الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

شنغهاي، مهرجان السينما يخلق زخما اقتصاديا للمدينة بـ5 مليارات يوان

شنغهاي، مهرجان السينما يخلق زخما اقتصاديا للمدينة بـ5 مليارات يوان

9 يوليو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ في دورته السابعة والعشرين التي اختتمت مؤخرا، حقق مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي أرقاما اقتصادية لافتة. حيث سجّل ما يقرب من 5 مليارات يوان من العائدات خلال عشرة أيام فقط.

وباعتباره أول مهرجان سينمائي دولي عالي المستوى في الصين، لم يكن المهرجان مجرد احتفال فني لعشاق السينما وحسب، بل تحول إلى قوة دافعة للازدهار الاقتصادي في شنغهاي.

وبحسب المراقبين، تميزت هذه الدورة بابتكار ما بات يُعرف في الصين بـ"اقتصاد التذاكر"، حيث تحوّلت تذكرة السينما إلى ما يشبه "تصريح مرور" لعمليات استهلاك أوسع داخل المدينة. فعشاق السينما لايكتفون بحضور العروض، بل يستخدمون تذاكرهم للحصول على خصومات في المقاهي، والتمتع بجولات نهرية، وتجارب ترفيهية فريدة في مواقع تصوير الأفلام الشهيرة. ما يسهم في توسيع التوهج الاستهلاكي للمهرجان خارج قاعات العرض، ليشمل أحياء المدينة ومحلاتها التجارية.

وفي تجربة أثارت الإعجاب، تعاونت سينما "تيانشان" مع أكثر من عشرة مطاعم ومقاهي مجاورة لإطلاق "جواز الطعام السينمائي". حيث يحصل الزوار على خصومات خاصة في الاستهلاك، كما قامت بعض المحلّات التجارية بتمديد وقت العمل إلى مابعد منتصف الليل.

ووفق الإحصاءات، ارتفعت نسبة الاستهلاك في المناطق التجارية المحيط بدور بنسبة 4.11%، بينما بلغ عدد الزوار من خارج المدينة 29.2% من إجمالي الحضور، بمتوسط إقامة بلغ ستة أيام، ما حقق إيرادات سياحية تجاوزت 17.7 مليار يوان.

وراء هذا النجاح تقف آلية تنسيق مبتكرة قادتها دائرة الدعاية في بلدية شنغهاي، والتي أطلقت وحدة تنسيقية خاصة لدمج الاستهلاك الثقافي بالسياحة والتجارة والرياضة والمعارض، ما خلق مشهدا استهلاكيا شاملا وعابرا للصناعات. كما أطلقت المدينة، لأول مرة قسائم "ليو يينغ شنغهاي" بقيمة 45 مليون يوان لدعم الاستهلاك، في خطوة مثّلت دفعة قوية للسوق المحلية.

وخلال المهرجان، عاشت مختلف أحياء شنغهاي على وقع أنشطة ترفيهية صاخبة وأجواء ليلية مبهجة. ففي حي هونغكو، تم التعاون مع 220 متجرا لتنظيم فعاليات شعبية، كما أطلقت حافلات سياحية خاصة بالأنشطة السينمائية. أما حي بوتو فقام بدم تجربة الواقع الافتراضي وزيارة المعارض الصناعية. فيما قدّم حي سونغجيانغ باقات ترويجية خاصة للحدائق والمراكز الترفيهية. مما عكس بشكل جلي الدور الذي يمكن أن تلعبه السينما في الحياة الثقافية والتجارية لمدينة في حجم شنغهاي.

وشكّلت منطقة لينغانغ الجديدة أحد أبرز النماذج على الامتداد الثقافي للمهرجان، رغم بعدها عن مركز المدينة. فقد استضافت المنطقة العروض السينمائية للسنة الثانية على التوالي، وأصبح مركزها الفني، الذي بُني عام 2023، معلما ثقافيا بارزا بعد احتضانه 288 عرضا رفيع المستوى، ما أضاف بعدا استراتيجيا جديدا في دعم شنغهاي لبناء مراكزها الخمسة الكبرى، في مجالات المال والتجارة والثقافة والتكنولوجيا والخدمات الدولية.

تجاوز تأثير مهرجان شنغهاي السينمائي حدود الثقافة، ليصبح منصة تبادل دولية داعمة لرؤية التنمية الوطنية. فقد توسعت عروض المهرجان هذا العام لتشمل خمس مدن في منطقة دلتا نهر اليانغتسي، ما أتاح لجمهور أوسع فرصة مشاهدة الأفلام العالمية. كما رسّخ قسم "أسبوع أفلام الحزام والطريق" دوره كجسر ثقافي بين الصين والعالم، بعرضه أعمالا مميزة من دول عدة، على غرار أرمينيا.

ويرى الخبراء أن تجربة مهرجان شنغهاي السينمائي أثبتت أن القوة الثقافية يمكن أن تتحول إلى طاقة اقتصادية حقيقية، على غرار فعاليات عالمية كجائزة الفورمولا 1 الكبرى ومعرض الحضارة المصرية. وبهذا، يغدو المهرجان أداة مهمة في رفع مستوى المدينة وتعزيز قدرتها التنافسية.

صور ساخنة