الصفحة الرئيسية >> التبادلات الدولية

تعليق: مواصلة الدفع قُدماً بأوجه النماء والتطوير للشراكة الاستراتيجية بين الصين وموريتانيا

تبادل الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يوم 19 يوليو الجاري التهاني بمناسبة الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية. وعلى مدار الـ60 عاما الماضية، وبغض النظر عن تغيرات في الساحة الدولية، حافظت الصين وموريتانيا على الاحترام المتبادل والمعاملة على قدم المساواة، مما أرسى نموذجًا للتعاون والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك بين الدول النامية.

تتبادل الصين وموريتانيا الاحترام السياسي، وتدعمان بعضهما البعض دائمًا في القضايا التي تمس مصالحهما الجوهرية وشواغلهما الرئيسية. في السنوات الأخيرة، وبفضل التوجيه الاستراتيجي لرئيسي البلدين، دخلت العلاقات الصينية ـ الموريتانية مسارًا شاملًا ومتعدد المستويات وواسع النطاق من التطور السريع. في سبتمبر 2024، التقى الرئيس شي جين بينغ بالرئيس الغزواني، الذي زار الصين لحضور قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني ـ الأفريقي، حيث أعلن رئيسا الدولتين الارتقاء بالعلاقات الصينية ـ الموريتانية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مما أشار إلى اتجاه تطوير العلاقات الثنائية. والصين تدعم موريتانيا بقوة في اتباع مسار تنموي يتناسب مع ظروفها الوطنية، وتعارض التدخل الخارجي في شؤونها الداخلية. وتلتزم موريتانيا التزامًا راسخًا بمبدأ الصين الواحدة، وتستجيب بفعالية لمختلف مبادرات الصين ومقترحاتها. كما ينسق البلدان ويتعاونان في الشؤون الإقليمية والدولية، ويلتزمان بالتعددية، ويعارضان الهيمنة وسياسات القوة.

حققت الصين وموريتانيا نتائج متبادلة المنفعة ومربحة للجانبين في الاقتصاد، وأسفر تعاونهما عن نتائج مثمرة. ولطالما قدمت الحكومة الصينية الدعم والمساعدة بنشاط للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في موريتانيا. في عام 1968، وبعد ثلاث سنوات من إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وموريتانيا، نفذت الصين أول مشروع منحة لها إلى موريتانيا، مزرعة مبولي التجريبية للأرز، لإجراء تجارب زراعة الأرز. وتعد المشاريع الكبرى مثل ميناء الصداقة وجسر الصداقة والملعب الوطني ومركز المؤتمرات ومستشفى الصداقة التي تم بناؤها بمساعدة الحكومة الصينية شاهداً على الصداقة الدائمة بين الصين وموريتانيا. كما تطور التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين بشكل مطرد. وكانت الصين أكبر شريك تجاري لموريتانيا لسنوات عديدة. في عام 2024، بلغ حجم التجارة الثنائية 2.42 مليار دولار أمريكي، بزيادة سنوية قدرها 7.8٪. في عام 2023، وقّعت حكومتا الصين وموريتانيا خطة تعاون لتعزيز بناء مبادرة الحزام والطريق، فاتحةً بذلك فصلاً جديداً من التعاون النوعي في بناء هذه المبادرة. واعتباراً من 1 ديسمبر 2024، تم استعفاء جميع منتجات الدول الأقل نمواً التي أقامت علاقات دبلوماسية مع الصين، بما فيها موريتانيا، من الرسوم الجمركية بنسبة 100٪.

الصداقة التقليدية بين الصين وموريتانيا راسخة الجذور في قلوب الشعبين، والتبادلات الثقافية بينهما مزدهرة. منذ عام 1968، أرسلت الصين 35 فريقًا طبيًا وأكثر من800 عضو من الفريق الطبي إلى موريتانيا. وقد خفف العاملون في المجال الطبي الألم وحافظوا على صحة الشعب الموريتاني بحب وإحسان كبيرين. كما تقدم الحكومة الصينية منحًا دراسية لموريتانيا كل عام. في عام 2019، أنشأت جامعة خبي وجامعة نواكشوط معهد كونفوشيوس بشكل مشترك لبناء جسر لتعزيز الروابط الشعبية بين البلدين. ويتزايد عدد الشباب الموريتانيين الذين يتعلمون اللغة الصينية ويفهمون الثقافة الصينية ويسافرون إلى الصين للتبادل أو الدراسة أو العمل، ليصبحوا رسلًا لتوثيق أواصر الصداقة بين البلدين.

في الوقت الحاضر، تعمل الصين على تعزيز التحديث الصيني النمط بشكل شامل من خلال تنمية عالية الجودة. وإن السعي وراء التحديث الصيني النمط لا يهدف إلى تحقيق مصالحها الخاصة فقط، بل إلى العمل مع الدول الأفريقية، بما فيها موريتانيا، لتحقيق التحديث بشكل مشترك، وستوفر الإنجازات الجديدة للتحديث الصيني النمط فرصًا جديدة لتنمية موريتانيا، وستعود بالنفع على البلدين وشعبيهما، وستساهم مساهمة إيجابية في بناء مجتمع صيني -أفريقي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد.

وعلى مدى الستين عامًا الماضية، ظلت الصداقة الصينية الموريتانية راسخة كالواحة في الصحراء. وبالنظر إلى المستقبل، فإن الصين على استعداد للعمل مع موريتانيا لتنفيذ التوافقات المهمة التي توصل إليها رئيسا الدولتين تنفيذًا كاملًا، ومواصلة الصداقة التقليدية، وتوطيد الوحدة والتعاون، وخلق آفاق جديدة باستمرار لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين الصين وموريتانيا.

(بقلم/ تانغ تشونغ دونغ، السفير الصيني في موريتانيا، النسخة الصينية لصحيفة الشعب اليومية 20/07/2025)

صور ساخنة