القاهرة 20 يوليو 2025 (شينخوا) ناقش دبلوماسيون وخبراء صينيون ومصريون، سبل إعلاء روح شانغهاي للتعاون والدفع بتقدم العلاقات المصرية - الصينية بخطوات ثابتة، مستعرضين نتائج زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ لمصر مؤخرا.
وشدد الدبلوماسيون والخبراء، خلال ندوة "إعلاء روح شانغهاي للتعاون والدفع بتقدم العلاقات الصينية المصرية بخطوات ثابتة"، التي نظمتها السفارة الصينية بالقاهرة والمجلس المصري للشؤون الخارجية، اليوم (الأحد)، على عمق وقوة العلاقات الصينية - المصرية، وأهمية التعاون المشترك في الأطر المتعددة لتحقيق الحوكمة العالمية.
وقال السفير لياو لي تشيانغ سفير الصين لدى مصر، إن منظمة شانغهاي للتعاون تقوم على فلسفة التنمية القائمة على الانفتاح والشمول، وأصبحت أكبر منظمة إقليمية في العالم من حيث عدد السكان والمساحة والإمكانات الكامنة، إذ تغطي المنظمة 3 قارات، آسيا وأوروبا وإفريقيا، وتبلغ المساحة الإجمالية للدول الأعضاء 36 مليون كيلومتر مربع، وحوالي 42% من سكان العالم، ويتجاوز الناتج المحلي الإجمالي 25 تريليون دولار، أي ربع الاقتصاد العالمي.
وأضاف لياو، في كلمته، أن مصر أصبحت شريك الحوار للمنظمة، ويمكن لها المشاركة في كافة فعاليات المنظمة، والتعاون في مجالات الأمن والاقتصاد والتجارة والتواصل الشعبي.
وأشار إلى أن المنظمة تقوم على السعي إلى العدالة والإنصاف، فمنذ تأسيس منظمة شانغهاي للتعاون، طرحت في ميثاقها "روح شانغهاي" المتمثلة في الثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام التنوع الحضاري والسعي وراء التنمية المشتركة.
ولفت إلى أن منظمة شانغهاي للتعاون تدعو إلى الحوار بين الحضارات، واحترام المصالح الأساسية لكل دولة، وطريق التنمية الذي تختاره، ومراعاة مصالح كافة الأطراف عند التعامل مع الشؤون الدولية، واللجوء إلى التشاور لحل المشاكل، كما تؤكد الرفض القاطع لتشكيل التكتلات السياسية الإقصائية والمواجهة الأيديولوجية والهيمنة والتنمر، وقانون الغابات الذي تعتدي فيه الدول الكبيرة على الدول الصغيرة والضعيفة.
كما أشار إلى أن المنظمة تعد حاليا المحرك للتنمية الاقتصادية الإقليمية، وأنه في عام 2024، تجاوز حجم التجارة الخارجية للدول الأعضاء 8 تريليونات دولار، ما يشكل ربع التجارة العالمية، بزيادة 100 ضعف بالمقارنة مع ما كان عليه عند تأسيس المنظمة، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الصين والدول الأعضاء والدول المراقبة وشركاء الحوار 890 مليار دولار، مما سجل رقما قياسيا جديدا، وذلك يعكس الحيوية الهائلة للتعاون الاقتصادي الإقليمي.
ونوه إلى أن هذه الممارسات والخبرات يمكن أن تعود على مصر بفوائد اقتصادية وفرص تجارية هائلة، وتدفع عملية التحديث، وتلبي تطلعات الشعب المصري للحياة الكريمة والمزدهرة.
ولفت سفير الصين بالقاهرة إلى أهمية زيارة رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ لمصر، مؤكدا أنها زيارة تاريخية ومهمة جدا، حيث تعد الزيارة الأولي له لمصر بعد 16 عاما، كما أنها الزيارة الأولى له في القارة الإفريقية، حيث تعتبر مصر أولى محطاته.
وشدد على أن هذه الزيارة تعكس اهتمام حكومة الصين بالعلاقات مع مصر، سعيا لتعزيز الثقة المتبادلة بين البلدين وترقية العلاقات لمستويات أعلى احتفالا بمرور 70 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، والذي يحتفل به العام المقبل.
من جانبه، أكد السفير عزت سعد المدير التنفيذي للمجلس المصري للشؤون الخارجية، أن العلاقات الصينية - المصرية تمر بأفضل مراحلها خاصة بعد زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ للقاهرة، لافتا إلى ما شهدته الزيارة من التوصل إلى توافقات مهمة حول توطيد الثقة السياسية المتبادلة، ودفع التعاون العملي، وتكثيف التواصل الشعبي، وهو ما تم ترجمته من التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات التجارة الإلكترونية، والتنمية الخضراء، والمساعدات التنموية، والمالية، والصحة.
وشدد سعد، خلال الندوة، على أن الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس، وأبرزت حرص الجانبين على إثراء مقومات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، ودفع التعاون في مختلف المجالات لتحقيق مزيد من الإنجازات، والمضي قدما نحو هدف بناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد.
وأوضح أن منظمة شانغهاي للتعاون تعد أحد محاور التعاون بين القاهرة وبكين، لافتا إلى أن الصين على استعداد لتعزيز التنسيق والتواصل مع مصر في إطار المنظمة وغيرها من المنصات متعددة الأطراف، لتطبيق التعددية الحقيقية، ودفع التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع.
من جهته، أكد السفير على الحفني نائب رئيس جمعية الصداقة المصرية - الصينية، أنه بفضل "روح شانغهاي"، اجتمعت دول ذات نظم وثقافات متعددة ومراحل تنمية متباينة في "أسرة منظمة شانغهاي للتعاون"، وظلت ملتزمة بالتضامن والتعاون، فيما بينها في بناء مجتمع المستقبل المشترك القائم على المساواة والتآزر ومشاركة السراء والضراء وتحمل المسؤولية المشتركة، ووجدت طريق التعاون الإقليمي الذي يتماشى مع تيار العصر وحاجات مختلف الأطراف، وأصبحت نموذجا يحتذى به للعلاقات الدولية من نوع جديد، وتزداد قوة الجذب والتأثير للمنظمة باستمرار.
بدوره، قال أحمد سلام المستشار الإعلامي المصري السابق ببكين، إن منظمة شانغهاي ساهمت بفاعلية في ترسيخ الأمن الإقليمي، خاصة في آسيا الوسطى، من خلال هيكل التعاون لمكافحة الإرهاب، الذي وفر آلية متطورة لتبادل المعلومات ومواجهة التطرف والتهديدات العابرة للحدود، وتبني مفهوم "الأمن للجميع"، بما مكنها من المساهمة في تهدئة التوترات، وطرح نموذج تعاون أمني يتسم بالمسؤولية والانفتاح.
وأضاف سلام، أن الشق الاقتصادي يشكل اليوم أحد أعمدة المنظمة، حيث ساهم موقع الدول الأعضاء وبنيتها التحتية في إنجاح مشروعات مثل الممر الاقتصادي الصيني- الباكستاني، والممر الصيني - الأوسطي، مشيرا إلى أن عام 2024 شهد نحو 19 ألف قطار شحن بين الصين وأوروبا مرورا بدول المنظمة، في زيادة سنوية تفوق 10%، مؤكدا أن هذا النمو يعكس عمق التكامل الاقتصادي وقوة الدور الذي تلعبه المنظمة في دعم مبادرة الحزام والطريق.
وأوضح أن التبادل الثقافي والإنساني بين دول منظمة شانغهاي يرسخ أسس التعاون والتقارب بين الشعوب على أسس قوية، مشيرا في هذا الصدد إلى إنشاء المنظمة لمؤسسات تعليمية مثل جامعة شانغهاي للتعاون، وتقديم منح دراسية وبرامج تبادل، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية كـ"أيام شانغهاي"، ومهرجان السينما بشانغهاي 2025 ومنتديات شبابية سنوية، ومراكز بحثية مشتركة.