الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

في قلب مصانع الفولاذ، تعيش محمية حيوانية في هدوء

27 يونيو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في أعماق منطقة مصانع شركة باوستيل المحدودة، إحدى أكبر شركات الصلب في البلاد، تقع "حديقة حيوانات الحارس". وقد تأسست هذه الحديقة في أبريل عام 1993، وكان الهدف منها في البداية مراقبة بيئة المصنع وبناء مصنع بيئي يعيد إحياء الطبيعة. ويشرف على إدارتها في الوقت الحالي لي جونغونغ.

المثير للدهشة أن الحديقة أُنشئت في المنطقة الأكثر تعرضا للأضرار البيئية داخل المصنع. حيث لا يفصلها عن المنطقة الكيميائية سوى جدار واحد. ومع ذلك، يؤكد لي جونغونغ بثقة لافتة: "نجرؤ على بناء حديقة حيوانات في جبهة التلوث لأننا نمتلك الثقة."

رغم أن "حديقة حيوانات باوستيل" صغيرة وتضم في الغالب طيور الطاووس وغزلان السيكا، إلا أن تسميتها بـ"الحارس" تعود إلى حساسية هذه الحيوانات تجاه البيئة. فمعدلات إصابتها بالأمراض ترتفع بشكل حاد داخل البيئات القاسية، مما يجعلها مؤشرات طبيعية لحالة البيئة، أو كما وصفها لي: "الخط الأمامي لحماية البيئة".

ويتذكر لي جونغونغ بداية عمله هناك، عندما كان ريش الطاووس وفراء غزلان السيكا باهتا، وكانت معظم الغزلان من الذكور، قائلا: "كان ذلك مرتبطا بقلوية التربة آنذاك. ومع تحسن بيئة المصنع تدريجيا، وصلت نسبة الذكور إلى الإناث في غزلان السيكا بحلول عام 2002 إلى التوازن الطبيعي تقريبا 1:1. واليوم، يعادل متوسط أعمارها في باوستيل ما هي عليه في المحميات الطبيعية."

وأضاف ليو شي جون، نائب المدير العام لمركز عمليات شركة باوستيل، أن مؤسس الشركة لي مينغ كان قد طرح رؤية مبكرة بأن يكون المصنع بأكمله حديقة للأجيال القادمة، ما يعكس أن استراتيجية التنمية الخضراء كانت جزءا من تأسيس باوستيل.

وأوضح ليو شي جون، أن الشركة تولي أهمية بالغة لحماية البيئة وتبقي على أعلى مستويات الاستثمار في هذا المجال. "نستخدم خام الحديد الأحمر، والحجر الجيري الأبيض، والفحم الأسود لإنتاج أفضل أنواع الفولاذ، وفقا لأكثر المعايير البيئية صرامة في العالم، وتخضع عملياتنا لمعايير تفتيش بيئي تعادل تلك المخصصة لطيور الطاووس وأيل السيكا".

وأكد ليو شي جون أن التنوع البيولوجي هو الغاية النهائية لحماية البيئة، مشيرا إلى أنهم استعانوا بفريق متخصص من جامعة فودان لإجراء مسح شامل داخل منطقة المصنع. وكشف المسح عن وجود 99 نوعا من الطيور، و19 نوعا من الثدييات، و13 نوعا من البرمائيات والزواحف، و111 نوعا من الحشرات، و420 نوعا من النباتات، ما يُظهر تعايشا بيئيًا نادرا في قلب منشأة صناعية.

وقال لي جونغونغ: "إن استعداد هذه الكائنات المتنوعة للاستقرار وسط مصانع باوستيل دليل على أن المصانع والطبيعة ليسا خصمين بالضرورة، بل يمكن أن يصبحا شركاء حقيقيين في العمل. فقاعدة الفولاذ في نظري هي حديقة حيوانات كبرى يتعايش فيها الإنسان والطبيعة في وئام."

صور ساخنة