بكين 17 يونيو 2025 (شينخوا) دوت صافرة قطار شحن في محطة ووجياشان بمدينة ووهان في وسط الصين يوم السبت الماضي، لينطلق القطار متوجها إلى أوزبكستان، حاملا على متنه 55 حاوية، من بينها 10 حاويات تنقل لاصقات حرارية، وهي مادة بناء تشهد طلبا مرتفعا في آسيا الوسطى.
وقال وانغ تسي يه، مدير الأعمال في إحدى شركات تشغيل السكك الحديدية، إنه منذ أبريل من هذا العام، أصبح خط السكك الحديدية من ووهان إلى آسيا الوسطى خدمة منتظمة، حيث يتم تشغيل رحلة واحدة أسبوعيا. وبعد أسبوع، من المقرر أن ينطلق قطار آخر يحمل 51 حاوية من قطع غيار السيارات إلى أوزبكستان.
ويعد هذا الخط الجديد من ووهان جزءا من شبكة أوسع من قطارات الشحن التي توسعت بسرعة عبر الصين، ويعكس تعمق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين ودول آسيا الوسطى.
وقد شهدت الشبكة نشاطا ملحوظا هذا العام، ففي 20 مايو الماضي، أرسلت بلدية تيانجين بشمالي الصين 50 حاوية من قطع غيار السيارات والآلات ومواد البناء والأجهزة المنزلية إلى طشقند، عاصمة أوزبكستان.
كما أطلقت بلدية تشونغتشينغ بجنوب غربي الصين في أبريل أول قطار منتظم إلى آسيا الوسطى، محملا بشرائح البوليستر، مع خطة لتشغيل قطارين شهريا. وفي أواخر مارس، شهدت مقاطعة قانسو انطلاق أول قطار مباشر إلى ألماتي في كازاخستان، نقل على متنه 183 سيارة.
ورغم التحديات التي تواجه التجارة العالمية، إلا أن شبكة قطارات الشحن بين الصين وآسيا الوسطى تشهد ازدهارا، وتعتبر شريانا تجاريا حيويا ومستقرا.
وفي عام 2024، شغلت 27 مقاطعة ومدينة صينية ما إجماليه 11920 قطار شحن إلى آسيا الوسطى، بزيادة قدرها 11.3 في المائة مقارنة بالعام الأسبق. وبلغ إجمالي حجم البضائع المنقولة 882712 حاوية معيارية مكافئة لعشرين قدما، بزيادة 13.2 في المائة.
وعزا فو كون، مدير المبيعات في شركة لإدارة سلسلة الإمداد مقرها تشونغتشينغ، هذا النمو إلى تكامل احتياجات الأسواق بين الصين ودول آسيا الوسطى، مشيرا إلى أن السوق الصينية، خصوصا في المناطق الغربية، وآسيا الوسطى تتشاركان احتياجات متبادلة متنامية تعزز تدفقات التجارة.
ويرى تشاو لي شيون، مدير عام شركة شحن في تيانجين، أن خدمات القطارات المنتظمة بين الصين وآسيا الوسطى قد أسهمت في خفض التكاليف وتحسين كفاءة وموثوقية الخدمات اللوجستية.
وقد خلقت شبكة الشحن ممرا تجاريا قويا يسهل تدفق السلع الصينية مثل الأجهزة المنزلية والضروريات اليومية ومركبات الطاقة الجديدة إلى آسيا الوسطى، ويجلب في المقابل منتجات آسيا الوسطى مثل الأسمدة والقطن ولحوم الأبقار إلى المستهلكين الصينيين.
وشاركت المناطق الوسطى والغربية من الصين بشكل نشط في التعاون الاقتصادي والتجاري مع آسيا الوسطى. ومن أبرز الشواهد على شعبية منتجات آسيا الوسطى في السوق الصينية، استخدام طحين القمح عالي الجودة القادم من كازاخستان في إعداد الأطباق الصينية المحلية.
وقال ليو قوانغ وو، نائب مدير عام شركة لوجستية دولية مقرها قانسو، إن التجارة تطورت وتنوعت لتشمل السلع الأساسية مثل الألمنيوم والفواكه، وأيضا الضروريات اليومية وقطع غيار السيارات والآلات ومستلزمات الأثاث المعدنية.
وأظهرت بيانات رسمية للجمارك أن حجم التجارة بين الصين ودول آسيا الوسطى سجل مستوى قياسيا بلغ 94.8 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة قدرها 5.4 مليار دولار مقارنة مع العام الأسبق.
وقال دينغ شياو شينغ، الباحث في معاهد الصين للعلاقات الدولية المعاصرة، إن الصين أصبحت أكبر شريك تجاري وأكبر مستثمر في العديد من دول آسيا الوسطى، مشيرا إلى أن الاستثمارات التراكمية للصين في المنطقة تجاوزت 30 مليار دولار أمريكي.