الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

عروض الألعاب النارية تزيد من الجاذبية السياحية لمدينة ليويانغ، هونان

عروض الألعاب النارية تزيد من الجاذبية السياحية لمدينة ليويانغ، هونان

14 مايو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أقامت مدينة ليويانغ بمقاطعة هونان خلال عطلة عيد العمّال عروضا متتاليا للألعاب النارية، جذبا أكثر من 480 ألف زائر. وأثارا اهتماما واسعا بين مواقع التواصل.

تُشتهر ليويانغ بكونها "موطن الألعاب النارية في الصين"، وتعد أكبر مركز لإنتاج وبيع الألعاب النارية في البلاد. وتظهر الإحصاءات بأن المدينة تحتوي على 431 شركة متخصصة في صناعة الألعاب النارية والمفرقعات. ويقدّر حجم هذه الصناعة في المدينة بنحو 50.22 مليار يوان، بحسب بيانات عام 2024. أي ما يعادل نحو 60% من السوق المحلي، وقرابة 70% من إجمالي الصادرات الوطنية لهذه المنتجات.

وتتنوع الأسواق الدولية لصادرات ليويانغ من الألعاب النارية، حيث تذهب 35% من صادراتها إلى دول الاتحاد، ثم الولايات المتحدة بنسبة مماثلة. فيما تأتي باقي دول العالم بنسبة تقدر بـ 30%.

إلا أن السياسات الجمركية الأخيرة في الولايات المتحدة تسببت في توقف بعض الطلبات، ما دفع شركات المدينة إلى تنويع أسواقها والتركيز على فتح آفاق جديدة في أوروبا وإفريقيا وجنوب شرق آسيا.

وفقًا لبيانات جمارك تشانغشا، فقد ارتفعت صادرات هونان من الألعاب النارية إلى دول الآسيان بنسبة 19.7%، وإلى الاتحاد الأوروبي بنسبة 21.7% خلال أول شهرين من العام الجاري.

الألعاب النارية تزيد من الجاذبية السياحية للمدينة

لم تعد الألعاب النارية في ليويانغ مجرد طقس احتفالي، بل تحولت إلى بطاقة تعريف ثقافية وسياحية لامعة. فمنذ فبراير 2023، باتت المدينة تنظم عروض ألعاب نارية أسبوعية خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأقامت حتى الآن نحو 100 عرض، استقطبت أكثر من 5 ملايين زائر، ودفعت نحو استهلاك يفوق 15 مليار يوان.

في أنحاء المدينة، تنتشر محلّات الألعاب النارية، حيث تعرض أكثر من 50 نوعًا من الألعاب النارية تتراوح أسعارها بين 2.5 و300 يوان. ويقول صاحب محل لبيع الألعاب النارية في المدينة، "كل نهاية أسبوع، يتدفق الزوار إلى ليويانغ، وتحقق مبيعاتنا رواجا كبيرا". أما المطاعم القريبة من مسرح السماء المفتوحة فتشهد ارتفاعا في المبيعات بنسبة تصل إلى 50% أثناء العروض، بينما أفاد أحد مسؤولي الفنادق أن نسبة الإشغال ارتفعت ما بين 30% إلى 40%. بفضل هذه العروض، ارتفعت شهرة ليويانغ، وأصبحت مشاهدة عرض ألعاب نارية في المدينة تجربة مدرجة على قائمة رغبات الكثير من السياح.

الابتكار والتكنولوجيا يضمنان السلامة والاستدامة

في مواجهة تحديات السلامة، عززت ليويانغ خلال السنوات الأخيرة من مستوى الأتمتة والذكاء في خطوط الإنتاج. ففي أحد المصانع، تُستخدم أنظمة رؤية حاسوبية للتحكم الدقيق في عملية تعبئة البارود بدقة تصل إلى 0.1 ثانية. بعد أن كان 200 عامل ينتجون 10 آلاف وحدة يوميًا، بات الآن 30 عاملا قادرين على إنتاج 50 ألف وحدة.

كما قامت بعض المصانع أيضا بتثبيت أجهزة استشعار حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وأنظمة إنذار أوتوماتيكية، إلى جانب كاميرات مراقبة تغطي خطوط الإنتاج بزاوية 360 درجة، واستخدام الروبوتات في مراحل متعددة، ما خفّض من مخاطر الحوادث ورفع كفاءة الإنتاج بشكل كبير.

الاستدامة البيئية، تتحول من تحد إلى فرصة

تُعد المخاوف البيئية من أبرز التحديات التي تواجه صناعة الألعاب النارية. وفي حفل افتتاح الألعاب الآسيوية الشتوية، استخدمت ليويانغ منتجات ألعاب نارية صديقة للبيئة من نوع "الدخان الخفيف"، والتي لا تنتج جسيمات صلبة أو غازات سامة بعد الإطلاق.

كما تتعاون عدة شركات محلية مع مؤسسات بحثية لتطوير مواد جديدة صديقة للبيئة، مثل البارود منزوع البواقي، والألعاب النارية الغازية، والمفرقعات المصنوعة من الألياف النباتية القابلة لإعادة التدوير. حيث لم تعد الألعاب النارية مجرد مشهد من الأضواء والأصوات، بل أصبحت مزيجا فنيا متكاملا. ومع الاستخدام المتزايد للطائرات المسيرة وتكنولوجيا الصوت والضوء والمؤثرات البصرية، تحوّلت العروض إلى لوحات فنية في السماء، تُعيد تعريف هذه الصناعة التقليدية بمنظور عصري مبدع.

صور ساخنة