سان بطرسبرغ 20 يونيو 2025 (شينخوا) دعا دينغ شيويه شيانغ، نائب رئيس مجلس الدولة الصيني، يوم الجمعة إلى مناصرة القيم المشتركة للبشرية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب متساو ومنظم، فضلا عن عولمة اقتصادية شاملة ومفيدة للجميع.
أدلى دينغ، وهو أيضا عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، بهذه التصريحات خلال كلمة ألقاها بعنوان "مناصرة القيم المشتركة للبشرية وتعزيز عالم متعدد الأقطاب" في الجلسة العامة لمنتدى سان بطرسبرغ الاقتصادي الدولي في دورته الـ28.
وقال دينغ إنه قبل عقد من الزمان، أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ في كلمته خلال المناقشة العامة للدورة الـ70 للجمعية العامة للأمم المتحدة إلى أن السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية هي القيم المشتركة للبشرية جمعاء والأهداف السامية للأمم المتحدة.
وأضاف أن هذا الطرح المهم يتجاوز الاختلافات بين مختلف الدول والأعراق والأنظمة الاجتماعية والأيديولوجيات، ويرسم دائرة توافق ترتكز على القيم لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية، وقد حظي بدعم واسع واستجابة إيجابية من المجتمع الدولي.
ولفت إلى أنه في الوقت الحاضر، تتسارع وتيرة تغيرات عالمية لم يسبق لها مثيل منذ قرن، وتتشابك مخاطر متعددة، وتواجه البشرية العديد من التحديات المشتركة، داعيا إلى استحضار الكلمة الهامة التي ألقاها الرئيس شي لتوجيه العالم نحو مستقبل مشرق يسوده السلام والأمن والرخاء والتقدم.
وقد طرح نائب رئيس مجلس الدولة الصيني اقتراحا من أربع نقاط.
أولا، التمسك بمفهوم الحوكمة العالمية القائم على التشاور الموسع والإسهام المشترك والمنافع المتبادلة. وتعزيز المساواة في الحقوق والفرص والقواعد لجميع الأمم، وصون سلطة الأمم المتحدة والعدالة الدولية.
ثانيا، العمل معا على بناء اقتصاد عالمي منفتح وتعددي. واتخاذ خطوات ملموسة لحماية النظام التجاري متعدد الأطراف والنظام الاقتصادي الدولي، وتوسيع "كعكة" العولمة الاقتصادية وتقاسمها بإنصاف، وخلق المزيد من الفرص لدول الجنوب العالمي.
ثالثا، الدعوة إلى التبادلات والتعلم المتبادل بين الحضارات. واحترام تنوع الحضارات البشرية، ودعم جميع الدول في استكشاف مساراتها الخاصة لتحقيق القيم، ومعارضة أي "حرب باردة جديدة" أو مواجهة أيديولوجية.
رابعا، صون السلام والتنمية العالميين من خلال بناء الثقة وتسوية النزاعات وتعزيز الأمن من خلال الحوار، ونقل شعلة السلام إلى الأجيال المقبلة من أجل تحقيق الاستقرار الدائم والرخاء المشترك.
وذكر دينغ أن الصين وروسيا صديقتان حقيقيتان تتقاسمان السراء والضراء، وشريكتان فاعلتان في تحقيق النجاح المشترك. ففي الشهر الماضي، قام الرئيس شي بزيارة دولة إلى روسيا وحضر الاحتفالات بالذكرى الـ80 لانتصار الاتحاد السوفيتي في الحرب الوطنية العظمى، مضيفا أن رئيسي الدولتين اتفقا على مواصلة توطيد الثقة السياسية المتبادلة، وتقوية التنسيق الإستراتيجي، وإيصال موقف مشترك قوي في الدفاع عن نتائج الحرب العالمية الثانية والإنصاف والعدالة الدوليين.
وأعرب عن استعداد الصين العمل مع روسيا للارتقاء بالعلاقات الصينية-الروسية إلى آفاق أرحب، وتوسيع أبعادها، وتعزيز مرونتها، وتوسيع التعاون عالي الجودة والمتبادل المنفعة من أجل تحقيق منفعة أفضل للشعبين، كما حث البلدين على تعزيز التنسيق والتعاون في المحافل متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة، وتقديم مساهمات أكبر لبناء عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلا وإنصافا وازدهارا.
وأوضح دينغ أن الاقتصاد الصيني، على الرغم من التأثير المتزايد للصدمات الخارجية، يواصل إظهار اتجاه إيجابي، ليثبت بذلك للعالم تمتعه بقدر عالٍ من الحيوية والمرونة.
وتابع قائلا إن الصين ستنفذ بسرعة المزيد من السياسات الكلية الاستباقية والفعالة، وستركز على استقرار التوظيف والشركات والأسواق والتوقعات، وستستفيد من الثقة بالتنمية عالية الجودة لمواجهة حالة عدم اليقين التي تكتنف البيئة الخارجية سريعة التغير.
وشدد دينغ على أنه بغض النظر عن كيفية تغير البيئة الخارجية، فإن باب الصين للانفتاح سيُفتح على نطاق أوسع، مضيفا أن الشركات من جميع الدول مرحب بمجيئها ترحيبا صادقا للاستثمار، وبدء أعمال تجارية في الصين، والمشاركة بشكل فاعل في عملية التحديث الصيني النمط، وتقاسم فرص التنمية الصينية.
وفي الجلسة الحوارية التي أعقبت كلمته، أجاب دينغ على أسئلة طرحها منسق الجلسة العامة حول العلاقات بين الدول الكبرى والتعاون الصيني-الروسي في مجالي التعليم والتكنولوجيا.
وعلى هامش المنتدى، التقى دينغ تباعا بكل من النائب الأول لرئيس الوزراء الروسي دينيس مانتوروف، ونائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، والرئيس التنفيذي لشركة ((روسنفت)) الروسية للنفط إيغور سيتشين، والرئيس التنفيذي لشركة ((غازبروم)) أليكسي ميلر.
واتفق الجانبان على الاستفادة الكاملة من أدوار كل من لجنة التعاون الاستثماري الصينية-الروسية، ولجنة التعاون الصينية-الروسية في مجال الطاقة، ومنتدى أعمال الطاقة الصيني-الروسي، وتعزيز التنمية عالية الجودة للتعاون في مجالي الاستثمار والطاقة، وتوفير المزيد من الزخم لتنمية العلاقات الثنائية.
كما أجرى دينغ محادثات ودية مقتضبة تباعا مع كل من الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ومستشار الأمن القومي للبحرين الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس جنوب أفريقيا بول ماشاتيل.