الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تعليق: اتفاق صيني أميركي على خفض كبير في الرسوم الجمركية .. خطوة مهمة في حل الخلافات بشكل صحيح من خلال الحوار والتشاور المتساوين

عقدت محادثات اقتصادية وتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة في جنيف بسويسرا في الفترة من 10 إلى 11 مايو الجاري، وبفضل الجهود المشتركة للجانبين، كانت المحادثات صريحة ومعمقة وبناءة، وتم التوصل إلى توافق مهم في الآراء، وتحقيق تقدم جوهري. كما اتفق الجانبان على إنشاء آلية تشاور اقتصادي وتجاري بين الصين والولايات المتحدة، متخذين خطوة مهمة نحو حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور المتساويين، وإرساء الأساس وخلق الظروف لمزيد من سد الخلافات وتعميق التعاون. وقد أشاد الرأي العام الدولي بهذا الأمر بشدة. ويثبت هذا مرة أخرى أن الحفاظ على التنمية الصحية والمستقرة والمستدامة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة يصب في المصالح الأساسية للبلدين وشعبيهما، كما أنه يساعد على النمو الاقتصادي العالمي.

إن استقرار العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة مرتبط باتجاه الاقتصاد العالمي. وذكر البيان المشترك للمحادثات الاقتصادية والتجارية الصينية الأمريكية في جنيف أن الحكومتين تدركان أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية لاقتصاد البلدين والعالم، وتعترفان بأهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية المستدامة وطويلة الأمد والمفيدة للطرفين. وقد حققت المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة تقدما كبيرا، حيث خفضت بشكل كبير مستوى التعريفات الجمركية الثنائية، وألغت الولايات المتحدة ما مجموعه 91% من تعريفاتها الجمركية الإضافية، وألغت الصين في المقابل 91% من تعريفاتها الجمركية الانتقامية. وعلقت الولايات المتحدة تطبيق التعريفة الجمركية المتبادلة بنسبة 24%، كما علقت الصين تطبيق التعريفة الجمركية الانتقامية بنسبة 24%. وتشير الاستجابة الإيجابية من السوق العالمية إلى أن هذه الخطوة تتوافق مع تطلعات المنتجين والمستهلكين في البلدين، كما تتوافق مع مصالح البلدين والمصالح المشتركة للعالم.

وباعتبارهما دولتين كبيرتين بمراحل مختلفة من التنمية والأنظمة الاقتصادية، فمن الطبيعي أن تكون هناك اختلافات واحتكاكات بين الصين والولايات المتحدة في التعاون الاقتصادي والتجاري. والمفتاح هو الاسترشاد بالتوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا الدولتين، والالتزام بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون المربح للجانبين، وإيجاد السبل لحل المشاكل بشكل صحيح من خلال الحوار والتشاور على قدم المساواة. وبعد عقود من التطوير، أصبحت سلاسل التوريد والسلاسل الصناعية وسلاسل القيمة في الصين والولايات المتحدة متشابكة ومتجذرة بعمق، وإن جوهر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة هو المنفعة المتبادلة والنتائج المربحة للجانبين، وإن المواجهة والصراع والحرب التجارية ليست في مصلحة الصين أو الولايات المتحدة. ومن القيود المفروضة على الصادرات الزراعية الأميركية إلى الصدمات التي تتعرض لها سلسلة التوريد العالمية، ومن ارتفاع تكاليف الشركات إلى ارتفاع أسعار المستهلك، أثرت الآثار السلبية المترتبة على الحرب التجارية على استقرار السوق العالمية وثقتها. وقد أعربت شخصيات دولية مرارا وتكرارا عن وجهات نظر عقلانية مفادها أن "لا أحد يستطيع الاستفادة من حرب تجارية، وأن سياسات التعريفات الجمركية سوف تؤدي إلى وضع "خاسر للجميع"" و "لا يوجد مخرج للحمائية، والتعاون المربح للجانبين هو ما يريده الناس". وتظهر النتائج التي تم التوصل إليها في هذه المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة، أن الحوار والتشاور المتساويين هو السبيل الصحيح لحل الخلافات بين الجانبين، وهو ما يتماشى مع حاجة الصين والولايات المتحدة إلى مواصلة استكشاف السبيل الصحيح للبلدين الرئيسيين للتعايش مع بعضهما البعض.

لقد أرست هذه المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة الأساس، وأوضحت المتطلبات الأساسية، وحددت الشروط للمفاوضات اللاحقة بين الجانبين. وهذه نقطة بداية جيدة، لكن لحل المشكلة بشكل جذري، تحتاج الولايات المتحدة إلى تصحيح ممارستها الخاطئة المتمثلة في زيادات التعريفات الجمركية من جانب واحد بشكل كامل، وتعزيز التعاون المتبادل المنفعة بشكل مستمر، والعمل مع الصين لتنفيذ التوافق المهم الذي تم التوصل إليه خلال المكالمة الهاتفية بين رئيسي الدولتين في 17 يناير من هذا العام بشكل فعال، ومواصلة دفع العمل ذي الصلة بروح الانفتاح المتبادل والتواصل المستمر والتعاون والاحترام المتبادل. وتلتزم الصين التزاما راسخا بتعزيز التنمية عالية الجودة، وتوسيع الانفتاح رفيع المستوى، وتحسين بيئة الأعمال بشكل مستمر. كما ينبغي للولايات المتحدة أن تعمل مع الصين على الالتقاء في منتصف الطريق وتحقيق المزيد من الأمور الكبرى والعملية والجيدة التي تعود بالنفع على البلدين والعالم من خلال التعاون المربح للجانبين بين الصين والولايات المتحدة.

إن أهمية المحادثات الاقتصادية والتجارية الصينية الأميركية في جنيف لا تكمن في النتائج الملموسة التي تم تحقيقها فحسب، بل أيضا في حقيقة أن الجانبين أكدا على مسار حل الخلافات من خلال الحوار والتشاور المتساوين. قد لا يكون الطريق إلى الأمام سلسا، لكن الصين مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة للبناء على هذه المحادثات الاقتصادية والتجارية رفيعة المستوى بين الصين والولايات المتحدة، ومواصلة حل المشاكل بموقف براجماتي، والحفاظ على زخم الحوار، والاستفادة من إمكانات التعاون، وتوسيع قائمة التعاون، وتوسيع فطيرة التعاون، وتعزيز التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والولايات المتحدة لصالح شعبي البلدين والعالم.

صور ساخنة