17 يوليو 2025/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أفادت وسائل إعلام رسمية صينية أن روبوتات "الذئاب" رباعية الأرجل، وهي منصات قتالية غير مأهولة، ظهرت مؤخرا لأول مرة في مناورة ميدانية تعاونية جمعت بين الجنود والطائرات بدون طيار، ضمن تدريب نفّذه جيش التحرير الشعبي الصيني في وقت غير معلوم.
وبحسب تقرير بثّته القناة العسكرية لتلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في)، يوم الثلاثاء، فقد نفّذت سريتان آليتان من إحدى ألوية المجموعة الـ 76 مناورة قتالية في ساحة تدريب جبلية، تضمنت تكتيكات هجومية حديثة دمجت بين القوات البشرية والطائرات المسيّرة والروبوتات البرية.
واعتمدت المناورة على دمج أنظمة غير مأهولة مثل الطائرات من دون طيار و"الذئاب الروبوتية" ضمن عمليات ميدانية شملت الاستطلاع الأولي، والضربات الدقيقة، وتوفير التغطية النارية لتقدم القوات، في مشهد يُظهر ملامح تحول جذري في مفهوم القتال البري.
ويوضح فيديو بثّته "سي سي تي في" أن الجنود المسلحين ببنادق هجومية من طراز QBZ-191، وقاذفات صواريخ، كانوا يتقدمون جنبا إلى جنب مع روبوتات "الذئاب"، المزودة إما بأسلحة مماثلة أو معدات استطلاع.
في الأثناء، نفّذ مشغلو الطائرات المسيّرة، المتخفّون ببدلات غيلي في الأعشاب، مهام استطلاع وهجمات انتحارية عبر طائرات "أف بي في" ذات رؤية المنظور الشخصي.
في هذا الصدد، قال الجندي هو تي، أحد أفراد اللواء المشاركين، "هذه المرة الأولى التي أقود فيها روبوت الذئب، ونسعى إلى الدمج الفعّال بين البشر والمعدات غير المأهولة التي تم تكليفها مؤخرا."
يذكر أن روبوت "الذئب" قد تم الكشف عنه أول مرة خلال معرض الصين للطيران 2024 في تشوهاي، مقاطعة قوانغدونغ.
ويزن الروبوت نحو 70 كغ، وهو مخصص لمهام الاستطلاع، والهجوم، والنقل، والدعم القتالي. ويتميّز بقدرة عالية على الحركة والتسلّق وتجاوز العوائق المعقدة، ويستطيع التنقل مع الجنود في تضاريس صعبة مثل الجبال والسلالم.
وبحسب شركة "مجموعة صناعات جنوب الصين" المملوكة للدولة، فإن روبوتات الذئب يمكن أن تعمل ضمن تشكيلات ذكية ومنسّقة، تربط بينها وبين المشغلين والمركبات عبر شبكات اتصال، مما يعزز كفاءة وحدات المشاة والقوات الخاصة في بيئات قتالية معقدة، مثل المدن، والهضاب المرتفعة، والمناطق الجبلية.
وفي تحليل للمشهد، صرّح الخبير العسكري فو تشيانشاو لصحيفة جلوبال تايمز، بأن دمج الروبوتات البرية في القتال قد يكون أكثر فعالية من استخدام الطائرات المسيّرة وحدها، خاصة في الاشتباكات القريبة والمعارك الحضرية.
وأضاف أن مواجهة جنود لروبوتات آلية قد يخلق ضغطا نفسيا عاليا عليهم، إذ أن الآلة لا تشعر بالخوف أو الألم، وقد تستمر في التقدم رغم تدمير بعض الوحدات، مما يشكّل تهديدا دائما يُربك العدو وربما يدفعه إلى الاستسلام.
واختتم بالقول إن نشر الروبوتات البرية بشكل أوسع قد يُحدث ثورة في مفاهيم ساحة المعركة، ويعيد تعريف طبيعة الصراعات المسلحة في المستقبل.