عمّان 17 يوليو 2025 (شينخوا) أكد وزراء خارجية الأردن والإمارات والبحرين وتركيا والسعودية والعراق وسلطنة عُمان وقطر والكويت ولبنان ومصر، في بيان مشترك اليوم (الخميس)، دعم أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها ورفض كل التدخلات الخارجية في شئونها الداخلية، ودعوا في الوقت نفسه المجتمع الدولي إلى دعم السلطات السورية في عملية إعادة البناء.
وأجرى الوزراء، على مدى اليومين الماضيين، محادثاتٍ مكثّفة حول تطورات الأوضاع في سوريا وفي سياق الموقف الواحد، والجهود المشتركة لدعم السلطات السورية في جهود إعادة بناء سوريا على الأسس التي تضمن أمنها واستقرارها ووحدتها وسيادتها وحقوق كل مواطنيها.
ورحب الوزراء، في بيان مشترك وزعته وزارة الخارجية الأردنية اليوم، ورحبوا بالاتفاق الذي أُنجِز لإنهاء الأزمة في محافظة السويداء، مؤكدين ضرورة تنفيذه حمايةً لسوريا ووحدتها ولمواطنيها، وبما يحقن الدم السوري ويضمن حماية المدنيين، وسيادة الدولة والقانون.
على صعيد متصل، رحب الوزراء بالتزام زعيم السلطات السوري أحمد الشرع بمحاسبة كل المسؤولين عن التجاوزات بحق المواطنين السوريين في محافظة السويداء، ودعم كل جهود بسط الأمن وسيادة الدولة والقانون في محافظة السويداء وفي جميع الأرض السورية، ونبذ العنف والطائفية ومحاولات بث الفتنة والتحريض والكراهية.
وأدانوا الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ورفضها باعتبارها خرقًا فاضحًا للقانون الدولي واعتداءً سافرًا على سيادة سوريا يزعزعان أمنها واستقرارها ووحدة وسلامة أراضيها ومواطنيها، وتقوض جهود السلطات السورية لبناء سوريا الجديدة بما يحقق تطلعات وخيارات الشعب السوري.
وشدد الوزراء على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار الإقليميين وأولوية مشتركة.
ودعوا المجتمع الدولي إلى دعم السلطات السورية في عملية إعادة البناء، مطالبين في الوقت نفسه مجلس الأمن الدولى بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية لضمان انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي السورية المحتلة، ووقف جميع الأعمال العدائية الإسرائيلية على سوريا وعدم التدخل في شؤونها، وتطبيق القرار 2766، واتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.
وفي المقابل، اتهم زعيم السلطات السورية أحمد الشرع إسرائيل بالسعي إلى تحويل بلاده إلى "ساحة فوضى غير منتهية"، ودفع الأمور إلى "تصعيد واسع النطاق" في السويداء على وقع ما شهدته المحافظة ذات الأغلبية الدرزية جنوبي سوريا من مواجهات دامية أعقبها قصف إسرائيلي طال العاصمة دمشق.
وقال الشرع في كلمة متلفزة فجر اليوم (الخميس) إن إسرائيل "عودتنا دائماً على خلق الفتن"، وتسعى الآن مجددا إلى تحويل سوريا إلى "ساحة فوضى غير منتهية"، على حد قوله.
وأضاف أن إسرائيل تسعى من خلال ذلك إلى "تفكيك وحدة شعبنا وإضعاف قدراتنا على المضي قدماً في مسيرة إعادة البناء والنهوض".
وتابع قائلا إن "هذا الكيان لا يكفّ عن استخدام كل الأساليب لزرع النزاعات والصراعات، غافلاً عن حقيقة أنّ السوريين بتاريخهم الطويل رفضوا كل انفصال وتقسيم".
وجاءت كلمة الشرع بعدما شنت طائرات حربية إسرائيلية أمس (الأربعاء) ضربات جوية على العاصمة دمشق، في خطوة قالت إسرائيل إنها تأتي دعما للطائفة الدرزية في السويداء على إثر الاشتباكات التي اندلعت فيها.
وكشف الشرع النقاب عن أن وساطات أمريكية وعربية وتركية أسهمت في احتواء الموقف، وقال إنه "لولا التدخل الفعال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التي أنقذت المنطقة من مصير مجهول، لكنا بين خيارين؛ الحرب المفتوحة مع الكيان الإسرائيلي، على حساب أهلنا الدروز وأمنهم، وزعزعة استقرار سوريا والمنطقة بأسرها، وبين فسح المجال لوجهاء ومشايخ الدروز للعودة إلى رشدهم وتغليب المصلحة الوطنية".
ومساء أمس (الأربعاء)، أعلنت وكالة الأنباء السورية (سانا) بدء انسحاب قوات الجيش من السويداء تطبيقاً للاتفاق المبرم بين الدولة ومشايخ العقل في المدينة، وبعد "انتهاء مهمة الجيش في ملاحقة المجموعات الخارجة عن القانون".
وشهدت السويداء اشتباكات منذ يوم الأحد الماضي بعد أن هاجم مسلحون من البدو شابا درزيا قرب بلدة المسمية على الطريق الواصل بين دمشق والسويداء، مما أشعل موجة من عمليات الخطف المتبادل والانتقام.
ودفع ذلك سلطتي الدفاع والداخلية إلى إرسال قوات إلى المحافظة، وتصاعدت حدة الأحداث سريعا إلى مواجهات مفتوحة.
وتوصلت السلطات السورية وقيادات روحية درزية إلى اتفاق ينص على وقف كامل لإطلاق النار، وعودة الجيش إلى ثكناته، وإعادة دمج السويداء بالكامل ضمن سلطة الدولة السورية، حسب ما أعلنته سلطة الداخلية.
كما ينص الاتفاق على نشر حواجز أمنية داخل المدينة يديرها أبناء المحافظة، وتشكيل لجنة رقابة مشتركة من الجهات الرسمية والمشيخة لمراقبة التنفيذ.
وسبق سريان الهدنة، تصعيد خطير تمثل بشن الطيران الإسرائيلي غارات على مواقع حساسة وسط العاصمة دمشق.
وأفادت تقارير محلية بأن خمسة صواريخ على الأقل استهدفت مبنى قيادة الجيش وسلطة الدفاع في ساحة الأمويين، إضافة إلى محيط قصر الشعب الرئاسي.
وجاءت الضربات بعد تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالاستمرار في مهاجمة قوات السلطة السورية والتصعيد في حال لم تنسحب من السويداء.
وأكد كاتس في بيان أن إسرائيل لن تتخلى عن الدروز في سوريا، وأنها مستمرة في تطبيق سياسة نزع السلاح التي قررتها في المنطقة.