مبعوث صيني يدعو إلى إنهاء الإجراءات القسرية الأحادية

الأمم المتحدة 16 يونيو 2025 (شينخوا) دعا مبعوث صيني يوم الاثنين إلى بذل الجهود لإنهاء الإجراءات القسرية الأحادية، لأنها تقوض أسس التعددية والقانون الدولي.

وقال فو تسونغ، مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة، إن التاريخ أثبت أن الإجراءات القسرية الأحادية هي أحد الأسباب الرئيسة للاضطرابات الدولية واختلال النظام العالمي. وأضاف أنه يجب على المجتمع الدولي أن يظل واضح الذهن، ويعزز الوحدة والتعاون، ويوقف بحزم هذه الممارسات غير القانونية.

وأشار إلى أن ميثاق الأمم المتحدة وضع حجر الأساس للنظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية، وأرسى معايير أساسية للعلاقات الدولية مثل المساواة في السيادة والتسوية السلمية للنزاعات. لكن الإجراءات القسرية الأحادية تتعارض مع روح التعددية والتعاون الدولي، لأنها تضع بوقاحة القوانين المحلية لدولة واحدة فوق القانون الدولي وقوانين الدول الأخرى، وتدوس على مبدأ المساواة في السيادة.

وأضاف فو خلال مناقشة للجمعية العامة أن هذه الإجراءات تتجاهل أيضا سلطة آلية صنع القرار الجماعي لمجلس الأمن، وتستبدل الحوار والمشاورة بالإكراه وسياسة القوة.

وأكد أن الإجراءات القسرية الأحادية تنتهك حقوق الإنسان الأساسية للدول الأخرى وتتسبب بكوارث إنسانية منهجية.

وقال إن المثير للسخرية أن بعض الدول الغربية تفرض تحت ذريعة حماية حقوق الإنسان إجراءات قسرية أحادية بشكل تعسفي على دول أخرى، منتهكة بشدة الحقوق الأساسية لشعوب تلك الدول، مثل الحق في الحياة والصحة والتنمية.

وأوضح فو أن هذه الإجراءات تمزق التعاون الإنمائي العالمي وتعيق تنفيذ جدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة بشكل خطير.

وأشار إلى أن الإجراءات مثل الحظر المالي، والقيود التجارية، والولاية القضائية طويلة الذراع، تعيق بشدة التعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي الدولي، وتؤثر بشكل كبير على النظام التجاري متعدد الأطراف والنظام الاقتصادي العالمي، وتضر باستقرار سلاسل التوريد العالمية.

وحذر قائلا "إنها تفاقم الأزمات العالمية مثل أزمتي الغذاء والطاقة، وتوسع الفجوة بين الشمال والجنوب. لقد تسببت هذه الإجراءات بضربة قاسية للعديد من الدول ذات الإمكانات التنموية الكبيرة، مما جعل تحقيقها لأهداف التنمية المستدامة أكثر صعوبة".

واتهم فو بعض الدول الغربية بتسييس وتسليح الإجراءات القسرية الأحادية في محاولة لشرعنة قانون الغاب، قائلا "هذه إجراءات أحادية ونزعة هيمنة وسياسة قوة بامتياز. مثل هذه الممارسات غير القانونية تضر بالآخرين وسوف تنقلب في النهاية ضدها، وسيلقي بها في مزبلة التاريخ".

وأشار إلى أن الجمعية العامة اعتمدت على مدى العقود الماضية العديد من القرارات التي تدين الإجراءات القسرية الأحادية، مؤكدة على تأثيرها السلبي على حقوق الإنسان، وحثت الولايات المتحدة على رفع حصارها عن كوبا.

ودعت الصين بعض الدول الغربية إلى الاستجابة للمطالب العادلة للمجتمع الدولي، والوفاء بالتزاماتها تجاه ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، ورفع جميع الإجراءات القسرية الأحادية فورا وبشكل غير مشروط وكامل.

وقال " ندعو أيضا الدول الأعضاء ومنظومة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى إلى التصدي لهذه الممارسات غير القانونية ومساعدة الدول المستهدفة على تخفيف محنتها".

وأكد فو أن الصين، كعضو مهم في الجنوب العالمي وضحية للإجراءات القسرية الأحادية، تقف دائما إلى جانب العدالة والإنصاف، وإلى جانب التعددية والدول النامية.

واختتم بالقول إن الصين ستعمل مع جميع الأطراف المعنية لصد المد الرجعي للإجراءات الأحادية والهيمنة، والدفاع عن النظام الدولي الذي تتخذ الأمم المتحدة محوره والنظام القائم على القانون الدولي، وتعزيز حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار للبشرية جمعاء.

واعتمدت الجمعية العامة بعد المناقشة قرارا يعلن الرابع من ديسمبر من كل عام يوما دوليا لمناهضة الإجراءات القسرية الأحادية.