العراق يؤكد استمراره بتنفيذ استثمار الغاز وإيقاف الانبعاثات الحرارية

بغداد 21 مايو 2025 (شينخوا) أكد وزير النفط العراقي حيان عبد الغني اليوم (الأربعاء) أن وزارته مستمرة في تنفيذ مشاريع استثمار الغاز المصاحب وإيقاف الانبعاثات الحرارية وتصفير حرق الغاز في عام 2029.

وقال الوزير في كلمة خلال حضوره المؤتمر الدولي الأول لاقتصاديات الكربون بالعراق "إن العراق أدرك حجم التحديات المناخية، وسرعة التغيرات الاقتصادية والتقنية التي تفرض نفسها على مشهد الطاقة، وتم الانطلاق نحو التحول من المفهوم التقليدي إلى رؤية أكثر شمولا في مجال الطاقة تستند إلى الاستدامة البيئية والتوازن الاقتصادي والمسؤولية الاجتماعية".

وتابع "أن خفض الانبعاثات الكربونية لم يعد خيارا، بل ضرورة مناخية واقتصادية، ومن الممكن تحويله إلى فرصة حقيقية لجلب التمويل والاستثمار والتكنولوجيا، عبر آليات سوق الكربون وسندات الكربون".

وأوضح عبد الغني أن وزارته بدأت بخطوات عديدة نحو التحول للاستفادة من الطاقة النظيفة، عبر تنفيذ مشاريع إيقاف حرق الغاز المصاحب واستثماره بالشكل الأمثل، وصولا إلى تصفير عمليات الحرق الروتيني بحلول عام 2029.

وأشار إلى أن وزارته أعدت مشاريع لخفض انبعاثات غاز الميثان، والانفتاح على أسواق الكربون الدولية، والتعاون الثنائي مع الشركاء الدوليين من خلال برامج مشتركة للتدريب وتمويل المشاريع الكربونية، فضلا عن ادخال الطاقة المتجددة في العمليات النفطية، المتمثلة بمشاريع الطاقة الشمسية في حقول (ارطاوي، السيبة، الفيحاء، البصرة).

واستطرد "أن وزارة النفط تنظر إلى البصمة الكربونية باعتبارها فرصة اقتصادية، وليست مصدرا للتقييد والأعباء"، مضيفا "يمكن أن تتحول من ضريبة بيئية إلى أصول مالية عبر سندات الكربون، ما يساهم في تمويل مشاريع استراتيجية دون إرهاق الموازنة العامة للدولة".

ووصف المؤتمر بأنه يمثل حلقة مهمة في سلسلة الجهود الوطنية الرامية لبناء اقتصاد منخفض الكربون، ورفع جاهزية العراق للانفراد في آليات الحياد المناخي، بما ينسجم مع التزاماته باتفاق باريس للمناخ، ووضع طموحاته في تنويع مصادر الدخل وتعظيم العوائد من الكفاءة البيئية.

وأكد عبد الغني أن دعم وزارة النفط لقطاع الكهرباء يعد جزءا أصيلا من رؤية وطنية أشمل لخفض الانبعاثات وتحقيق التحول الطاقي، مبينا أن أي تخفيض فعال في البصمة الكربونية الوطنية، يجب أن يبدأ من كهرباء نظيفة وكفؤة قائمة على تنويع المصادر وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري التقليدي.

وكشف أن وزارة النفط ستفتتح أول محطة لإنتاج الكهرباء، باستخدام الطاقة الشمسية بطاقة 250 ميجاواط مع نهاية هذا العام.

ويأتي العراق بالمرتبة العاشرة عالميا باحتياطي الغاز يقدر بـ 137 تريليون قدم مكعب، ويسعى إلى وقف حرق الغاز المصاحب للنفط والاستفادة منه، في مجال الكهرباء ووقف استيراده من الخارج والحفاظ على البيئة.