الصفحة الرئيسية >> العالم

تعليق: الحوار والتشاور هما الطريق الصحيح لتحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط

منذ اندلاع جولة جديدة من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023، يحاول المجتمع الدولي منع تصعيد الأزمة، لكن الوضع في الشرق الأوسط يواصل التدهور. ومع شنّ إسرائيل عملاً عسكرياً ضد إيران، انتقلت ساحة المعركة الرئيسية من غزة إلى إيران وإسرائيل. وأصدر قادة مجموعة الدول السبع بياناً مشتركاً مؤخراً، زعموا فيه "التزامهم بالسلام والاستقرار في الشرق الأوسط"، إلا أن المستشار الألماني فريدريش ميرز أيّد علناً الضربات العسكرية الإسرائيلية ضد الحكومة الإيرانية، مما يدل على أن بعض الدول الغربية غيّرت موقفها السلمي من الصراع الإسرائيلي الإيراني.

لا ينبغي أن ننسى أنه في عام 2015، وقّعت الأطراف المعنية، بما فيها الدول الغربية الكبرى، الاتفاق النووي الإيراني في فيينا. ولم يوقف المجتمع الدولي، بما فيه إيران نفسها، جهوده الدبلوماسية لحل القضية النووية الإيرانية، مهما حاولت بعض الأطراف تقويض العملية.

إن القوة العسكرية الإسرائيلية أو شيطنة الحكومة الإيرانية من قبل بعض الدول الغربية لا يمكن أن تغير حقيقة أن انتهاك إسرائيل لسيادة إيران وأمنها وسلامة أراضيها يشكل انتهاكا خطيرا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والمعايير الأساسية للعلاقات الدولية. وإن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية يشكل سابقة خطيرة للغاية من شأنها أن تؤدي إلى عواقب كارثية، وقد أدانته العديد من البلدان. ولإيران الحق في الدفاع عن سيادتها الوطنية، وحماية حقوقها ومصالحها المشروعة، وحماية سلامة شعبها. وكذلك إسرائيل. إلا أن العنف لن يحقق سلامًا دائمًا، بل سيؤدي إلى حلقة مفرغة من الأذى المتبادل. ولا ينبغي أن يستمر هذا الوضع.

يجب على البلدان التي لها تأثير خاص على إسرائيل، أن تدرك بوضوح أن اعتبار حكومة إيران كيانًا شيطانيًا يجب استئصاله، بدلًا من كونها حكومة شرعية لدولة ذات سيادة، واتخاذ إجراءات عسكرية وفقًا لذلك، هو في الواقع تنفيذ لقانون الغاب حيث يفترس القوي الضعيف ومحاولة الإطاحة بالنظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية والذي يركز على الأمم المتحدة.

وأن ما يثير للقلق أكثر هو أن الولايات المتحدة تقوم بسرعة بنقل الطائرات العسكرية والسفن الحربية إلى الشرق الأوسط بحجة حماية إسرائيل من الهجمات الإيرانية والرد على التهديدات الإيرانية للمنشآت العسكرية الأميركية. وسواء كان الأمر يتعلق بحرب الخليج، أو حرب العراق، أو حرب أفغانستان، فإن العواقب المعقدة للمغامرات العسكرية للقوى العظمى أوضحت أن النصر في ساحة المعركة أو تغيير النظام لا يمكن أن يحل المشكلة.

لقد أظهر التاريخ أنه على الرغم من أن السياسيين الغربيين يزعمون أن انتصاراتهم هي انتصارات "العدالة" و"الحرية"، إلا أن الحقيقة أن حياتهم السياسية، ومجموعات المصالح التي يمثلونها، والمؤسسات العسكرية الصناعية هي التي تستفيد منهم، بينما يدفع الأبرياء الثمن.

إن موقف الصين السلمي تجاه قضية الشرق الأوسط ثابت، وتعارض أي أعمال تنتهك سيادة الدول الأخرى وأمنها وسلامة أراضيها، كما تشعر بقلق بالغ إزاء التصعيد المفاجئ للتوترات في الشرق الأوسط نتيجةً للعمل العسكري الإسرائيلي ضد إيران. ولا يعد الصراع العسكري حلاً للمشكلة، وتصعيد الوضع الإقليمي لا يخدم المصالح المشتركة للمجتمع الدولي. وينبغي على جميع الأطراف العمل على تهدئة الصراع في أسرع وقت ممكن لتجنب المزيد من تصعيد التوترات. والصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف للقيام بدور بناء في استعادة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.

صور ساخنة