الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

البحيرات المالحة في تشينغهاي، كنوز بيئية واقتصادية

البحيرات المالحة في تشينغهاي، كنوز بيئية واقتصادية

3 يوليو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ تُشتهر مدينة غولمود في مقاطعة تشينغهاي باسم "مدينة البحيرة المالحة الصينية"، نسبةً إلى بحيرة قارهان المالحة. وتعد بحيرة قارهان المالحة أكبر بحيرة ملحية في الصين، حيث يبلغ احتياطيها من ملح الصوديوم نحو 60 مليار طن، وهو ما يكفي لاستخدامه من قبل 6 مليارات شخص لمدة ألف عام. كما تحتل احتياطياتها من البوتاسيوم والمغنيسيوم والليثيوم المرتبة الأولى على مستوى الصين، بقيمة اقتصادية محتملة تُقدّر بتريليون يوان.

وتتميّز البحيرة بثرائها بمختلف الأيونات المعدنية، مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم والليثيوم والبورون واليود والكلور. وعندما تنعكس عليها أشعة الشمس، تكتسب مياه البحيرة لونا أخضرا سحريا يشبه الزمرد.

منظر خلاب لبحيرة قارهان المالحة

منظر خلاب لبحيرة قارهان المالحة

ويقول هاو يونغ، مدير السلامة في فرع أسمدة البوتاسيوم بشركة "تشاينا مينميتالز سولت ليك المحدودة"، " هناك مقولة قديمة تقول بأن تشينغهاي تُغذي البلاد بأكملها، وهذا ليس مبالغة." موضحا أن كلوريد الصوديوم الذي يستخدمه الناس يوميا، إلى جانب كلوريد البوتاسيوم، له أهمية بالغة. حيث يعد كلوريد البوتاسيوم من الأسمدة الزراعية الشائعة، غير أن مناجم البوتاس لم تُكتشف في الصين إلا بعدعام 1954. ويضيف هاو يونغ: "إذا كنت ترغب في زيادة إنتاج الحبوب، فإن ملح البوتاس ضروري".

قبل عقود، وبعد محاولات عديدة غير موفقة لاكتشاف البوتاسيوم، وجّه فريق من جيولوجيي البحيرات المالحة أنظارهم نحو حوض كايدام، حيث نجح فريق متألف من 19 شخصا في استخراج أكثر من 10 كغ من كلوريد البوتاسيوم بتركيز يقارب 50٪ من محلول ملحي مأخوذ من بحيرة قارهان المالحة.

وعلى مدار مايزيد عن 60 عاما، واصل أبناء البحيرات المالحة عملهم الدؤوب، وكرّسوا جهودهم للابتكار، حتى تمكّنوا من تطوير خمس مجموعات من تقنيات إنتاج أسمدة البوتاس، محققين نقلة نوعية في القدرة الإنتاجية للبحيرة. وأسهم هذا التطور في تأمين إمدادات غذائية مستقرة وآمنة لأفراد الشعب.

وفي الوقت الحاضر، يُعد حوض تشايدام، الذي تُشكّل بحيرة قارهان المالحة مركزه الأساسي، أكبر قاعدة لإنتاج أسمدة البوتاس في الصين، ورابع أكبر قاعدة على مستوى العالم.

خط صناعي لإنتاج أسمدة البوتاس

خط صناعي لإنتاج أسمدة البوتاس

وأوضح هاو يونغ أن التقدّم التكنولوجي قد ساهم في اعتماد معظم عمليات إنتاج أسمدة البوتاس على الطرق الفيزيائية، مما يجعلها شبه خالية من التلوث. مضيفا، "البيئة هي أساس تنميتنا، وحماية بيئة البحيرات المالحة تعني حماية لقمة الأرز ".

يذكر أن حوض تشايدام يضم نحو 33 بحيرة ملحية كبيرة ومتوسطة الحجم. ويعد تطوير بحيرة قارهان المالحة نموذجا مصغرا لهذا المشروع الأوسع. وبعد سنوات من التطوير، أصبحت صناعة البحيرات المالحة واحدة من الصناعات الرئيسية في مقاطعة تشينغهاي، حيث وفّرت عشرات الآلاف من فرص العمل للسكان المحليين.

صور ساخنة