الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تقرير إخباري: التعاون العملي بين الصين ومصر يحقق نتائج مثمرة

/مصدر: شينخوا/   2025:07:08.10:16

القاهرة 7 يوليو 2025 (شينخوا) في السنوات الأخيرة، وبفضل التوجيه الاستراتيجي لرئيسي البلدين، شهدت العلاقات بين الصين ومصر تطورا كبيرا، حتى أصبحت نموذجا للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية.

ومن خلال مواءمة مبادرة "الحزام والطريق" الصينية مع "رؤية مصر 2030"، رسم البلدان خطة عمل واعدة، وحققا نتائج ملحوظة في مختلف القطاعات.

-- التعاون الاستراتيجي

وصرح السفير الصيني لدى مصر لياو لي تشيانغ، بأن التوجيه الاستراتيجي لرئيسي البلدين يمثل قوة دافعة للعلاقات الصينية المصرية.

وأشار إلى أنه منذ إقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في عام 2014، التقى رئيسا الصين ومصر مرارا وتكرارا في مناسبات ثنائية ومتعددة الأطراف، وقادا معا تعاون مبادرة الحزام والطريق ورسما مستقبلا مشتركا في العصر الجديد.

بدوره، أكد السفير المصري السابق لدى الصين، مجدي عامر، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن التبادلات رفيعة المستوى المتكررة قد أرست أساسا متينا لتعميق العلاقات، مدعومة بدعم البلدين الراسخ للمصالح الجوهرية لكل منهما، مضيفا أنه في ظل مبادرة الحزام والطريق، شهدت التجارة الثنائية ارتفاعا كبيرا، وتوسع الاستثمار الصيني في مصر بسرعة.

بينما قال وليد جاب الله عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، إن مشروعات مبادرة الحزام والطريق، بما في ذلك منطقة الأعمال المركزية في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، ومنطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصينية المصرية (تيدا) في السويس شرق القاهرة، قد أنعشت الاقتصاد المصري.

وفي الثاني من يوليو الحالي، وضع حجر الأساس لمصنع ديلي للمنتجات الزجاجية في منطقة تيدا باستثمارات تبلغ 70 مليون دولار.

ويتضمن المشروع في مرحلته الأولى فرنا للزجاج عالي الجودة وخطوط إنتاج آلية متطورة.

وسينتج المشروع أدوات زجاجية منزلية عالية الجودة، وسيتطور إلى تجمع صناعي يجمع بين البحث والتطوير، والتصنيع والمعالجة المتقدمة، والتعبئة والتغليف، والخدمات اللوجستية، والتصدير.

وقال رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس وليد جمال الدين، إن هذا المشروع يمثل أحدث ثمار التعاون العميق مع المستثمرين العالميين، خاصة الصينيين، مما يعكس العلاقات الثنائية المتنامية والثقة السياسية والتعاون الاقتصادي بين مصر والصين.

وحتى الآن، استقرت 185 شركة في منطقة تيدا، ليصل إجمالي الاستثمارات إلى حوالي 3 مليارات دولار، وحققت مبيعات تجاوزت 5.3 مليار دولار، وتشمل الصناعات الرئيسية مواد البناء والبتروكيماويات والمنسوجات والطاقة الجديدة وغيرها، وفقا للمدير التنفيذي لشركة تيدا لتطوير المنطقة الخاصة في مصر تساو هوي.

بدوره، وصف رئيس الوزراء المصري الأسبق عصام شرف، بعد جولة في مشروعات مثل هاير مصر، ومصنع اللحام التابع لشركة (جيتور) لصناعة السيارات في منتصف يونيو، هذه المشاريع بأنها ثمرة شراكة طويلة الأمد، عززها تعاون مبادرة الحزام والطريق.

وقال شرف، لـ ((شينخوا))، "إنها تعكس هدف المبادرة المتمثل في تعزيز التنمية المشتركة بين الدول الأعضاء".

وأكد شرف أهمية العمل مع الصين لتحديث القاعدة الصناعية المصرية من خلال صناعات متطورة جديدة وتطوير القطاعات القائمة، وشدد على ضرورة تعزيز مساهمة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي لمصر.

-- إنجازات على جبهات متعددة

وفي السنوات الأخيرة، حققت الصين ومصر معا العديد من الإنجازات الرائدة، حيث قامت الشركات الصينية ببناء أطول ناطحة سحاب في إفريقيا في مصر، وإنشاء أول قطار خفيف كهربائي في مصر، وساعدت في تنفيذ أكبر مشروع لتحديث شبكة الكهرباء المصرية، كما دعمت مصر لتصبح مركزا رئيسيا لصناعة الألياف الزجاجية في القارة الإفريقية.

كما مكنت التكنولوجيا الصينية، مصر من أن تصبح أول دولة إفريقية تتمتع بقدرات كاملة لتجميع واختبار الأقمار الصناعية.

إلى جانب ذلك، ساعدت الشركات الصينية في حفر أكثر من 680 بئر مياه في الصحراء خلال تسع سنوات، مما أدى إلى تحويل الأراضي القاحلة تدريجيا إلى أراض زراعية.

في حين دربت شركة ((هواوي)) عملاق التكنولوجيا الصيني، حوالي 40 ألف شاب مصري من خلال برامجها لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

-- الروابط بين الشعبين

وعززت العلاقات الثقافية المزدهرة بين البلدين، التفاهم المتبادل، وأضفت حيوية على الشراكة.

ففي مجال التعليم، أدرجت اللغة الصينية رسميا في نظام التعليم الوطني المصري، وتقدم 30 جامعة دورات دراسية باللغة الصينية، وأكثر من 20 مدرسة ثانوية تدرس اللغة الصينية كمادة اختيارية.

بينما جذبت الفعاليات الثقافية الصينية التي تقام في مصر، مثل "عيد الربيع"، و"شاي من أجل الوئام"، و"أسبوع الفيلم الصيني"، بالإضافة إلى العروض الموسيقية، اهتماما واسعا بمصر، وعززت التفاعل الثقافي بشكل كبير.

كما تعزز التعاون في مجال الآثار، ففي مجمع معابد الكرنك بالأقصر، أعادت بعثة أثرية صينية مصرية إحياء أطلال معبد مونتو، التي ظلت مغلقة لأكثر من 3000 عام.

وهناك مشروع مشترك آخر، يتمثل في التوثيق الرقمي ودراسة آلاف التوابيت البشرية المكتشفة في منطقة سقارة، مع المساعدة في ترميم تمثال رمسيس الثاني في الكرنك.

وتزايد عدد السياح الصينيين الذين يزورون متاحف مصر وأهراماتها ومعابدها الجنوبية ومنتجعاتها المطلة على البحر الأحمر.

واستجابة لذلك، وضعت مصر لافتات باللغة الصينية، وزادت عدد المرشدين السياحيين الناطقين بها، وشجعت الفنادق على تقديم المأكولات الصينية.

وفي 23 يونيو الماضي، أعلنت (اير تشاينا) عن إطلاق خط طيران مباشرة بين بكين والقاهرة، يبدأ في 9 يوليو، بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا.

وقال رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية أحمد يوسف، إن "هذا الخط الجديد سيعزز التبادل الشعبي، ويعمق التعاون السياحي بين البلدين".

صور ساخنة