مقالة: الصين ومصر تسعيان سويا لإدراج موقعين للآثار الهيدرولوجية ضمن قائمة اليونسكو

تشونغتشينغ 15 يونيو 2025 (شينخوا) تعمل الصين ومصر على تعزيز التعاون لإدراج موقعين أثريين قديمين هما تلال "بايخهليانغ" الصينية ومقياس النيل المصري على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث يجري التشاور حاليا بشأن مسودة مذكرة تفاهم.

وتقع تلال بايخهليانغ، وهي سلسلة من التلال الحجرية يبلغ طولها 1600 متر وعرضها 15 مترا، في وسط نهر اليانغتسي في تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين، وقد استُخدمت كمقياس قديم لمنسوب المياه لأكثر من ألف عام، حيث نُقشت عليها نقوش توثق أحوال النهر وتُرشد أعمال التخطيط الزراعي.

وبالمثل، استُخدم مقياس النيل لآلاف السنين لقياس مستويات فيضان نهر النيل، ولعب دورا حاسما في التنبؤ بالمحاصيل ودعم المجتمعات القديمة.

وقال جيانغ روي، أمين متحف بايخهليانغ المائي في تشونغتشينغ: "على الرغم من أن بايخهليانغ ومقياس النيل يقعان في قارتين منفصلتين، إلا أنهما يشتركان في وظائف متشابهة بشكل ملحوظ، وهي حقيقة مهدت الطريق للعمل المتعلق بالإدراج المشترك لتراث عالمي جديد".

ومنذ إطلاق دراسة جدوى مشتركة في عام 2021، عززت الدولتان هذه المبادرة بنشاط من خلال الزيارات المتبادلة والتخطيط الاستراتيجي.

وذكر جيانغ أن كلاهما آثار هيدروغرافية تُجسّد حكمةً قديمة في قياس وإدارة المياه في أحواض الأنهار الكبيرة، وكلاهما يُوثّق البيانات الهيدرولوجية من خلال نقوش تحفظ سجلات علمية مُفصّلة لتغيرات المناخ على مدى آلاف السنين.

وفي مايو 2024، ترأس كبار المسؤولين الحكوميين في تشونغتشينغ وفدا إلى مصر وعقدوا ندوة للتسجيل المشترك للتراث العالمي الجديد، حيث توصل الجانبان إلى توافق في الآراء بشأن إحراز تقدم ملموس في الترويج المشترك لهذا العمل.

وفي أكتوبر 2024، حضر عاصم حنفي، سفير مصر لدى الصين آنذاك، مهرجان بايخهليانغ للسياحة والثقافة 2024 وكذلك ندوة أكاديمية ذات صلة في تشونغتشينغ.

وخلال الندوة، أجرى 20 خبيرا من الصين ومن خارجها مناقشات أكاديمية حول قيمة بايخهليانغ ومقياس النيل، بالإضافة إلى سبل حمايتهما وتعزيز قيمتهما التراثية، مما قدّم الدعم للتسجيل المشترك لتراث عالمي جديد.

هذا وقال تشاو يون، الباحث في الأكاديمية الصينية للتراث الثقافي: "إن السجلات الهيدرولوجية لنقوش بايخهليانغ ومقياس النيل ذات قيمة علمية هائلة، إذ تُقدم أدلة حاسمة لدراسة التغيرات المناخية والاجتماعية القديمة في آسيا وأفريقيا، وحتى في نصف الكرة الشمالي".

وبعيدا عن الجانب العلمي، تتجلى الأهمية الثقافية لبايخهليانغ، التي تعني باللغة الصينية "تلال الكركي الأبيض"، من خلال 165 جزءا تضم أكثر من 30000 نقش من الرموز الصينية و18 سمكة حجرية، تُبرز قرونا من العادات الشعبية وفنون الخط والنحت على الحجر والشعر والنثر.

وأشار جيانغ إلى أنه "من المتوقع أن يُسهم العمل المشترك لإدراج هذين الموقعين على قائمة اليونسكو للتراث العالمي في سد الفجوة المتعلقة بالتراث الهيدرولوجي، والأهم من ذلك، أنه سيُعزز التبادل الثقافي والتعلم المتبادل بين الدول المشاركة في مبادرة الحزام والطريق".

هذا وتمت إضافة نقش بايخهليانغ الهيدرولوجي القديم إلى قائمة اليونسكو التمهيدية للتراث العالمي في عام 2008، ومقياس النيل في عام 2003.