7 يوليو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ مرحبًا بالجميع! أنا سيسي، عاشقة السفر والطبيعة. اليوم نحتفل بـ"شياوشو"، أو ما يُعرف بـ"الحرّ الخفيف"، أحد الفصول الشمسية الأربعة والعشرين في التقويم الصيني التقليدي. رافقوني في رحلة إلى ولاية تشياندونغنان ذاتية الحكم لقوميتي مياو ودونغ، الواقعة في مقاطعة قويتشو بجنوب غرب الصين، حيث الطبيعة الخلابة والمناخ اللطيف ملاذ مثالي للهروب من قيظ الصيف.
في العصور القديمة، أُطلق على هذه الفترة اسم "الحرّ الخفيف" لكونها تمثل بداية ارتفاع درجات الحرارة، لكنها لا تبلغ ذروتها بعد. تزداد أشعة الشمس سطوعا، ويكثر هطول الأمطار، فيعبق الجو بعطر أزهار اللوتس، وتنتشر روائح الفاكهة الناضجة، في مشهد يعكس حيوية الطبيعة ونموها المتسارع.
ومن التقاليد الصينية المتوارثة خلال هذا الفصل تناول الحبوب الطازجة، حيث يُطحن الأرز الذي تم حصاده حديثا ويُطهى احتفالا بالموسم، مع الدعاء بعام زراعي وفير وطقس مناسب.
مع حلول "الحرّ الخفيف"، تبدأ أيضا فترة "سانفو" المعروفة بـ"أيام الصيف الحارة"، وهي ثلاث مراحل تمتد كل واحدة منها لعشرة أيام، وتُعد أكثر أوقات السنة حرارة حسب التقويم القمري الصيني. ومن اللافت أن الثقافات الغربية أيضا لاحظت شروق نجم الشعرى اليمانية مع شروق الشمس خلال أشد أيام الصيف حرارة، واعتُبر ذلك دلالة على اشتداد الحر، فأطلقوا على تلك الفترة اسم "أيام الصيف الحارة". وهو ما يعكس تشابه التجارب البشرية في مواجهة الطبيعة رغم تباعد الثقافات.
نسمة هواء دافئة مفاجئة مع حرارة خفيفة. في هذا الوقت من ازدهار الحياة وارتفاع الحرارة، أتمنى أن تكونوا مشرقين كشمس الصيف، وأن تستمتعوا بكل لحظة.