طهران 22 يونيو 2025 (شينخوا) توعدت إيران اليوم (الأحد) الولايات المتحدة الأمريكية بـ"رد مناسب"، على الهجوم الذي شنته على ثلاثة مواقع نووية في الجمهورية الإسلامية، وذلك في خضم التصعيد المتواصل مع إسرائيل.
وفي حين أكدت طهران أنها "لن تتسامح مع أي إهانة أو عدوان عليها" بعد الهجوم الأمريكي، رأت فيه إسرائيل "عملا ممتازا" يقربها إلى تحقيق أهدافها في إيران.
وشنت الولايات المتحدة الأمريكية فجر اليوم هجمات على ثلاثة مواقع نووية في إيران، هي فوردو ونطنز وأصفهان، وفق ما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكتب ترامب على منصة (تروث سوشيال) أن "جميع الطائرات أصبحت الآن خارج المجال الجوي الإيراني. فقد تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الأساسي، فوردو".
ولم تتعرض منشآت فوردو النووية "لأضرار جسيمة"، وكانت "غالبية الأضرار على السطح" جراء الهجوم الأمريكي، وفق النائب عن مدينة قم في مجلس الشوري الإيراني محمد منان رئيسي.
وبعد الضربات، قال ترامب على منصته إنه يجب على طهران أن توافق على "إنهاء هذه الحرب"، وحذر إيران من أنها ستواجه المزيد من الضربات العسكرية "إذا لم يتحقق السلام بسرعة".
-- رد مناسب
ورغم تحذير ترامب، توعد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الولايات المتحدة بـ"رد مناسب"، على ضرباتها.
ونقلت وكالة ((تسنيم الدولية)) للأنباء عن بزشكيان قوله ردا على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، طهران إلى ضبط النفس "أمريكا هي التي بادرت بالعدوان علينا. لو كنتم مكاننا، ماذا كنتم ستفعلون؟ من الطبيعي أن المعتدي يجب أن يتلقى الرد المناسب".
وشارك الرئيس الإيراني في تظاهرة وسط العاصمة طهران للتنديد بالهجوم الأمريكي والإسرائيلي على بلاده.
من جهته، هدد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني، واشنطن بـ"عواقب لا تحمد عقباها" بعد مهاجمة المنشآت النووية لبلاده.
وقال ولايتي في رسالة أدان فيها "العدوان" على المنشآت النووية السلمية الإيرانية، وأكد الحق في الرد المشروع على هذا الهجوم، "الآن وقد بدأت أمريكا الحرب، فعليها أن تعلم أن نهايتها ليست بيدها، وأن الكلمة الفصل ستكون للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وفق ما أوردت وكالة (مهر) للأنباء.
وتابع "لن يبقى لأمريكا وقواعدها مكان في هذه المنطقة والعالم الإسلامي".
وأضاف "لقد هاجمت أمريكا قلب العالم الإسلامي، وعليها أن تنتظر عواقب ذلك التي لا تحمد عقباها، لأن الجمهورية الإسلامية لن تتسامح مع أي إهانة أو عدوان عليها".
وحذر ولايتي من أنه "إذا استخدمت القوات الأمريكية أي دولة في المنطقة أو أي مكان آخر لضرب إيران، فستكون هدفًا مشروعًا لقواتنا المسلحة".
وجاء الهجوم الأمريكي في خضم التصعيد غير المسبوق المتواصل لليوم العاشر على التوالي بين إيران وإسرائيل.
-- تواصل التصعيد الإيراني الإسرائيلي
وقتل تسعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني اليوم في هجوم إسرائيلي على موقعين عسكريين في مدينة يزد وسط إيران، وفق الإعلام المحلي الإيراني.
وقالت العلاقات العامة للحرس الثوري في بيان نشرته وكالة ((تسنيم الدولية)) للأنباء إنه "في أعقاب العدوان الإجرامي للكيان الصهيوني الغاصب ومرتزقته عصر اليوم على موقعين عسكريين في مدينة يزد، ارتقى سبعة من كوادر الحرس الثوري وجنديان من جنود الخدمة الإلزامية".
وأشار البيان إلى وقوع مصابين، لم يحدد عددهم، لافتا إلى أنهم "يتلقون حاليًا العلاج".
فيما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان مهاجمة "مخازن صواريخ أرض-أرض" في منطقة يزد لأول مرة على مسافة 2,200 كيلومتر وسط إيران.
وذكر البيان "أن مقاتلات سلاح الجو حلقت فوق الأراضي الإيرانية، وبدأت بمهاجمة مواقع تخزين صواريخ أرض-أرض بعيدة المدى من طراز (خرمشهر) في منطقة يزد".
ونقل البيان عن قائد سلاح الجو الميجر جنرال تومر بار، قوله إنه "في وضح النهار، باغتنا مقر صواريخ الإمام حسين في وسط إيران، وهو أبعد هدف هاجمناه حتى الآن، ودمّرنا صواريخ خرمشهر قبل إطلاقها نحو إسرائيل، وضربنا الأنفاق المخصصة لتخزين الصواريخ".
ومساء شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات استهدفت بنى تحتية عسكرية في طهران وغرب إيران.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن طائراته أغارت أمس على موقع لانتاج محركات لصواريخ أرض أرض تابع للحرس الثوري الإيراني في منطقة شاهرود على بعد ألفين كيلومتر عن إسرائيل.
فيما أعلن الجيش الإيراني في بيان مساء اليوم مقتل قائد لواء وخمسة من رفاقه في هجوم جوي إسرائيلي بطائرات مسيرة على منطقة "نفت شهر" غرب البلاد.
في المقابل، قال القائد العام للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد باكبور إن عمليات القوة الجوفضائية للحرس الثوري مستمرة ولم تتوقف ضد إسرائيل.
وقال الحرس الثوري في بيان إنه "في هذه العملية، استُخدم لأول مرة صاروخ خيبر شكن الباليستي متعدد الرؤوس، وهو صاروخ جو-فضائي من الجيل الثالث للحرس الثوري الإيراني، متبعا تكتيكات جديدة ومفاجئة لتوجيه ضربات أكثر دقة وتدميرا وفعالية".
واستهدفت الصواريخ مطار بن غوريون، ومركز الأبحاث البيولوجية التابع للنظام، ومراكز القيادة والسيطرة البديلة، وفق البيان.
وبدأت إسرائيل هجوما واسعا في 13 يونيو الجاري لـ"ضرب برنامج إيران النووي" في عملية أطلقت عليها اسم "الأسد الصاعد"، وهو ما ترد عليه طهران بضربات بالصواريخ والمسيرات ضد عشرات الأهداف في إسرائيل.
ورأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم أن إسرائيل باتت قريبة جدا من القضاء على قدرات إيران الباليستية والنووية، بعد الهجوم الأمريكي.
وقال نتنياهو في كلمة مصورة "لا شك لدى في أن هذا النظام (إيران) يريد القضاء علينا، ولهذا أطلقنا عملية للقضاء على التهديد النووي والصاروخي الباليستي، نحن قريبون جدا من إتمام المهمة".
ووصف نتنياهو الهجوم الأمريكي على ثلاث منشآت نووية إيرانية بـ"العمل الممتاز"، قائلا "نرفع القبعة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العمل الممتاز، ونهنئ طياريه، لقد ألحقوا أضرارا جسيمة بفوردو، لكننا سندرس الوضع وسنفعل ما يلزم لتحقيق الأهداف التي حددناها".
ورغم الهجوم الأمريكي على المنشآت النووية الإيرانية، لم ترصد الدول الخليجية مستويات إشعاعية غير طبيعية في أي من دول مجلس التعاون حتى الآن، وسط قلق عربي من تداعيات الهجوم المحتملة.
-- لا تأثيرات
وأعلنت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي في بيان عدم رصد أي مستويات إشعاعية غير طبيعية في أي من دول المجلس حتى الآن.
وأكدت "أن المؤشرات البيئية والإشعاعية ما تزال ضمن المستويات الآمنة والمسموح بها فنيا".
فيما أكدت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية في الإمارات "عدم وجود تأثيرات" على البلاد، بعد الهجوم الأمريكي.
وقالت الهيئة في بيان اليوم "إن الجهات الوطنية المختصة تتابع عن كثب تطورات الوضع المرتبط بالمنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية".وتابعت أنه "بناء على المتابعة المستمرة للموقف فإنها تؤكد على عدم وجود تأثيرات على الدولة نتيجة هذه التطورات".
وأعلنت وزارة البيئة والتغير المناخي في قطر عدم رصد أي مستويات إشعاعية غير طبيعية في الهواء أو المياه الإقليمية للبلاد، وفق بيانات الشبكة الوطنية للرصد الإشعاعي والإنذار المبكر.
ورغم الاطمئنان من عدم رصد تأثيرات إشعاعية للهجوم الأمريكي حتى الآن، أعربت دول عربية عدة، بينها السودان وليبيا والأردن والإمارات اليوم عن قلقها من التداعيات المحتملة للهجوم على صعيد الأوضاع في المنطقة، وذلك وسط مخاوف من اتساع رقعة التوتر.