بقلم: أحمد ردمان الشميري، صحفي يمني
تحتفل الأمم المتحدة باليوم الدولي الأول للحوار بين الحضارات، هذه المناسبة التي تعكس أهمية تبادل الثقافات وتعزز الفهم المتبادل بين الشعوب. في عالم تتزايد وسائل اتصاله كل يوم أكثر وأكثر، لتصبح ضرورة الحوار بين الحضارات أكثر إلحاحًا. وكونها قوة عالمية بارزة، تلعب الصين دورًا حاسمًا في هذا السياق، حيث يسهم الحوار بين الحضارات الصينية والدول العربية في تعزيز التعاون والسلام.
من خلال المبادرات التي تطلقها الصين في هذا الصدد والتي تسعى الصين من خلالها إلى إنشاء روابط مستدامة مع الدول العربية وبقية دول العالم. تعتبر هذه المبادرات فرصة حقيقية لتعزيز الحوار الثقافي والاقتصادي، حيث تتيح للصين والدول العربية تبادل الأفكار والموارد، وتعزيز التفاهم المشترك. مع وجود تاريخ طويل من التبادل الثقافي مع العالم العربي، يمكن للصين أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الفهم المتبادل. هذا الفهم يُسهم في كسر الحواجز الثقافية وتخفيف التوترات، من خلال تنظيم فعاليات ومبادرات ثقافية متعددة.
تمثل الشراكات الاقتصادية والثقافية الصينية العربية والتي تعتبر ترجمة لتعزيز الحوار الحضاري بين الشعوب العربية والصين. حيث يمكن للمشاريع المشتركة أن تؤدي إلى تبادل المعرفة والابتكار، مما يخلق بيئة مشجعة تتسم بالتعاون المحتمل على مختلف الأصعدة. إن الفهم العميق بين الثقافات يسهم بشكل كبير في تحقيق السلام الدائم في وقت تتعاظم فيه التحديات العالمية كالتغييرات المناخية والإرهاب والأزمات الاقتصادية، ليصبح التعاون بين الحضارات الصينية والعربية أكثر ضرورة من أي وقتا مضى.
يعتبر الحوار ممكّن هام للدول في معالجة القضايا المشتركة بشكل جماعي، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتحقيق تطلعات الدول التي تؤمن بثقافة الحوار.
على مدار السنوات الماضية، شهدت العلاقات الصينية العربية العديد من الفعاليات التي تعكس أهمية الحوار بين الحضارات. من المؤتمرات الثقافية إلى ملتقيات الأعمال إلى المنتديات والأمسيات الثقافية والأعمال الفنية المتبادلة إذا أردنا ذكر بعضاً منها أطلقت الصين والسعودية على هذا العام 2025 بالعام الثقافي السعودي الصيني والذي يقام فيه عدد كبير من الفعاليات الثقافية الصينية والعربية، تبرز هذه الفعاليات تأكيداً على نية ورغبة جادة من الجانبين على أهمية التواصل والتفاهم بين الثقافات.
في اليوم الدولي الأول للحوار بين الحضارات، نحتاج إلى الإمعان في الدروس المستفادة من الماضي الصيني العربي والعمل على بناء مستقبل مشترك يتميز بالاحترام والتعاون.
دعونا نعتبر الحوار وسيلة لفتح آفاق جديدة، ولنعمل معًا لبناء عالم متماسك يتسم بالتنمية والسلام والاحترام المتبادل. من خلال تعزيز الحوار بين الصين والدول العربية، الذي يمكننا من إرساء قاعدة قوية لمستقبل تسوده الشراكة والفهم المشترك.