دمشق 22 يونيو 2025 (شينخوا) أسفر تفجير انتحاري استهدف كنيسة في دمشق يوم الأحد عن مقتل 22 شخصا وإصابة أكثر من 63 آخرين، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام الرسمية السورية ومرصد حقوقي، فيما اتهمت دمشق فورا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بتنفيذ العملية، التي أثارت إدانات عربية ودولية واسعة.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن بيان صدر عن سلطة الداخلية السورية أن عدد ضحايا الهجوم على كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق ارتفع إلى 22 قتيلا و63 مصابا.
وتقع الكنيسة ضمن منطقة مكتظة بالسكان، ذات غالبية مسيحية، وكانت تشهد صلوات يوم الأحد عند وقوع التفجير.
وقالت سلطة الداخلية "إن انتحاريا من تنظيم داعش دخل الكنيسة، وفتح النار قبل أن يفجر سترته الناسفة"، متهمة التنظيم بتنفيذ التفجير بغية ضرب السلم الأهلي ونشر الفوضى.
وهرعت الوحدات الأمنية إلى موقع التفجير وطوقت المنطقة بالكامل، وبدأت الفرق المختصة بجمع الأدلة ومتابعة ملابسات الهجوم، وفقا للبيان.
كما تفقد قائد سلطة الأمن الداخلي في محافظة دمشق العميد أسامة محمد خير عاتكة موقع التفجير وأطلع على مجريات التحقيق الأولية.
ويعد هذا أول تفجير يستهدف مدنيين في ضواحي العاصمة دمشق منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر عام 2024.
ومن جهته، قدم مسؤول سلطة الداخلية السورية أنس خطاب، في منشور على منصة ((إكس))، العزاء لذوي الضحايا الأبرياء في التفجير "الإرهابي".
وأكد خطاب "أن هذه الأعمال الإرهابية لن توقف جهود السلطات السورية في تحقيق السلم الأهلي، ولن تثني السوريين عن خيار وحدة الصف في مواجهة كل من يسعى للعبث باستقرارهم وأمنهم".
وقال القس ملاتيوس شطاح المسؤول عن الكنيسة التي تعرضت للتفجير، في تصريحات للصحفيين من بينهم وكالة أنباء ((شينخوا)) إن "هذا العمل الإرهابي مدان"، مضيفا "سمعنا أصوات رصاص في الباحة الخارجية من الكنيسة وبعدها دخل شخصان الى الكنيسة بضعة أمتار من الباب الرئيس وقاما بإطلاق النار داخل الكنيسة قبل أن يفجرا نفسيهما بسترة ناسفة".
وأوضح أن العملية تمت أثناء صلاة الأحد، مشيرا إلى وجود ما يقارب 400 شخص داخل الكنيسة في ذلك الوقت.
وقامت سلطات الأمن السوري فورا بفرض طوق أمني حول الكنيسة بعد نقل الجثث والمصابين إلى مشافى العاصمة دمشق لتلقي العلاج وسط حالة من الحزن الممزوج بالخوف جراء التفجير الانتحاري.
كما خلت المنطقة بعد وقت قليل من وقوع التفجير من المارة والسيارات تحسبا لوقوع أي طارئ أخر. وأغلقت المحال التجارية فيما كانت بعض السيارات التابعة للسلطات السورية تنتشر في شوارع منطقة الدويلعة.
من جهته، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن أن التفجير وقع خلال قداس الأحد، وأن الكنيسة كانت مكتظة بالمصلين. وأشار إلى أن المنطقة شهدت استنفارا أمنيا وطبيا واسعا، حيث فرضت قوات الأمن طوقا حول المكان.
وفي ردود الفعل الدولية، أدان المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون الهجوم، داعيا إلى حماية المدنيين والأماكن المقدسة، واحترام القانون الإنساني الدولي.
كما أدانت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس التفجير، معتبرة أن "يد الغدر امتدت لتحصد أرواح الأبرياء"، فيما أدانت كل من السعودية، البحرين، الإمارات، وقطر، إضافة إلى دول غربية، هذا التفجير.