، وعدد متزايد من المنتديات الفرعية المتخصصة التي تتراوح بين منتديات بين الأحزاب السياسية ومنتديات بين رواد الأعمال.

وأضاف تشيو قائلا إن "المنتدى أصبح منصة رئيسية لصياغة التوافق السياسي، وطرح المبادرات، ووضع خطط العمل، وتقييم النتائج. لقد أدى المنتدى دورا إيجابيا وفعالا في دفع التعاون بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي في مختلف المجالات."

وأوضح تشيو أن المنتدى أسهم على مدى العقد الماضي في تحقيق خطوات كبيرة مهمة على صعيد العلاقات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي، وتجلى هذا في خمس سمات أصبحت تميز الشراكة بين الجانبين.

أولا، تم الارتقاء بالعلاقات بين الجانبين، حيث قامت بنما وجمهورية الدومينيكان والسلفادور ونيكاراغوا وهندوراس إما بإقامة علاقات دبلوماسية مع الصين أو استئناف هذه العلاقات. ومن بين 26 دولة في المنطقة تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، أسست 16 دولة أشكالا مختلفة من الشراكات مع الصين.

ثانيا، حققت المصالح المتبادلة نتائج جديدة. وانضمت أكثر من 20 دولة في منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي إلى التعاون في إطار الحزام والطريق. وتعد الصين الآن ثاني أكبر شريك تجاري للمنطقة بشكل عام وأكبر شريك تجاري لأكثر من دولة في المنطقة، هذا إلى جانب توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع خمس دول في المنطقة.

ثالثا، وصلت الروابط الشعبية بين الجانبين إلى مستويات جديدة. وتجلى ذلك في انعقاد سبع جولات من منتدى الحوار بين حضارة الصين وحضارات دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، ما مثّل علامة على توثيق التبادلات الثقافية والشعبية بين الجانبين.

رابعا، حقق التعاون بين الجانبين على الساحة الدولية مزيدا من التقدم، إذ حافظ الجانبان على تواصل وثيق عبر منصات مثل الأمم المتحدة ومنتدى أبيك، وعملا معا من أجل حماية المصالح المشتركة للدول النامية.

خامسا، أصبح منتدى الصين-سيلاك إطارا جديدا للتعاون الشامل بين الصين ودول منطقة أمريكا اللاتينية والكاريبي. وبفضل آلياته المعززة، أصبح المنتدى هو المنصة الرئيسية للتعاون بين الجانبين.

وقال تشيو إن تحقيق التنمية عالية الجودة للعلاقات بين الصين ودول أمريكا اللاتينية والكاريبي أصبح تطلعا مشتركا للجانبين، وإن تعزيز التضامن والتعاون بين الجانبين سيساعد في بناء سوق ضخمة عبر الباسيفيك وفي دعم بعضهما البعض في مواجهة الأحادية والحمائية، فضلا عن ضخ زخم دائم في تنمية الجانبين والإسهام في تحقيق السلام والتنمية على الصعيد العالمي.

صور ساخنة