مقتل 60 فلسطينيا بينهم 6 أسرى محررين ومسعف في غزة وإسرائيل تكشف عن خطة لنقل سكان القطاع

غزة 8 يوليو 2025 (شينخوا) قتل 60 فلسطينيا على الأقل بينهم 6 أسرى محررين ومسعف بقصف ورصاص إسرائيلي على قطاع غزة اليوم (الثلاثاء) في وقت كشفت إسرائيل عن خطة لنقل سكان القطاع الساحلي البالغ عددهم 2.3 مليوني نسمة.

وقصفت طائرات إسرائيلية خيمتين لنازحين بشكل متزامن ظهر اليوم في مدينة خان يونس جنوب القطاع وبلدة الزوايدة وسط، بحسب ما أفادت مصادر محلية وشهود عيان.

وقال محمود بصل الناطق باسم جهاز الدفاع المدني في غزة لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن القصف أدى إلى مقتل 6 أشخاص على الفور تم نقلهم إلى المستشفيات.

ونعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القتلى الستة وقالت في بيان لها إنهم أسرى محررين من السجون الإسرائيلية ومبعدين من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.

وحمل البيان "الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وأن دمائهم لن تذهب سُدى، وستظل مشاعل على طريق الحرية"، فيما لم يصدر أي تعقيب إسرائيلي فوري على القصف.

وتابع بصل أن 6 أشخاص بينهم طفلان وسيدتان قتلوا في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعا لفلسطينيين في حي الرمال غرب غزة ظهر اليوم، فيما انتشلت فرق الإنقاذ جثماني قتيلين جراء قصف مركبة في مدينة دير البلح وسط القطاع.

وفجر اليوم، قتل 5 أشخاص في قصف منزل في التفاح، بينما قتل 3 أخرين جراء إلقاء قنبلة من طائرة إسرائيلية مسيرة على مربع سكني في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، وفق بصل.

كما قتل 4 فلسطينيين بينهم طفل رضيع في قصف إسرائيلي لمنزل في حي تل الهوى غرب غزة مع ساعات فجر اليوم، فيما قتل صباح اليوم فلسطينيان اثنان في قصف إسرائيلي على حيي التفاح والشيخ رضوان بالمدينة.

وأفاد مجمع ناصر الطبي في بيان صحفي مقتضب، بوصول جثامين 25 قتيلا منذ فجر اليوم جراء هجمات جوية متفرقة على منطقة المواصي غرب المدينة.

فيما ذكرت مصادر طبية فلسطينية أن 6 فلسطينيين قتلوا بينهم 3 أطفال بنيران الجيش الإسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات الأمريكية شمال مدينة رفح جنوب القطاع.

كما قتل مسعف أثناء تأديته واجبه جراء قصف إسرائيلي على منطقة المواصي غرب مدينة رفح، وفق المصادر الطبية.

يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الصحة في غزة وصول جثامين 52 قتيلا و262 مصابا إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفع حصيلة الحرب منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 57575 قتيلا و136879، من بينهم 7013 قتيلا و24838 جريحا قتلوا بعد انهيار إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة دولية في 18 مارس الماضي.

من جهتها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان، توقف العمل في عيادة الزيتون الطبية التابعة لها في مدينة غزة وذلك بعد سقوط عدة قذائف مدفعية في المنطقة المحيطة بالعيادة، الأمر الذي يهدد سلامة الطواقم الطبية والمرضى.

وقال البيان إن العيادة كانت تخدم آلاف المرضى لاسيما مع ازدحام المنطقة بالنازحين من مناطق شرق غزة وباغلاقها سيضطر آلاف المواطنين للسير مسافات طويلة للحصول على الرعاية الصحية او تلقي تطعيمات الأطفال.

وتابع البيان أن اجراءات الاحتلال الإسرائيلي وأوامر الاخلاء المتواصلة منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023 على غزة إلى خروج 18 عيادة طبية تابعة للجمعية عن الخدمة.

وفي السياق ذاته، أصدر الجيش الإسرائيلي على لسان الناطق باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي اليوم أوامر إخلاء فورية لعدة مناطق في مدينة خانيونس جنوب القطاع.

وقال أدرعي في بيان "تحذير خطير الى كل المتواجدين في منطقة خان يونس في بلوكات 107، 108، 109، 110، 111، 112، 8801، 8802، 8803، بما في ذلك السكان المتواجدين داخل الخيام في تلك المنطقة، الجيش يقوم بتوسيع عملياته من خلال القوات البرية المناورة وتفعيل النيران بشكل مكثف ومباغت".

وتابع البيان "من أجل سلامتكم، يُطلب منكم الإخلاء الفوري غربًا"، مؤكدا أن الجيش سيبذل كل ما في وسعه لإعادة جميع المخطوفين، وسيوسّع نطاق عملياته وفق الحاجة وذلك حتى القضاء التام على حماس".

إلى ذلك، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن خطة لإقامة "مدينة إنسانية" مغلقة فوق أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة وذلك لفصل السكان المدنيين عن عناصر حماس، بحسب ما نشرت الإذاعة العبرية العامة اليوم.

ووفق ما نشرته الإذاعة العبرية فإن الخطة تقضي في مرحلتها الأولى بتفريغ منطقة الممر الإنساني في المواصي، ونقل ما يصل إلى 600 ألف فلسطيني إلى هذه المدينة الجديدة.

وتُشرف على الخطة مديرية الأمن في وزارة الدفاع وتتضمن آلية فحص أمني لكل من يدخل المدينة، فيما يُمنع السكان من مغادرتها بعد دخولها، بحسب الإذاعة العبرية.

وفي مراحل لاحقة تسعى إسرائيل، بحسب المخطط إلى نقل باقي سكان القطاع إلى المدينة الجديدة، دون تحديد جدول زمني واضح ووفق النموذج المطروح لن يقوم الجيش الإسرائيلي بتوزيع الغذاء أو المساعدات مباشرة، بل سيكتفي بتأمين محيط المدينة من مسافة بعيدة، كما نشرت الإذاعة.

وأشارت إلى أن إسرائيل تسعى إلى إشراك منظمات ودول أجنبية، بينها "مؤسسة غزة الإنسانية الأمريكية" في إدارة المساعدات إلى جانب تشغيل أربعة مراكز إنسانية إضافية في القطاع، فوق الثلاثة القائمة حاليًا في الجنوب.

ووفق التقديرات الأمنية فأنه في حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يتيح للجيش الإسرائيلي التمركز في محور "موراج" جنوب القطاع لمباشرة أعمال إنشاء المدينة خلال فترة التهدئة المفترضة التي قد تمتد لـ 60 يومًا.

وتشن إسرائيل حربا واسعة ضد حركة حماس في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، إثر هجوم مفاجئ شنته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل، أسفر بحسب السلطات الإسرائيلية، عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز رهائن.

وتوقفت الحرب لنحو شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بوساطة مصرية قطرية أمريكية في 19 يناير 2025، قبل أن تستأنف إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة في 18 مارس الماضي، بعد انتهاء مرحلته الأولى وتعثر المفاوضات بين إسرائيل وحماس بشأن بدء المرحلة الثانية أو تمديده.