غزة 17 يونيو 2025 (شينخوا) اعتبرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية اليوم (الثلاثاء) أن آلية توزيع المساعدات الأمريكية تشكل خطرا قاتلا لحياة عشرات الآلاف من الجوعى في قطاع غزة.
وقالت الشبكة في بيان صحفي تعقيبا على مقتل عشرات الفلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي قبالة نقطة توزيع مساعدات تابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية" في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، إن المؤسسة الأمريكية "شركاء للاحتلال في استهداف وقتل المدنيين".
وتابع البيان أن الفلسطينيين جاءوا لهذه النقاط العسكرية والتي منذ اليوم الأول لإقامتها شكلت "خطرا قاتلا على حياة عشرات الآلاف من المواطنين الجوعى الذين اضطروا للقدوم إليها للحصول على مساعدات غذائية قليلة".
وأشار البيان إلى أن آلية توزيع المساعدات تهدف لخدمة "أجندة الاحتلال في تعميق الأزمة الإنسانية واستمرارها"، مؤكدا ضرورة تكاتف الجهود لوقف هذه الآلية الأمنية، وتعزيز منظومة العمل الإنساني التي تضم وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الأهلية الفلسطينية والدولية.
وطالب البيان بفتح تحقيق دولي في "الجرائم المتواصلة في هذه النقاط التي تديرها المؤسسة ومحاسبتهم كشركاء للاحتلال في هذه الجرائم، وفتح المعابر ودخول المساعدات وتوزيعها على مستحقيها، بما يضمن حماية المواطنين وصون كرامتهم والتخفيف من تداعيات الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشونها".
وقتل منذ فجر اليوم نحو 100 فلسطيني في قطاع غزة بنيران الجيش الإسرائيلي، بينهم قرابة 70 شخصا قبالة نقطة لتوزيع المساعدات في مدينة خان يونس جنوب القطاع، بحسب ما أفادت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان.
ولم يصدر أي تعليق فوري من قبل الجيش الإسرائيلي على الحادث، الذي تكرر خلال الأشهر الماضية، مما أثار إدانات دولية واسعة.
وفي السياق ذاته قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطنيين (أونروا) إن الجائعين والمحتاجين للمساعدة في غزة يقتلون أثناء محاولتهم الحصول على الطعام لعائلاتهم.
وأكدت الأونروا في بيان صحفي ضرورة العودة إلى نظام توزيع المساعدات الآمن والفعال واسع النطاق، الذي تديره الأمم المتحدة، بما في ذلك الوكالة.
من جهتها قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن نقاط توزيع المساعدات تحولت إلى "مصائد موت جماعي تستخدم كسلاح للقتل والإذلال والتجويع، ضمن آلية مرفوضة إنسانيا وأخلاقيا، وهي استمرار مباشر لسياسة الإبادة الجماعية المفروضة على شعبنا في غزة".
ودعت الحركة في بيان صحفي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى فرض آلية أممية آمنة ومستقلة لتوزيع المساعدات، مطالبا الدول العربية والإسلامية بمواقف حازمة لوقف "المجازر ورفع الحصار فورا".
وأعربت منظمات إنسانية عاملة في غزة مرارا عن قلقها البالغ إزاء تدهور الوضع الأمني والإنساني في القطاع، مشيرة إلى أن غزة تواجه أزمة غذائية حادة، حيث يعتمد مئات الآلاف من السكان على المساعدات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة.
وجاء الهجوم اليوم في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي تصاعدت منذ أكتوبر 2023، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وتدمير واسع في البنية التحتية.
وتواجه جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة عقبات كبيرة، بما في ذلك القيود المفروضة على دخول الشاحنات عبر المعابر، والاشتباكات المستمرة التي تعرض قوافل المساعدات للخطر.