الصفحة الرئيسية >> الأعمال والتجارة

مقالة: نمو الاقتصاد الصيني يدفع العالم نحو آفاق جديدة للتعاون والتنمية المشتركة

/مصدر: شينخوا/   2025:07:16.16:48

بكين 16 يوليو 2025 (شينخوا) وسط عدم يقين اقتصادي يسود العالم، برز اقتصاد الصين خلال النصف الأول من عام 2025 صامدا ومتجاوزا للتوقعات، من خلال مزيج جمع بين تعاف ملحوظ للطلب المحلي وانفتاح متزايد على الأسواق العالمية وتطوير قوى إنتاجية حديثة النوعية، مما عزز ثقة المجتمع الدولي ووسع آفاق التعاون والتنمية المشتركة في القطاعات الواعدة.

-- أداء اقتصادي يتجاوز التوقعات

وكشفت البيانات الرسمية الصادرة يوم الثلاثاء عن أداء الاقتصاد الصيني، حيث نما الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.3 بالمئة على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام، متجاوزا بذلك التوقعات الدولية.

وأظهرت بيانات رسمية أصدرتها الهيئة العامة للجمارك الصينية اليوم الاثنين أن إجمالي واردات وصادرات الصين السلعية من حيث القيمة باليوان ارتفع إلى 21.79 تريليون يوان (حوالي 3.05 تريليون دولار أمريكي) في النصف الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 2.9 في المئة على أساس سنوي. كما تجاوزت الصادرات حاجز 13 تريليون يوان، بنمو سنوي نسبته 7.2 بالمئة.

وتتوافق هذه النتائج الإيجابية مع التوقعات الصادرة عن مؤسسات مالية دولية مرموقة، مثل صندوق النقد الدولي ومورغان ستانلي وغولدمان ساكس، التي عدلت توقعاتها صعوديا لنمو الاقتصاد الصيني خلال العام الجاري، في تأكيد واضح على متانة الأسس الاقتصادية وقدرة الصين على الحفاظ على زخم النمو رغم التحديات العالمية المتصاعدة.

-- محركات رئيسة

يُجمع المراقبون الدوليون على أن العنصرين الرئيسين وراء هذا الأداء هما زيادة الطلب المحلي ومرونة التجارة الخارجية.

وأكدت صحيفة (ساوث تشاينا مورنينغ بوست) التي تصدر من هونغ كونغ في تعليق لها "إن اقتصادا صينيا يركز على السوق المحلية يمكن أن يحقق ذات القوة"، مشيرة إلى أن تحرير طاقات السوق الداخلية يشكل محركا أساسيا للنمو، وهو ما ظهر جليا في مؤشرات استهلاكية قوية خلال الربع الثاني.

ولفتت الصحيفة إلى أن "بكين تعمل بوتيرة متسارعة لتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال تدعيم نقاط قوته ومعالجة تحدياته".

من جهة أخرى، رصدت وكالة (بلومبرغ) أن "تعزيز الطلب الاستهلاكي أصبح في صدارة أولويات السياسات الصينية"، مشيرة إلى الجهود الرامية لبناء "سوق وطنية موحدة".

وعلى الصعيد الخارجي، أوضح المتحدث باسم المصلحة الوطنية الصينية للإحصاء فو لينغ هوي، أن التجارة الخارجية الصينية تشهد تنوعا متزايدا مع استمرار توسع حجم الواردات والصادرات مع دول الآسيان وبلدان مبادرة "الحزام والطريق"، مع نمو ملحوظ في الصادرات في المنتجات الميكانيكية والكهربائية عالية التقنية.

وأشار إلى أن هذه العوامل تسهم في دفع عجلة النمو التجاري، وتبرز نقاط قوة الاقتصاد الصيني من حيث الحجم الهائل، والمنظومة الصناعية المتكاملة، والقدرة التنافسية الشاملة.

-- مرونة الاقتصاد الصيني والفوائد المشتركة

في مجال التجارة الخارجية، عززت الشركات الصينية ريادتها العالمية في التحول باتجاه القوى الإنتاجية حديثة النوعية والطاقة النظيفة، من خلال توسيع إمداداتها من المنتجات عالية الجودة والتقنية والمنتجات الخضراء، واستكشاف الفرص الجديدة في هذه القطاعات الواعدة بنشاط.

وقد تجلى ذلك في أداء متميز خلال النصف الأول من العام، حيث قفزت صادرات المنتجات الميكانيكية والكهربائية إلى 7.8 تريليون يوان، بزيادة قدرها 9.5 بالمئة، مساهمة بـ60 بالمئة من إجمالي الصادرات. والأكثر إشراقا هو الأداء الاستثنائي للمعدات المرتبطة بالقوى الانتاجية حديثة النوعية والتي سجلت نموا يفوق 20 بالمئة، بينما حققت المنتجات الثلاثة الجديدة (المركبات ذات الطاقة الجديدة، البطاريات الليثيوم، والمنتجات الكهروضوئية) الصديقة للبيئة نموا بنسبة 12.7 بالمئة.

هذه الإنجازات لم تكن مجرد أرقام، بل تحولت إلى قصص نجاح ملموسة تجذب أنظار العالم على امتداد مبادرة "الحزام والطريق"، ولاسيما في إطار التعاون الصيني مع الدول النامية، من السعودية حيث تبنت الصين مشروعا للطاقة الكهروضوئية في الصحراء، إلى المغرب الذي تستثمر فيه الشركات الصينية في بطاريات السيارات الكهربائية.

عند استعراض هذه النماذج الناجحة، تتزايد توقعات وسائل الإعلام الدولية التي تتابع الصين عن كثب، على أمل أن يسهم الدور المتصاعد للصين في سد الفراغ القائم في مجال الطاقة المتجددة.

صور ساخنة