جاكرتا 25 مايو 2025 (شينخوا) أكدت الصين وإندونيسيا على القيمة المعاصرة لـ"روح باندونغ"، وتعهدتا بتعزيز التعاون الثنائي والتنسيق الإستراتيجي بشكل أفضل، وذلك خلال الزيارة الرسمية الجارية لرئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ إلى إندونيسيا.
وقال لي يوم الأحد خلال محادثاته مع الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو "تقف الصين على أتم الاستعداد للعمل مع إندونيسيا والدول النامية الأخرى للدفاع المشترك عن مبادئ التعايش السلمي الخمسة وروح باندونغ".
وفي أبريل 1955، شهدت مدينة باندونغ الإندونيسية مؤتمرا تاريخيا جمع 29 دولة آسيوية وأفريقية تحت راية التضامن والصداقة والتعاون، مما شكل نقطة انطلاق لصحوة العالم المعروف الآن باسم الجنوب العالمي.
وأشار لي في كلمة أمام مجتمع الأعمال للبلدين يوم السبت إلى أن "العالم يقف الآن بعد أكثر من 7 عقود عند مفترق طرق حاسم"، مع تصاعد الانفرادية والحمائية وممارسات التنمر، مؤكدا أن القيمة المعاصرة لـ"روح باندونغ" أصبحت أكثر بروزا في ظل هذه الظروف.
وبعيد وصوله يوم السبت، زار لي وبرابوو معا معرضا تذكاريا بمناسبة الذكرى السبعين لمؤتمر باندونغ. وخلال زيارته، حث لي الصين وإندونيسيا على توسيع كعكة التعاون، وتعزيز التكامل الصناعي، وحماية التجارة الحرة.
وقال لبرابوو يوم الأحد إن الصين مستعدة للعمل مع إندونيسيا لتعزيز التوفيق بين الإستراتيجيات التنموية، وتعميق التعاون عالي الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق، لا سيما من خلال تحسين وتقوية المشاريع البارزة، ودعا لي الجانبين إلى تعزيز "العلامة الذهبية" لقطار جاكرتا- باندونغ فائق السرعة.
كما أكد رئيس مجلس الدولة الصيني على الجانبين تعزيز الاتصال بين الأسواق والتعاون الصناعي، وتحسين مستوى التيسير التجاري والاستثماري، وتوسيع التعاون في مجالات مثل التمويل، والطاقة الجديدة، والاقتصاد الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والمحيطات.
من جانبه أشار الرئيس الإندونيسي إلى أن عام 2025 يصادف الذكرى الخامسة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والذكرى السبعين لمؤتمر باندونغ، موضحا أن إندونيسيا ستستغل هذه الفرصة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية الشاملة مع الصين، والعمل معا على تعزيز السلام والتنمية في آسيا والعالم.
وأضاف برابوو أن إندونيسيا مستعدة لتوسيع التعاون مع الصين في مجالات الزراعة، والتمويل، والبنية التحتية، والاقتصاد الأخضر، والذكاء الاصطناعي، والتعليم، وتطوير التعاون الصناعي. كما أعرب عن أمله في أن تستثمر المزيد من الشركات الصينية وتقوم بأعمال تجارية في إندونيسيا.
وشهد الجانبان يوم الأحد توقيع عدد من الوثائق التعاونية في مجالات السياسات التنموية الاقتصادية، وسلاسل الإمداد والصناعة، والتمويل.
كما التقى لي يوم الأحد برئيسة مجلس النواب الإندونيسي بوان مهاراني، وأكد لها أن الصين تعتبر إندونيسيا أولوية في دبلوماسية الجوار، ومستعدة لتعزيز التعاون الإستراتيجي الشامل معها.
وأشاد المحللون هنا بالزيارة وبمستقبل العلاقات بين الصين وإندونيسيا.
وقال محمد سياروني روفي، الباحث في العلاقات الدولية بجامعة إندونيسيا، إن "زيارة رئيس مجلس الدولة لي إلى جاكرتا ترسل إشارة قوية مفادها أن علاقات الصين وإندونيسيا تزداد نموا. لقد تطورت الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والتنموية، وتعكس هذه الزيارة تعميق التعاون والاعتراف المتبادل بدوري كل منهما في الشؤون الإقليمية والعالمية".
ووصل لي إلى إندونيسيا يوم السبت في إطار زيارة رسمية، وسيغادر إلى ماليزيا يوم الاثنين للمشاركة في قمة تجمع الآسيان ومجلس التعاون الخليجي والصين في كوالالمبور.